الرأى الآخر

آداب الجنازة

خالد القاضى
خالد القاضى

تربينا على مقولة شهيرة وهى إكرام الميت دفنه، كما تعلمنا على مدار سنوات طويلة أصول وآداب تشييع الجنازة.. وكنا أحيانا نمنع السيدات من حضورها حتى لا يحدث صراخ ونحيب فتخرج الجنازة عن وقارها.

وقد جاء فى فتاوى اللجنة الدائمة للفتوى إن السنة فى تشييع الجنازة هى الصمت وتذكر الموت ثم دفن الميت والدعاء له.

وفى السنة أيضا أثناء تشييع الجنازة الصمت التام وألا نقول اذكروا الله أو وحدووه لآن هذه بدعة وليس لها أصل فى الدين، فإذا جاءت الجنازة يسير المشيعون ويتذكرون ويتدبرون مصير الجنازة وماذا يقال للمتوفى والدعاء له.

وجاء فى فقه الجنازات.. الصلاة على الميت وحمل الجنازة والسير بها حتى الدفن والمسارعة الى القبر والتزام الخشوع ولا يكون هناك نواح أو صياح وألا يتحدث فى تشييعها باحاديث الدنيا كما يجب الوقوف على قبر الميت والدعاء له.

وقد أوضح د. مختار جمعة وزير الأوقاف على صفحته الشخصية أن احترام خصوصية الناس فى حياتهم الخاصة ولا سيما فى أحزانهم أمر إنسانى ويجب الحفاظ عليه ولا ينبغى أن يكون مجالا للترند بأية حال.

بعد كل هذه الأدلة والأسانيد الدينية الموثقة لا يجب علينا أن نقف لنصور الجنازات بهذا الشكل العشوائى ويجب أن نحترم قدسية الموت أولا ثم نحترم مشاعر أهل وأصدقاء المتوفى، وردا على من قال ان تصوير الجنازة توثيق لها مثل حليم وأم كلثوم وعبدالناصر فنقول له إن من صور هو تليفزيون الدولة واستغل امكانيته من أبراج تصوير وكاميرات ضخمة لتوثيق الحدث.

أما ما يحدث الآن من البعض فلا يعدو أن يكون هرجلة وعدم احترام لآداب الجنازة ولا قدسية الموت.