من القاهرة

فوضى المناخ

أحمد عزت
أحمد عزت

العالم أصبح فى فوضى مناخية عارمة، تهدد حياة البشر على مختلف المستويات.

هذه حقيقة لا تحتاج إلى مجهود لاستيعابها وملاحظتها ورصد تداعياتها وآثارها المدمرة على مأوى الإنسان ومأكله.

ولا يقتصر الأمر على ارتفاع أو انخفاض فى درجات الحرارة، أو فى حدوث عواصف وأعاصير أو حتى فى اندلاع حرائق بسبب التغير المناخي؛ بل إن المسألة باتت تهدد غذاء البشرية.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن العامين الماضى والحالى شهدا تحطيما للأرقام القياسية للكوارث فى جميع أنحاء العالم، حيث تسببت درجات الحرارة القياسية، والفيضانات، والجفاف، وحرائق الغابات، والزلازل فى مقتل أكثر من ١٠ آلاف شخص، فيما قدرت الخسائر المادية بنحو ٣٠٠ مليار دولار.

وفى تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية فقد شهد العالم خلال الخمسين عاما الماضية زيادة فى عدد الكوارث سنويا بمقدار خمسة أضعاف.

وما أتوقف أمامه فى هذا السياق هو مدى ما يمثله التغير المناخى من تهديد للغذاء العالمي، حيث تعرضت مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية حول العالم للتدمير إما بسبب الجفاف أو الفيضانات. 

وإلى جانب تأثيرات الحرب الروسية فى أوكرانيا على الأمن الغذائى العالمي، فلا يمكن تجاهل تضرر ملايين الأفدنة من الأراضى الزراعية فى الصين، وانعكاسات ذلك على المتاح عالميا من المحاصيل الرئيسية مثل القمح أو الذرة أو الأرز. بل يتخوف البعض من إقدام بعض الدول على وقف صادراتها الغذائية مثل الهند فى وقت سابق، أو الصين مستقبلا، لتأمين احتياجاتها على وقع ما تمر به من ظروف مناخية.

لا أتصور أن عالما غارقا فى أزماته السياسية يملك الرغبة أو القدرة والإرادة على مجرد التفكير فى سبل مواجهة كابوس المناخ، وأغلب الظن أن الكوكب ينتظره مجهول مرعب.