نحن والعالم

حرب الاستنزاف 

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

رسائل تهديد واضحة ترسلها اسرائيل بشكل متتال مؤخراً لإنذار إيران حول برنامجها النووى.

البداية كانت مع محاكاة «ممر الأفق» التى شاركت فيها 100 مقاتلة فى مناورات جوية لمحاكاة هجوم على أهداف فى عمق إيران.ثم جاءت صفقة شراء٤ طائرات لتزويد مقاتلاتها جواً بالوقود والتى جاهر الاعلام بأن الهدف منها إظهار جدية اسرائيل حول توجيه ضربة لإيران، ثم جاء الكشف مؤخراً عن وثيقة سرية مهدت لتدمير المفاعل النووى السورى فى 2007.

فى الوقت نفسه،خصصت الحكومة 1.5 مليار دولار فى إطار الاستعداد للتعامل عسكرياً مع منشآت إيران النووية فى غضون عام على الأكثر، كما نشرت صحيفة «هآرتس».. والسؤال..هل تستطيع اسرائيل تدمير البرنامج النووى الايرانى كما فعلت عندما ضربت المفاعل السورى فى2007 ومن قبله المفاعل العراقى عام 1981؟ 

الوقائع على الأرض تؤكد صعوبة ذلك وربما حتى عدم جدواه.فعلى خلاف العراق وسوريا التى لم تمتلك كل منهما سوى مفاعل واحد تمتلك ايران عددا كبيرا من المفاعلات مختلفة الأحجام والفاعلية قدرها البعض ب 26 مفاعلا.

ولو تجاوزنا الشكوك حول امتلاك الطائرات الحربية الإسرائيلية المدى المطلوب للوصول للعمق الايراني، سنجد ان تدمير المنشآت النووية الايرانية يحتاج عددا كبيرا من الهجمات وأعدادا هائلة من الطائرات، ما قد يجر المنطقة لحرب اقليمية بالنظر لشبكة وكلاء طهران الإقليميين وما تمتلكه ايران ووكلاؤها من أسلحة متطورة،على رأسها الصورايخ الباليستية .

هذا الانزلاق لحرب جديدة فى المنطقة لن يرضى أمريكا لأنه يفسد خططها بتقليص وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط.  أضف لذلك نجاح طهران فى بناء برنامج يعتمد على معرفة علمائها المحليين، وهو ما يعنى إنه حتى لو تدمرت مواقعها، ستتمكن من إعادة بناء برنامجها وبمباركة دولية! 

 وفى رأيى تعرف اسرائيل انها ما لم تنجح فى اقناع واشنطن بتوجيه ضربة عسكرية للبرنامج النووى الايرانى، سيظل أقصى ما يمكنها عمله شن «حرب استنزاف» لعرقلة التقدم النووى الايرانى من خلال عمليات تخريبية للمنشآت النووية واغتيال العلماء الايرانيين ، والاستمرار فى ارسال التهديدات.