دكتورعبد المنعم فؤاد يكتب: شيخ الأزهر وأفول الغرب وفضائح الليبرالية

د عبد المنعم فؤاد - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر
د عبد المنعم فؤاد - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر

يظن هذا الليبرالى الذي يفتح فاه للضحك بسخرية من قراءة مولانا فضيلة الإمام الأكبر فى الطائرة لكتاب:  (أفول الغرب) للكاتب المغربى( حسن أوريد)  أنه يقدم خدمة فكرية لمتابعيه باستهزائه هذا!،  بل يظن أنه يدافع عن الغرب، ويقول لمن فيه: هذا شيخ الأزهر المتحدث الرسمى باسم الإسلام الآن - يفرح بأفول غربكم، وأنا اذكره بطائراتكم ، وحضارتكم، وأن الإسلام الذى يمثل الحديث عنه شيخ الأزهر( وهو المتحدث الرسمى باسم الإسلام الآن )،  هو عدوكم القادمّ!!،

وهذا التخيل الليبرالى افتراء،  وبهتان عظيم،  بل هو فضيحة مدوية من فضائح الليبرالية المعاصرة، والذى يُعد هذا الساخر رمزا من رموزها فى مصر الآن باعترافه ، إن الليبرالية تدعى الحرية، ورموزها هنا يفضحون أنفسهم بأنفسهم ولا يقبلون حتى الحرية فى الاطلاع على كتاب ما،  بل كأنهم يريدون أن يحددوا لنا قائمة بما يجب أن يقرأه شيخ الأزهر وما لا يجب !. قاتل الله الجهل والجاهلين .   

اقرأ أيضًا

شيخ الأزهر: الشباب هم الأمل في بناء مستقبل مشرق لأمتنا ووطننا

لقد نسى هؤلاء أن ديننا يعلمنا ثقافة  التلاقى، والتصافح مع الثقافات الأخرى: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)  ولم يدع فى يوم ما إلى غلق الأبواب أمام أى فكر حتى وإن خالف تعاليم الإسلام، وكفر أصحابه به،  فالنبى -صلى الله عليه وسلم - تعايش مع كل الثقافات فى المدينة، وما حولها، وكان يقف لجنازة يهودى،  وأرسل رسائل للتعايش مع كل سكان العالم، وكان يخاطب حكام وملوك العالم بلغة دبلوماسية إيمانية راقية لا مثيل لها، وينزل الناس منازلهم  بحق، فكيف يفرح شيخ الإسلام فى مصر بأفول الغرب، وغياب حضارته؟!

ثم هل فتح هذا الساخر صفحة واحدة من صفحات هذا الكتاب، أو اطلع على ما فيه من تأملات نقدية فى الواقع الغربى، والعربى أيضا ليصل إلى ما يفيد، أم بقى على  جهله، وسطحيته، وفضائحه، التى يشهد عليها كل من تابع كتاباته، والتى تؤكد أن هذا، والذين معه سيظلون فى غيبوبتهم الفكرية حتى وإن اختبأوا خلف يافطة مصطلح التنوير، ولا علاقة لهم بما ينتج من أفكار مفيدة، وما وصلت إليه آراء كبار المثقفين  فى العالم لمواجهة التحديات التى تقلق البشرية؟؟؟!

إن علماء الأزهر، وإمامهم الأكبر  يعلمون من دينهم، ويُعلّمون طلابهم .أن الإسلام لا يمكن أن يكن عدوا للغرب، بل يلتقى أبناؤه مع الغرب ليكسبوا معه معركة الحفاظ على أنسية الانسان، وتحصينه من شطحات المادة، وإبعاده عن الإلحاد المدمر للقيم، والعمل معا من أجل إحقاق الحق، والدعوة لإقامة العدل.

ولدى الغرب من غير شك ما يقدمه للإنسانية من منافع مادية ملموسة لا ينكرها إلا جاهل، ونشهد بذلك، ولا نسخر من كفره بديننا كما - يصور هذا المدعى للتنوير.. وشيخ الأزهر- حفظه الله -  وطلابه يعلمون هذا جيدا، كما يعلمون أيضا أن الإسلام  لديه ما يقدمه للجم جموح المادة التى كاد البعض هناك أن يعبدوها، ولديه أيضا ما يعالج  الجوانب النفسية، والأخلاقية التى ترددت كثيرا، بل والاقتصادية العالمية، ولو اتحد الغرب، والإسلام فى ذلك لتم إنقاذ البشرية من السقوط فى هاوية الشهوات، والرذائل، والأطماع الفاسدة التى تؤلم الجميع الآن.
فهل يعى الساخرون ذلك؟  
ليتهم يفقهون.

 

د عبد المنعم فؤاد - أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر