الإيطاليون ينتخبون برلمانًا جديدًا وسط توقعات بفوز اليمين

الإيطاليون ينتخبون برلمانًا جديدًا وسط توقعات بفوز اليمين
الإيطاليون ينتخبون برلمانًا جديدًا وسط توقعات بفوز اليمين

أدلى الناخبون الإيطاليون بأصواتهم اليوم فى الانتخابات التشريعية لتجديد أعضاء البرلمان، وسط مخاوف من فوز اليمين المتطرف بقيادة جورجيا ميلوني، التى قد تصبح أول امرأة تتولى رئاسة حكومة يمينية متشددة غير مسبوقة فى البلاد.

وتمت الدعوة إلى هذه الانتخابات المبكرة عقب استقالة رئيس الوزراء ماريو دراجى فى يوليو الماضى بعدما سحبت ثلاثة أحزاب فى ائتلافه هم حزب «فورتسا إيطاليا» (يمين وسط) بزعامة سيلفيو برلوسكوني، و»الرابطة» (يمين متشدد) بزعامة ماتيو سالفيني، و«حركة خمس نجوم» الشعبوية المعادية للهجرة، دعمها له، مما أدخل إيطاليا فى وضع ضبابى بينما تعانى من التضخم ومن جفاف قياسي.


وقال رئيس حزب «الرابطة» المناهض للمهاجرين ماتيو سالفينى أثناء توجهه للتصويت «ألعب لأفوز، لا لأشارك»، مؤكدا أن حزبه سيكون «على منصة الفائزين: الأول أو الثانى وفى أسوأ الأحوال الثالث».


وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها فى الساعة الخامسة بتوقيت جرينتش فيما كان الناخبون يقفون فى صفوف انتظارا للإدلاء بأصواتهم. ويحق لنحو 51.5 مليون مواطن إيطالى التصويت فى الانتخابات .


لكن معظم التقديرات تشير إلى أن ملايين الإيطاليين سيقاطعون الانتخابات سواء كان ذلك بقرار منهم أو رغما عنهم نتيجة البيروقراطية أو بسبب المافيا والنظام الذكوري. ويشير تقرير حكومى إلى أن حوالى نصف الناخبين يؤكدون أنه لا يمكنهم التصويت لأسباب خارجة عن إرادتهم. وستبقى المراكز مفتوحة حتى الساعة التاسعة بتوقيت جرينتش على أن تصدر فور إغلاقها أولى استطلاعات الرأى التى ستعكس صورة واضحة للنتائج.


وفى ظل توقعات تمنح حزب «فراتيلى ديتاليا» (إخوة إيطاليا) من الفاشيين الجدد حوالى ربع نوايا الأصوات بحسب استطلاعات الرأى الأخيرة، من المرجح أن تتولى زعيمته جورجيا ميلونى (45 عاما) رئاسة حكومة ائتلافية تكون الهيمنة فيها لليمين المتطرف على حساب اليمين التقليدي.


وسيشكل ذلك زلزالا حقيقيا فى إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوروبا وثالث قوة اقتصادية فى منطقة اليورو، إنما كذلك فى الاتحاد الأوروبى الذى سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان.


وحذرت زعيمة الحزب خلال حملتها الانتخابية من أن «الكل قلق فى أوروبا لرؤية ميلونى فى الحكومة... انتهت الحفلة، وستبدأ إيطاليا بالدفاع عن مصالحها الوطنية».ونجحت ميلونى المعجبة سابقا بموسولينى والتى ترفع شعار «الله الوطن العائلة».

 

وفى جعل حزبها مقبولا كقوة سياسية وطرح المسائل التى تحاكى استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها فى صفوف المعارضة فى حين أيدت الأحزاب الأخرى حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراجي.


وقد تنطوى الانتخابات على مفاجآت ولا سيما فى جنوب البلاد، فيما يتعلق بنتائج «حركة خمس نجوم» المعارضة لمؤسسات الحكم والتى يُنسب إليها إقرار حدّ أدنى للأجور للأكثر فقرا، والحزب الديموقراطى (يساري) الذى يملك قاعدة قوية محليا.

وأيا تكون الحكومة التى ستنبثق عن الانتخابات لتتولى مهامها اعتبارا من نهاية أكتوبر المقبل ، فهى تواجه منذ الآن عقبات على طريقها.فسيتحتم عليها معالجة الأزمة الناجمة عن الارتفاع الحاد فى الاسعار فى وقت تواجه إيطاليا دينا يمثل 150% من إجمالى ناتجها المحلي، أعلى نسبة فى منطقة اليورو بعد اليونان.

وفى هذا السياق، إيطاليا بحاجة ماسة من أجل الاستمرار إلى المساعدات التى يوزعها الاتحاد الأوروبى فى إطار خطته للإنعاش الاقتصادى بعد وباء كوفيد-19، والتى يمثل هذا البلد أول المستفيدين منها وبفارق كبير عن الدول الأخرى.
 

اقرأ ايضا | سويسرا تنضم لعقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة ضد روسيا