بعد أن كتب الفنان أنور وجدى عن «غيرة» ليلى مراد، قامت النجمة المحبوبة بالرد عليه برسالة تقول فيها: «أشكر المحرر الذى أتاح لى الفرصة لكى «أفش غليلى» فى أنور وجدى، فأنا قلبى «مليان» منه، وعندى أشياء كثيرة كتمتها فى قلبى منذ ثلاث سنوات، أى منذ اليوم الأول لزواجنا، وأرجو ان تكون سرا بينى وبين القراء حتى لا تتسرب إلى علم زوجى الذى يظن «حضرته» أنه الرجل الوحيد فى العالم، ويعتقد أنه خبير بكل شيء، وأنه خبر الدنيا، وقد أعترف له أحيانا بذلك، فيزداد غرورا، وينسى أننى أكون تحت تأثير العاطفة وأن اعترافى وقتها.. مجرد مجاملة..
ويغيظنى منه بروده «الإنجليزى» فقد أبذل جهدى فى شراء فستان جميل، فأبحث عن «موديل» فريد فى نوعه، وأدفع من أجله مبلغا وقدره، حتى إذا ارتديته أمامه وسألته عن رأيه لأسمع منه كلمة إعجاب، يفاجئنى بكلمة تضايقنى وهى كلمة: «بلدى»!
وحدث ذات مرة أن انتهزت فرصة عيد ميلاده، وأردت أن أقدم له مفاجأة بدون علمه، فدعيت بعض الأصدقاء والصديقات على حفل عيده، واتصلت به فى الاستديو للحضور لأمر مهم، لكنه اعتذر بأن العمل يستدعى وجوده لليوم التالى!!
ولما قلت له أننا سنحتفل بعيد ميلاده، وأن الجميع فى انتظاره، إذا به يستظرف ويقول: «عيد ميلادى كان السنة اللى فاتت!»..
وفى مرة أخرى، أردت أن أفخر بزوجى بين مجموعة من صديقات الطفولة، وأن أزهو بأننا أسعد زوجين، وأنه طوع بنانى ورهن إشارتى، فأبى «عفريته» إلا ان يظهر فى هذه الأثناء، فقابل صديقاتى ببرود وراح يصدر لى أوامر ونواهى لم يعتاد أن يصدرها، وانقلبت الجلسة إلى مشهد درامى، وكان بالطبع يرمى من وراء ذلك، إلى أن يبدو أمام الصديقات أنه «الكل فى الكل»!!
ولكن بينى وبينكم، هذه الأشياء تعجبنى فيه وتزيد من حبى له!
ليلى مراد مجلة «الفنون» - 1947
