أفضل 3 طرق لعلاج داء الرتوج وتجنب مضاعفاته

داء الرتوج
داء الرتوج

يعاني نصف سكان الولايات المتحدة داء الرتوج بعد سن الخمسين، ولعله قد تردد إلى مسامعنا مصطلح داء الرتوج، ولكن هل تعرف ماذا تعني كلمة الرتوج؟ ببساطة الرتوج هي جيوب صغيرة تتكون في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة، في الماضي كان داء الرتوج مرضًا نادرًا لكنه أصبح أكثر شيوعًا، فهيا بنا نتعرف إلى داء الرتوج وأعراضه وأسبابه وطرق العلاج .


هل داء الرتوج خطير؟

داء الرتوج في حد ذاته غير خطير أو مهدد لحياة الإنسان، فقد يعاني 80% من الأشخاص المصابين بداء الرتوج وجود تلك الجيوب المخاطية مدى حياتهم دون حدوث أي مضاعفات تنذر بالخطر، ولكن في حالة حدوث عدوى أو ضغط من الأمعاء أو التعرض لأحد الأسباب غير المعروفة التي تسبب التهاب تلك الجيوب المخاطية تكون أكثر خطرًا وألمًا للشخص المصاب.

قد يقلق البعض من خطر الإصابة بسرطان القولون بسبب الإصابة بداء الرتوج ولكن هذا غير صحيح، فلا يوجد أي علاقة بين سرطان القولون وداء الرتوج القولونية. 

أعراض داء الرتوج في القولون :

عندما يحدث ضعف في إحدى عضلات جدار القولون، تظهر جيوب أو انتفاخات في الغشاء المخاطي والطبقة تحت المخاطية للقولون، غالبًا لا تسبب تلك الجيوب أعراضًا مزعجة، ولاسيما إذا كانت صغيرة الحجم، ولكن 20% فقط من الأشخاص المصابين بداء الرتوج يعانون أعراض مرض الرتوج بسبب التهاب تلك الجيوب، ومنها:

التهاب في الكيس الرتجي
25% فقط من مصابي داء الرتوج قد يعانون التهاب الرَّتج نتيجة تجمع الفضلات داخل الجيوب المخاطية مسببة تمزقها وحدوث انسداد معوي مصحوبًا بالالتهاب وتكون خراجات ونواسير مؤلمة، تظهر أعراض التهاب الرتوج من خلال:

- ألم شديد ومستمر في الربع السفلي الأيسر في البطن.
- الشعور بالامتلاء وانتفاخ البطن.
- القيء والشعور المستمر بالغثيان.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، والحمى.
- الإسهال أو الإمساك المزمن مصحوبًا بخروج دم بالبراز.
- نزيف رتجي
وهو عبارة عن خروج دم عبر الأمعاء الغليظة وصولًا إلى الشرج، ولكن لا يعد النزيف الرتجي خطيرا لأنه غير مسبب للألم كما أنه يشفى مع اتباع العلاج وإرشادات الطبيب.

ما أسباب داء الرتوج؟
لم يجرِ الوصول إلى سبب التهاب الرتج بشكل دقيق، ولكن هناك بعض النظريات والفرضيات التي وضعها العلماء التي أوضحت بعض الأسباب التي قد تساهم في تكون تلك الرتوج، مثل:

1- نقص الألياف الطبيعية في أثناء تناول الطعام، من أحد أسباب داء الرتوج، لأن القولون يحتاج إلى ألياف غذائية من أجل الانقباض بشكل أكثر قوة ليعمل على طرد جميع الفضلات بداخله، وفي حالة نقص الألياف تتراكم كمية صغيرة من الفضلات داخل الرتوج مسببة التهابها.

2- زيادة ضغط الأمعاء أيضًا هي أحد مسببات التهاب الرتوج، لأن استمرار ضغط الأمعاء لفترات طويلة يسبب فتقًا وتكوّن جيوب مخاطية ولا سيما مكان دخول الأوعية الدموية، لأنها الأكثر ضعفًا على مستوى جدار القولون بأكمله.

3- السمنة المفرطة وزيادة وزن الجسم، وتراكم الدهون حول الأمعاء تعمل بضغط على الأمعاء مسببة تلك الرتوج. 

4- هناك بعض الأدوية الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بداء الرتوج مثل مضادات الالتهاب غير  الستيرويدية، والأفيونات.

5- حدوث ضعف في جزء من جدار القولون أو القولون بأكمله.

تشخيص داء الرتوج :

في بعض الحالات التي لا تعاني أعراض مرض الرتوج قد يتم اكتشاف المرض بشكل عرضي أثناء تشخيص أحد أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، ولكن في حالة وجود أعراض مرض الرتوج فيجري تشخيصه بواسطة الطبيب من خلال بعض الفحوص  التالية:

أولاً: التاريخ المرضي 
يقوم الطبيب بتوجيه بعض الأسئلة إلى المرضى مثل عمر المريض وعن النظام الغذائي اليومي للمريض، وتحديد وجود أمراض مزمنة أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الكبد.

كما يسأل الطبيب عن إجراء أي عمليات الجراحية أخرى بالبطن سابقًا، وذلك لاستبعاد أمراض أخرى مثل سرطان القولون أو القولون العصبي والتهاب المعدة والمرارة، والزائدة الدودية أو انسداد الأمعاء وأمراض المسالك البولية والتناسلية.

ثانيًا: إجراء بعض الاختبارات التشخيصية
يطلب الطبيب من المريض إجراء بعض الأشعة والفحوص للتأكد من التشخيص باستخدام صورة دقيقة وواضحة للبطن من خلال:

اختبار الأشعة السينية
من خلال الأشعة السينية تظهر جدار القولون المصاب بداء الرتوج أنه سميك أو ظهور انسداد في الأمعاء، أما  في حالة تمزق الجيوب يلاحظ وجود هواء حر في صورة الأشعة السينية، ولكن غالبًا ما تكون الأشعة السينية غير كافية للتشخيص الدقيق.

الأشعة المقطعية
يلجأ الأطباء في معظم الأحيان في تشخيص داء الرتوج  إلى استخدام الأشعة المقطعية، فهي الأشعة الأدق من الأشعة السينية وخاصة في حالة التهاب الرتوج، وتصل نسبة الوصول للتشخيص الصحيح بواسطة الأشعة المقطعية 98% تقريبًا.

منظار القولون
في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى تنظير القولون في حالات التهاب الرّتج ولكن في حالة استبعاد سرطان القولون والأورام الخبيثة. 

حقنة الباريوم
تستخدم حقنة الباريوم بديلاً للمنظار في حالة تعرج القولون بشكل كبير، ما يجعل التشخيص بالمنظار أكثر خطرًا على المريض؛ لأنه قد يسبب حدوث ثقب بالقولون.

الرنين المغناطيسي
تعد أشعة الرنين المغناطيسي صورة واضحة ودقيقة لجميع أنسجة البطن، وهي الأكثر دقة في التشخيص من المنظار والأشعة المقطعية، ولكن عادة ما يكون الرنين المغناطيسي مكلفًا في بعض الحالات.

تحليل الدم وتحليل البراز
يلاحظ زيادة في عدد كرات الدم البيضاء بشكل ملحوظ عن معدلها الطبيعي في تحليل الدم،  بالإضافة إلى ذلك في حالة تحليل البراز يظهر بكتيريا أو طفيليات بالبراز تسبب التهابًا ودمًا بالبراز في حالات تمزق الرتج أو الالتهاب الشديد والنزيف الرتجي. 

مدة علاج التهاب الرَّتج 
95% من حالات التهاب الرتج البسيطة إلى المتوسطة يتم شفاؤها من تلقاء نفسها خلال أسبوع دون حدوث مضاعفات.

غالبًا ما يحتاج علاج التهاب الرتج من ٧ إلى ١٠ أيام مع الالتزام  بتناول الأدوية والالتزام بإرشادات الطبيب الصحية مثل اتباع نظام غذائي من السوائل حتى تتحسن حالة الالتهاب وتستجيب للعلاج.

في حالة التهاب الرَّتج الشديد قد يستغرق العلاج مدة أطول بسبب تلقي العلاج داخل المستشفى أو حالات استدعاء إجراء الجراحة.

ما هو علاج التهاب الرتوج؟
حالات الالتهاب البسيط ودون مضاعفات (العلاج الدوائي) 
تستجيب تلك الحالات للعلاج الدوائي وتناول المضادات الحيوية الفموية مثل اسبيروفلوكساسين، أموكسيسيلين، اوجمنتين وغيرها، مع وصف بعض مضادات الفطريات والبكتريا مثل ميترونيدازول للقضاء على العدوى البكتيرية أو الطفيلية لعلاج الالتهاب.

كما ينصح الطبيب بتناول الأطعمة اللينة واتباع أنظمة غذائية غنية بالألياف الطبيعية مثل الفواكه والخضراوات؛ لتجنب حدوث الإمساك مع أخذ قسط كاف من الراحة للجسم والجهاز الهضمي من الأطعمة الحارة واللحوم الحمراء أو المصنعة للوصول إلى الشفاء في أسرع وقت.

الإقلاع عن التدخين والالتزام بتناول الطعام الصحي وخفض الوزن وممارسة الرياضة بشكل مستمر من أهم العوامل التي تقي من عودة الإصابة بداء الرتوج مرة أخرى.

في حالات مضاعفات شديدة (العلاج الجراحي)
تستلزم بعض الحالات التي حدث لها بعض المضاعفات مثل الخراج وهو (تجمع للصديد داخل الجيوب المخاطية) أو التهاب الصفاق (التهاب الغشاء البريتوني المحيط بالجهاز الهضمي) أو الناسور وهو (وجود ممر غير طبيعي بين الأمعاء وبعضها) إلى التدخل الجراحي عن طريق إزالة الجزء المتضرر باستخدام المنظار البطني.

كما يجب إجراء الجراحة على الفور في حالة تمزق الرتج، حيث يتم إزالة الجزء الممزق جراحيًّا، ثم يتم توصيل الجزء السليم بالجلد لإخراج البراز خارج الجسم حتى يتم شفاء الالتهاب، ثم يتم إغلاق الفتحة الموجودة على الجلد بعد عشرة أسابيع وتمام التعافي من الإلتهاب.

داء الرتوج من أمراض الجهاز الهضمي الذي يصيب الرجال أكثر منها في النساء، يصاب الرجال بعد سن الأربعين بهذا المرض نتيجة لأسباب وراثية أو عوامل بيئية مثل التدخين وتناول الأنظمة الغذائية غير الصحية.

ويعد علاج التهاب الرتوج سهلاً في حالات الالتهاب الخفيفة إلى المتوسطة، أما في حالات الإلتهاب الشديدة وظهور المضاعفات شديدة الخطر، يحتاج المريض إلى العناية به داخل المستشفى أو اللجوء إلى  إجراء جراحي إذا لزم الأمر.