عاجل

عثمان سالم يكتب: الجوهرى.. المظلوم

عثمان سالم
عثمان سالم

عشرة أعوام مرت على رحيل الجنرال محمود الجوهرى المدير الفنى الأسبق لمنتخب مصر الوطنى وكذلك المدير الفنى للاتحاد.. هذا الرجل علامة بارزة جدًا فى تاريخ الكرة المصرية.. صنع أجيالا من النجوم وتأهل بهم لنهائيات كأس العالم ١٩٩٠ بإيطاليا بعد غياب ٢٨ عاما عن المونديال.. كان للجوهرى تجربة رائعة مع الاتحاد الاردنى استمرت عدة سنوات تعامل خلالها كسفير فوق العادة، وكرمه الملك عبدالله الثانى بعد رحيله حيث توفى على أرض المملكة ورافقه شقيق الملك فى رحلة عودة الجثمان إلى القاهرة، لم يشفع للجوهرى أنه تأهل بمنتخب مصر للمونديال بعد طول غياب فقد حورب من الكثيرين ومن أشخاص يفترض أن يكونوا داعمين له، وواجه أزمة حقيقية وهو يستعد للمشاركة فى كأس الأمم الافريقية ١٩٩٨ فى بوركينا فاسو ومن شدة يأسه من سوء برنامج الاعداد أطلق تصريحات متشائمة بأن الفريق سيحصل على المركز الثالث عشر!! وقد عايشت معه هذه الأيام العصيبة فى معسكر الاعداد الأخير الذى أقيم فى أسوان بمشاركة عدد من الدول العربية والأفريقية أذكر منها منتخب الجزائر ولم تكن نتائج التجارب مشجعة..

وربما كان هذا سبب تشاؤمه أو أنه كان نوعاً من الغضب من سوء التقدير على كافة المستويات خاصة بعض النقاد الرياضيين الكبار فى ذلك الوقت!! ذهب الجوهرى إلى بوركينا لا يملك سوى قدراته وثقته فى لاعبيه ومعاونيه الذين كانوا فى حجم المسئولية حيث تخطى أدوار البطولة بهدوء الى أن وصل الى النهائى ليحصل على اللقب من بين أنياب منتخب جنوب افريقيا.. الجوهرى كان جريئًا ولم ترهبه تجربة تدريب الزمالك الخصم اللدود للأهلى باعتبار أن بطلنا هو أحد أبناء القلعة الحمراء، وكان أول نجاحات الجوهرى حصوله على كأس أول سوبر أفريقى بهدف أيمن منصور الأسرع فى مرمى الأهلى.. كما حصل مع الزمالك على الدورى..

وكانت للجوهرى تجربة قصيرة فى المصرى البورسعيدى.. فقد زرته فى منزله ذات مرة لإجراء حوار معه ورأيت كم كان يتعامل باحترافية شديدة، وعلى الرغم من ظهور التقنيات الفنية الحديثة إلا أنه حول احدى غرف منزله الى قاعة متخصصة فيها شاشة تليفزيون وجهاز فيديو وكان عبقريا فى تقطيع المباريات ليشرح للاعبين كل أخطائهم وكيفية تصحيحها.. ولم يكن الجوهرى قاسيًا فى تعاملاته مع اللاعبين لكنه كان حازمًا وصارمًا تصدر منه التعليمات مرة واحدة ولايكررها الجنرال الجوهرى لم يجد التكريم اللائق من اتحاد الكرة ولا حتى النادى الأهلى الذى لعب له ودربه فى مرحلة غاية فى الصعوبة الجوهرى يستحق تمثالا يوضع فى مدخل اتحاد الكرة لتعرف أو تتساءل الأجيال الجديدة عن انجازات صاحب التمثال.. كل الشكر  للزمالك والمصرى اللذين تذكرا الجوهرى فى ذكرى رحيله. رحمه الله.