فى الصميم

فى انتظار «نوفمبر»!!

جلال عارف
جلال عارف

إذا لم يحدث خطأ فادح فى التقدير من أى طرف فى الحرب بين روسيا والغرب يؤدى لانفجار الموقف، فإن انتظار نوفمبر قد يكون خيار الجميع ولو مؤقتاً!!


فى نوفمبر.. ستجرى الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي، ويحرص بايدن على عدم التورط المباشر فى الحرب لأن هذا يخصم من رصيده ورصيد الديمقراطيين فى انتخابات حاسمة.. وحتى الآن ترجح التوقعات أن يفقد الديموقراطيون أغلبيتهم فى أحد المجلسين التشريعيين.


«النواب والشيوخ»، واذا حدث ذلك فسوف يعنى ذلك عرقلة تمرير الكثير من التشريعات التى يريدها بايدن، كما يعنى موقفا من الجمهوريين ومن ترامب أقل تحمسا لاستمرار الحرب بتكلفتها العالية ومخاطرها الكبيرة!
وفى نوفمبر.. ستحسم القيادة فى الحزب الشيوعى الصينى قرار ترشيح الرئيس الصينى «ش جين بينج»، لفترة رئاسية جديدة بعد أن تم تعديل الدستور ليسمح لرجل الصين القوى بأن يستمر فى قيادة البلاد فى مرحلة حاسمة من نهضة الصين وسط صراعات عالمية متصاعدة، ومع توتر الموقف مع الولايات المتحدة ومخاوف من صدام مباشر بسبب قضية «تايوان».


وفى نوفمبر.. سيكون الشتاء بالنسبة لأوروبا، موعدا مع توقف القتال على الأرض فى أوكرانيا، لكن آِثارها المروعة سوف تترك أوروبا تقاسى مع ثلوج الشتاء ونقص التدفئة والارتفاع الهائل فى الأسعار وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية التى تنذر بمخاطر جمة وتمنح الفرصة للتطرف وتعيد ذكريات صعود الفاشية والنازية قبل الحرب العالمية الثانية.


فى مقابل ذلك.. ستكون ميادين القتال قد شهدت مزيدا من الاستعدادات. وسيكون المزيد من السلاح الغربى قد تدفق على أوكرانيا، بينما ستكون التعبئة الجزئية قد أهلت أعدادا متزايدة من الجنود الروس للقتال.. وسيكون على كل الأطراف أن تقرر ما بين الحرب والسلام!!
بالنسبة لنا.. نوفمبر سيكون موعد العالم للقاء الاستثنائى فى «شرم الشيخ» مع قمة المناخ.. وستكون مناسبة لأن يسمع صناع التلوث وصناع الحروب معا صوت شعوب العالم وهى تدافع عن الحياة وترفض أن تستمر فى دفع فواتير صراعات الكبار التى دمرت البيئة، وتكاد الآن  تدمر العالم!.