باختصار

النخل.. والتين.. والزيتون

عثمان سالم
عثمان سالم

سعدت كثيرا بالخبر الذى نقله الزميل محمد الشامى من أن محافظة المنوفية تعلن عزمها زراعة أشجار مثمرة للإنتاج والظل خلال شهور الصيف الحارقة.. الفكرة ليست جديدة ولا وليدة الصدفة لكن طال الحديث عنها منذ عدة سنوات وأن الكلام على الأشجار عموما وليس المثمرة ضمن مشروع مائة مليون شجرة.. الفكرة فى حد ذاتها رائعة لكنها تحتاج لكثير من الجهد لتربية الأطفال على الحفاظ على الشجرة.. أيا كان نوعها.. مثمرة أو غير مثمرة.. وهذه بكل أسف ثقافة غائبة عن معظم المصريين وقد شاهد الكثيرون إحدى السيدات تستخدم عصا طويلة لإنزال البلح من على النخيل فى حديقة أنطونياديس التى بدأت محافظة الإسكندرية - متأخرة جدا- إعادة تأهيل الحديقة التراثية التى تضم أندر الأشجار التى جلبت من الخارج وغرست فى عهد الذوق الرفيع!! فى الشارع الذى أسكن فيه شجرة توت معمرة.. خلال إثمارها يتجمع حولها الصبية للحصول على ثمرها بأى طريقة حتى ولو كان ذلك بتكسير الأغصان فيصعد أحدهم وإنزال الفرع لبقية الصبيان للحصول على التوت ولا مانع أن ينتهى الموسم والشجرة فى حالة مزرية.. ثقافة الحفاظ على المال العام والخاص والأشجار بكل أنواعها ثقافة غائبة عن الجيل الحالى ولا أدرى مصير مادة التذوق التى كثر الحديث عنها فى وقت من الأوقات حتى قالوا إنها ستكون بديلا لمادة التربية القومية التى اعتبرها البعض نوعا من التزيد الوطنى رغم الحاجة الملحة لإذكاء هذه الروح بين الشباب الذى لم يعد يعرف شيئا من التاريخ والجغرافيا رغم دراستهما فى أغلب المراحل التعليمية.. أقول إننا نحتاج وبشدة لتعليم أبنائنا ثقافة الشأن العام الذى يجب الشأن الخاص فلابد أن يتعلم الطفل منذ نعومة أظفاره الحفاظ على الكرسى والتختة فى الفصل وبابه وسور المدرسة وعدم تشويه الجدران.. والاهتمام بحصة التربية الزراعية إذا كان هناك مكان للزراعة بعد أن التهمت المبانى المساحات الخضراء.. لا يمكن أن تنجح تجربة المنوفية أو غيرها إذا لم يتعلم النشء أهمية الشجرة للبيئة.