حكايات من دفتر الأحزان.. الموت يخطف 5 أطفال بقنا في حوادث متفرقة

العثور على جثة الطفلة ملك
العثور على جثة الطفلة ملك

كتب: أبوالمعارف الحفناوي

قلوب اكتوت بنار الفراق، وأطفال سكن الحزن قلوبهم مبكرًا، على فراق أصدقائهم، ومنازل بكت جدرانها، حزنًا على من كان سبب سعادتها، وآباء وأمهات، قتلهم الحزن قهرًا، في حوادث مأساوية راح ضحيتها فرحة قلوبهم وسبب سعادتهم، راح ضحيتها من كانوا يرسمون لهم حياة مليئة بالسعادة.
 

عصافير الجنة، 5 أطفال، ماتوا في أقل من 72 ساعة، بمحافظة قنا، في حوادث متفرقة، كانت كفيلة، أن تلقي بأحزانها في قلوب أهاليهم، وأيضًا كل من سمع عنهم، أو حتى من شاهد صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي تحولت صفحاته إلى دفاتر عزاء ورثاء، وفي بعض الأوقات حزن وخوف وقلق من اولياء الأمور، بعد شائعة خطف الأطفال وسرقة أعضائهم، وهذا ما نفته الأجهزة الأمنية والتقارير الطبية، لجثث بعض المتوفين من الأطفال.

لم يتخيل الآباء أو الامهات، أن يفقدوا فرحة قلوبهم في لحظة،  لم يتخيلوا يومًا أن من سهروا الليالي لأجلهم، ومن تعبوا وتمنوا الموت، لحظة احساسهم بكحة أو سخونة نتيجة ارتفاع درح حرارة الجسم أو آلام بسيطة، أن يموتوا بهذه الطريقة، رغم إيمانهم بقضاء الله وقدره، إلا أن خبر وفاتهم بطريقة مأساوية، كان كالصاعقة، التي عصرت بأحزانها قلوبهم فوق الحزن حزنا.

حيوان ضال
بينما كان محمد منصور الكعدي، صاحب الخمسة أعوام، ابن عزبة البوصة في أبوتشت، في أحد الأفراح،  اختفى عن الأهل والأقارب، بحث عنه أهله في كل مكان، لم يتركوا بابا في البحث عنه، إلا وطرقوه،  نشروا صوره على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقسموا أنفسهم مجموعات للبحث عنه في المنازل وجميع الأماكن بالقرية، ولكن دون جدوى.

ومع كل دقيقة تمر، يسيطر الخوف على أهله وأقاربه، فالطفل الذي كان سببًا في سعادة أهله، وكان دائما لا يترك حضن أهله لحظة، يختفى في لحظة، وبالرغم من ذلك لم يفقدوا الأمل في العثور عليه، البعض في الشوارع ينتظر فرحة عودة الطفل، والبعض رغبتهم في العثور عليه بسرعة، جعلتهم يتصرفون تصرفات صعبة، بحثا عنه.

ومع انتصاف الليل، ولم يعد الطفل، بدأ الشك يحوم حول مصيره، وبدأ الخوف يسكن قلوب أهله، التي لم تجف أعينهم من الدموع حزنًا على  اختفائه، كغير عادته، القلق والرعب سيطران على الجميع، حتى عثروا على جثته، ملقاة في أحد الأسواق بالقرية، في مشهد لم يتحمله أحد؛ فأحشاؤه خارج جسده.

انتقلت قوات الأمن وجهات التحقيق إلى هناك، ووجدوا جثة الطفل محمد، غارقة في الدماء، والتف حولها الأهل والأقارب، الذين شاهدوا منظر الجثة، بطريقة صعبة، لم يتخيلوا أن من كان يلهو بالأمس، يلقى مصيره بهذه الطريقة البشعة، التي لم يُعرف سببها.

أمرت جهات التحقيق ، بنقل الجثة إلى المستشفى، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والوقوف على الحقيقة، وعلى الفور انتشرت شائعة في القرية، وصل صداها إلى القرى المجاورة، وصفحات التواصل الاجتماعي فيسبوك، بأن اللغز وراء العثور على جثة الطفل، وجود عصابة خطفت الطفل لسرقة أعضائه، خاصة بعد العثور على أحشائه خارج جسده.

الشائعات بدأت تنتشر بشكل كبير، إلا أن تقرير مفتش الصحة، الذي حصلت أخبار الحوادث على نسخة منه، أكد أن جميع أعضاء جسده موجودة، ولا توجد شبهة جنائية في وفاته، وكشف التقرير الطبي، عن وجود جرح متهتك أعلى البطن وأسفل الصدر من الناحية اليمنى وجروح متعددة أعلى الصدر وبروز الأحشاء الداخلية وجروح متعددة أعلى الركبة، والسبب المبدأي، اشتباه نهش حيوان.

الحزن في قلوب أهل الطفل، جعلهم لا يصدقون ذلك، وطالبوا بتشريح الجثة، لمعرفة سبب الوفاة، ولقطع الشك باليقين، بالفعل تم ندب الطب الشرعي الذي أكد تقرير مفتش الصحة، وصرحت جهات التحقيق بدفن الطفل، وشُيع جثمانه في جنازة مهيبة، وطالب أهل الطفل من الجميع الكف عن الشائعات، وأن ما حدث افترسه حيوان ضال، ولا داعي لنشر الشائعات والأكاذيب، ولا بد من احترام حرمة الميت ومراعاة مشاعر أهله.

اقرأ أيضًا | ضبط مرتكب واقعة قتل طفلة بقنا.. بقصد سرقة قرطها الذهبي

قمر رمضان
وبعد يومين من العثور على جثة الطفل محمد، بمركز أبوتشت، وقبل أن تجف دموع المحبين والأقارب، كان للحزن عنوانا آخر في قلوب أبناء ابوتشت، المعروف باسم «مركز العائلات».

فقد تلقى اللواء إيهاب طه، مدير أمن قنا، إخطارًا من العميد أحمد عبد الحق، مأمور مركز شرطة ابوتشت، بمصرع قمر رمضان أبو عمرة، 3 اعوام، بعد سقوطها من الطابق الثاني من عقار بمركز ابوتشت.
خيم الحزن على قلوب الجميع، وبكى الأهل والأقارب حزنًا على وفاة الطفلة، التي لم تكمل عامها الثالث، وكانت سببا من مصادر السعادة على ذويها.

الجار الشرير

 

وبعد واقعة الطفل محمد، شهدت قنا، واقعة مشابهة للاختفاء، وفي الوقت ذاته مخالفة لدوافع الجريمة؛ فقد اختفت الطفلة ملك أحمد الحساني، صاحبة الخمسة أعوام أيضا عن منزلها، وبحث عنها أهلها في كل مكان ولكن دون جدوى.

 

وعثرت الأجهزة الأمنية على جثتها، ملقاة على حافة ترعة، بقرية المفرجية بقوص، ولكن بها آثار خنق، دفعت الأجهزة الأمنية إلى الشك حول وجود شبهة جنائية، وهو ما أكده التقرير الطبي، وقررت على إثره جهات التحقيق، ندب الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، وصرحت بعد ذلك بدفن الجثة.

وكشفت التحريات، بعد تكثيف الجهود الأمنية وتفريغ كاميرات المراقبة، أن المتهم في الواقعة عرفة.م.ح، أحد أهالي القرية، استدرج المجني عليها بسبب سرقة قرطها الذهبي، وخنقها وألقى جثتها في الترعة، وعاد إلى أهلها ليساعدهم في البحث عنها.

وفي نفس مركز قوص، عثرت الأجهزة الأمنية، على جثة طفلة غارقة داخل مياه نهر النيل، في جزيرة مطيرة، مركز قوص، جنوب محافظة قنا.
وتبين  مصرع، حليمة مجدي عبدالفتاح، 13عامًا، مقيمة في جزيرة مطيرة لقيت مصرعها غرقًا في نهر النيل بقوص، ولا توجد شبهة جنائية في الواقعة.

حبل المرجيحة
ومع الحوادث المتعلقة بالأطفال في قنا، كان لمصرع الطفل معاذ محمد رمضان، صاحب الستة أعوام، نصيبا في الحزن، الذي سيطر على  الجميع.

اعتاد الطفل معاذ الذهاب باستمرار إلى منزل خالته بمنطقة المعنا بقنا، ليلهو عندها، ولكن في المرة الأخيرة كانت النهاية قاسية للغاية.

أثناء لهو معاذ في المرجيحة، التف حول رقبته، حبلها، حاول أن يقاوم، ولكن فشل الصغير في ذلك، حتى لقي مصرعه، معلنا الحسرة والحزن، طيلة العمر، في قلوب خالته قبل أسرته، لاحساسها أنها السبب في وفاته، بعد ما كانت سببا في سعادته.