هبة عمر تكتب: قصة واقعية

هبة عمر
هبة عمر

بقلم: هبة عمر

وقعت أحداث القصة الأسبوع الماضى فى إحدى قرى الساحل الشمالى، ومازالت آثارها فى نفوس من عاشوها عصية على النسيان  إذ كشفت أن القوة والعنف فوق الحق أحيانا، وأن هناك من لايعترفون بقانون أو سلطة ويمارسون «البلطجة» دون رادع.

ذهبت أسرة مصرية لقضاء إجازة فى قرية معروفة من قرى الساحل القديمة  اختارها الجد مصطحبا بناته وأحفاده وسائقه الخاص، آملين فى بعض الراحة بعد فترة عصيبة مرت بهم، فى اليوم التالى لوصولهم ذهب السائق إلى الشاطئ المواجه لمقر إقامتهم لإعداد «شمسية» للجد والأحفاد، وحدثت مشادة تعرض خلالها لهجوم بالسباب والشتائم من أحد الأشخاص  الذى اتضح أنه من «الأعراب» بالمنطقة، وتطور الأمر إلى  مشاجرة بالأيدى بينهما، وكان يمكن أن ينتهى الأمر عن هذا الحد مثل أى شجار يحدث كثيرا، ولكن فوجئ الجميع بعشرات السيارات تدخل مسرعة لتحاصر الأسرة فى مسكنها ويقفز منها رجال مسلحون بالشوم و العصى والحجارة  يبحثون عن السائق لقتله، ويهاجمون الجد وبناته، وحين حاول زوج إحداهن حماية السائق من الهجوم الضارى الذى يتعرض له أصبح هو نفسه عرضه للهجوم وشق رأسه وكسر ذراعه وأصابعه، وحتى محاولة البنات لحماية الجد من التعرض لضربه قد تودى بحياته أسفرت عن تعرضهن للإعتداء بالشوم والعصي، وتحطيم المسكن ومحتوياته، وإثارة ذعر الأطفال، وحتى الدفاع عن النفس كان مستحيلا أمام وحشية الهجوم فى كل اتجاه دون تمييز.كل هذا بمرأى ومسمع من جيران الأسرة دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب من ساحة المعركه خوفا على حياته، ولولا وصول الشرطة لما تمكنت الأسرة من النجاة بحياتها، وبالطبع تم معاينة المسكن وما به من آثار دماء وتم نقل السائق وزوج الإبنه إلى المستشفى لإغلاق الجروح النازفة بالرأس، ثم اقتيادهما إلى قسم الشرطه كمتهمين  ومعهما الابنه الصغرى التى اتهمها المعتدون بمحاولة الاعتداء عليهم!

ما لا صدقه عقل أن تتم معاملة الجانى والمجنى عليهم نفس المعاملة، ورغم وضوح الاعتداء الصارخ على أفراد الأسرة ومسكنهم أمام كل من شهد الواقعة، يتم الضغط على الأسرة للتصالح مع المعتدين حتى ينتهى الأمر! فهل ينتهى الأمر بالفعل؟