محمد البهنساوي يكتب: وجع بقلب مصر.. وماذا بعد؟

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

يوم حزين وكئيب بمصر، 41 من أبنائها الطيبين يخطفهم الموت ليترك وجعا بقلوب المصريين، كنيسة أبو سيفين بإمبابة، جاءوا إليها يلوذون بربهم من عناء دنياهم فإذا بالنيران تقتحم خلوتهم مع خالقهم وكانت الكارثة، لا أجد كلمات رثاء تعبر عن حزنى والجميع على الضحايا، لكم أوجعتنا صور اطفال وضحكة بريئة على وجوههم آملا بدنياهم التى كانت أيامهم فيها معدودة،ندعوه سبحانه أن يشمل ضحايانا برحمته ويسكنهم جناته جزاء ما كابدوه بهذا اليوم الصعب.

لا يوجد ما يعوض فقد أشقائنا، لكن هناك الكثير نتحدث حوله بتلك الفاجعة لعدم تكرارها ولنحول المحنة المفجعة الى منحة إذا أدركنا دروسها، نبدأ بعوامل الأمان بمكان يتردد عليه مئات البسطاء،بداية من إصدار الترخيص وانتهاء بالمتابعة والمراقبة، لا نعارض بناء دور العبادة طالما كان هناك حاجة إليها، لكن دون أن نسمح بإقامتها فى أماكن تودى إلى التهلكة لروادها، مطلوب التحقيق فى كيفية الترخيص رغم المخاطر العديدة،فما علمناه يؤكد أنها كانت قنبلة موقوتة وللأسف انفجرت لتصيبنا جميعا، مبنى من عدة طوابق بشارع ضيق قد يصعب فيه السير فما بالنا بسيارات الإسعاف والإطفاء وغيرها، التهوية ضعيفة ومخارج الطوارئ غائبة، به حضانة وفصول وكنيسة أماكنها مخالفة لقواعد الأمان والحماية المدنية.

الآن، لا يوجد أقوى من مصيبة فقد 41 من أبنائنا حتى يتحرك كل ساكن بكافة الأجهزة بحثا عن أية قنابل موقوتة مشابهة، يجب مراجعة دور العبادة من مساجد وكنائس خاصة بالأماكن الشعبية والأرياف، والتأكد من أنها تواكب كود البناء والتأمين ضد الحرائق وغيرها، والتأكد من توافر اشتراطات الحماية المدنية وأجهزة مكافحة الحريق ومنع حدوثه وسهولة الوصول للمكان فى الكوارث، بالطبع هناك أماكن سليمة وأخرى تحتاج تأهيل نبدأه سريعا، أما أماكن المخالفات الجسيمة يجب إزالتها فورا، ملايين المصريين قد يكونون عرضة لمصير مشابه لا قدر الله امام الاف الزوايا والكنائس التى بنيت فى غيبة من الدولة أو استغلالا لضعفنا أمام ما يخص العبادة لكن حرمة النفس أعظم عند الله، فماذا ننتظر؟!

نصل لما يحدث من ركوب موجة حدث ما لإثارة البلبلة بل والفتنة بين المصريين، فهناك من يستغل المصيبة ملقيا بتلميحات مريبة لإثارة فتنة خلناها راحت فى سبات عميق منذ سنوات وسط حالة من الانسجام والتلاحم بين عنصرى الأمة، قد نتفهم هذا من المتربصين بمصر أو المتعصبين العميان بكل دين، لكن أن تصدر من شخصيات ذات ثقل بالمجتمع ونعهدها من رموزه الفكرية والوطنية والاقتصادية فهذا ما يغضبنا، وبشهادة الجميع حتى رواد الكنيسة وتقرير الحماية المدنية أن هناك جهاز تكييف معطلا وكهرباء انقطعت ومولدا بديلا أدير دون فصل الكهرباء الأساسية التى عادت لتحدث شررا تسبب بالحريق، لابد بعد انتهاء تحقيقات النيابة من مساءلة كل من حاول إثارة فتنة.

وأبلغ رد جاء فى شهامة المصريين الذين تكاتفوا وعرضوا حياتهم للخطر لإنقاذ الضحايا ومنهم الشاب الشهم محمد يحيى الذى انكسرت ساقه بعد أن أنقذ خمسة أطفال من أشقائه الأقباط واستحق زيارة رائعة من القساوسة ليشكروه ويدعون له بالشفاء.
الفتنة نائمة لعن الله من حاول إيقاظها.