بعد عرض فيلم «‏Orphan : First Kill» عالميًا.. النسخة الأصلية تكسب

فيلم "‏Orphan : First Kill"
فيلم "‏Orphan : First Kill"

إنجي ماجد

أصبحنا نعيش في عصر يمكن فيه عمليا لأي فيلم سينمائي ناجح، أن يصدر عنه جزء جديد، أو حتى أن يعاد تقديمه في نسخة سينمائية جديدة، فإن عدد الأشخاص الذين كانوا يتوقعون أن مثل هذا الشرف سيُمنح لفيلم “Orphan” - الذي عرض عام 2009 - ربما لم يكن مرتفعا للغاية.

لا يبدو فيلم Orphan من نوعية الأفلام التي نجحت في ترك أثرا كبيرا عند الجمهور، أو حتى لدى النقاد، وأقصد هنا الأثر الذي يجعل الجمهور ينتظر أن يصدر منه جزء جديد، فهو عمل قائم على قصة مستقلة بدأت أحداثها وأنتهت بنهاية مدة الفيلم، دون أن تذهب أذهان من شاهدوا الفيلم الأصلي بإمكانية تجديد دماء القصة في عمل جديد، لكن هذا لا يتنافى مع أنه كان من أقوى أفلام عام 2009 التي قدمت جرعة عالية من الإثارة والرعب، فتدور أحداثه حول زوجين يتبنيان فتاة صغيرة روسية تُدعى “إستر”، ليتبين فيما بعد أنها فتاة بالغة مريضة نفسيا وليست طفلة.

لا أحد ينكر أن مخرج الفيلم الإسباني جومي كوليت سيرا صنع فيلما قويا يحبس الأنفاس ويخطف انتباه المشاهدين طوال المشاهدة، مع قوة أداء بطلة الفيلم النجمة فيرا فارميجا، لكن مع هذا لم يصرخ الجمهور بإصدار جزء ثان من الفيلم، فما هو السبب في إصدار جزء جديد؟.. لا أجد سببا سوى أن صناع الفيلم الجديد يفكرون في تحويل شخصية “إستر” إلى أيقونة رعب مثل “تشاكي” أو “جايسون” أو “فريدي”، على الرغم من أن وجودها لم يكن محسوسا به قبل بضع سنوات.. لكن من يدري؟

سيتذكر جمهور الفيلم الأصلي أن “إستر” هربت من إستونيا، وتحديدا من مستشفى للأمراض العقلية، قبل أن تجد طريقها إلى عائلة جديدة، ويأتي الفيلم الجديد ليحمل اسم “First Kill”، وليؤكد منذ مشاهده الأولى أن “إستر” أكثر من مجرد قاتلة شريرة تقليدية، وعلى إستعداد لفعل أي شيء للحصول على حريتها، فبعد هروبها تتوصل إلى خطة للعثور على الأمان في عائلة ثرية في الولايات المتحدة، وبالفعل تقرر انتحال شخصية الطفلة المفقودة من عائلة “ألبرايتس” الشهيرة في مدينتها الأم، تنتاب الأم “تريشيا” الصدمة عندما ترى طفلتها على قيد الحياة، بينما يشعر الأب وكأن روحه عادت إليه بعد ظهور طفلته، وبمرور الأحداث يتضح أن “آل آلبرايتس” لديهم سر مخيف لا يقل خطورة عن سر “إستر”، لتصبح المواجهة أمر لا مفر منه، وهو الأمر الذي أدى إلى معرفة من سينتصر في هذا الصراع قبل نهاية الفيلم، لأنه من الطبيعي أن تبقى بطلة القصة “إستر”على قيد الحياة، لأن أحداث الجزء الأول تأتي زمنيا بعد أحداث الفيلم الجديد.

واحدة من أكبر المشاكل في “Orphan: First Kill” هو مخرجه ويليام بيرنت بيل، الذي أثبت أنه لا يتمتع بأي طموح على الإطلاق، وهو بالمناسبة من المخرجين الذين قدموا العديد من أفلام الرعب والإثارة في السنوات الأخيرة، مثل “The Devil Inside”، الذي كان من أنجح أفلامه، ليسقط بعدها مع أفلام مثل “The Boy” و”Separation”، وأخيرا الفيلم الذي نتحدث عنه اليوم، حيث يثبت بيل فيلما وراء آخر إنه غير مهتم بتقديم صورة بصرية رائعة، حتى ولو كان معه قصة مرعبة ومخيفة، وهو ما يؤدي إلى مشاهدة فيلم سطحي، بل وضعيف فنيا.

ما أنقذ الفيلم هما بطلتيه، الأولى الممثلة الصاعدة إيزابيل فورمان - صاحبة شخصية “إستر” - والثانية النجمة جوليا ستايلز - التي لعبت شخصية الأم -، ونبدأ مع فورمان التي كانت رائعة للغاية في فيلم “The Novice” العام الماضي، وهنا في “First Kill” تعرف كيف تقدم التوتر المخيف، ونحن نراها قادرة على التحكم بكل من حولها بفضل ذكائها ومكرها الشديدين، أما ستايلز فتنتقل من أم حزينة إلى امرأة شرسة، تعمل على حماية أسرتها وسرها الخفي مهما كلفها الأمر، ليأتي النصف الثاني من الفيلم أكثر إمتاعا وحماسة، ونحن نشاهد فورمان وستايلز تتصارعان، وكلا منهما ترغب بالقضاء على الأخرى، لكن للآسف كانت النتيجة معلومة من الأساس، لذا لن أخفي رغبتي في أنني أتمنى لو يتم التحضير لجزء ثالث من Orphan””، أملا أن يشهد ذلك الجزء القضاء على تلك الفتاة القاتلة، بعد ما فعلته في الفيلمين السابقين.

أقرأ أيضأ l فيلم «التنزه» الإيطالي مرشح لجائزة الأوسكار