عمرو جلال يكتب: «آدي دقني» يا لورد

عمرو جلال
عمرو جلال

سنوات عديدة وأنا أحلق ذقني باستخدام أمواس مستوردة ليس من باب الرفاهية ولكن لأن الأمواس الأخرى كثيرا ما تتسبب في جرح أو اثنين عند الحلاقة... ثم مع أزمة الدولار الأخيرة أصبح وجود تلك الأمواس المستوردة في الأسواق قليل جدا وأرتفع سعرها إلى الضعف..

أستهلك شهريا عددا كبيرا من الأمواس وتضاعفت معها ميزانية ما أشتريه منها ثم قررت التحول لمنتج آخر متوفر في الأسواق وسعره لا يتجاوز زوجين من الجنيهات ونصف... سعر لم أكن أتصور أن أحصل معه على جودة ترضى ذقنى وتحقن دماءها وتمنع نزيف 5 جنيهات أخرى أضافية من جيبى فى كل مرة أقرر فيها الحلاقة... الحقيقة فعلت تلك الأمواس ما أثار أعجابى وجعلنى أسلم ذقنى لشفراتها...

دهشتى الأكبر كانت عندما علمت لأول مرة أن شفرات الحلاقة تلك هى صناعة مصرية خالصة وهى من انتاج شركة "لورد للصناعات الدقيقة" وهى شركة مصرية عالمية لصناعة مستلزمات الحلاقة ويعود تاريخ انشائها لعام 1930 والتي انتهى بها المطاف عام 1981 لتكون بالكامل في حوزة رأس المال المصري ومنذ ذلك التاريخ لم يتوقف نمو الشركة حتى أصبحت من أكبر 6 شركات في العالم لصناعة مستلزمات الحلاقة ويعمل بها أكثر من 3500 عامل وموظف مصري وأصبحت الشركة تصدر منتجاتها لأكثر من 75 دولة في العالم بعد حصولها على شهادات جودة دولية...

الحقيقة ما أكتبه ليس دعاية لمنتج استهلاكى ولكنه افتخار بمنتجات مصرية عديدة لا يعرف الكثيرونوأنا منهمأنها صناعة وطنية تستحق التشجيع وكما تقول الحكمة رب ضارة نافعة ورب سعر دولار صاعد يكوى الجيوب يكون نافعا لصناعات وطنية... ما المانع أن نلقى الضوء على تلك الصناعات ونشجعها فى وسائل الاعلام والتواصل... مستقبل الصناعة الوطنية هو حل ناجع لمواجهات الهزات الدولية التى كثيرا ما تعصف برياح شديدة تضرب استقرار الاقتصاد المصرى...

فى كوريا الجنوبية هناك مكثت 3 شهور لاحظت فى جولاتى بها خجل المواطن الكورى عندما يشترى منتج أجنبي ليس من صنع بلاده فلقد اصبحت ثقافة شراء المنتج الوطنى هناك تسرى فى دماء المواطنين الكوريين حتى لو كان البديل الأجنبي أكثر جودة وأقل سعرا... الدولة فى كثير من الأحيان لا تستطيع وقف استيراد منتجات من دول تربطها بها علاقات سياسية واقتصادية لكن المواطن يستطيع بوعيه أن يراهن على المنتج الوطنى ويدعمه بالشراء لأنه سيعود عليه بتطور بلاده...

الأزمة الاقتصادية الراهنة تتطلب المراهنة وبقوة على المنتجات المصرية وتنميتها وتسليط الضوء عليها... اليوم نرفع القبعة لأصحاب المشروعات الوطنية خاصة الصغيرة والمتوسطة منها اللذين ما زالوا يتمسكون بجدران السفينة وسط أمواج عاصفة تأرجح الجميع وتهددهم كل لحظة بالسقوط والتحطم فى محيط الركود والفشل... على الحكومة أن تدعم وبقوة أصحاب تلك المشروعات الوطنية حتى وأن كانت لا تستطيع تقديم الدعم المالى لهم فلتقدم لهم التحية وكلمات التشجيع والثناء والترويج المجانى لأنهم بالفعل أبطال يستحقون ذلك.
Amr. sakr @ yahoo. com