وردة الحسيني تكتب: إسرائيل تدافع عن نفسها!

وردة الحسيني
وردة الحسيني

عادة ما تطلق بعض الدول تبريرات للعدوان واغتصاب الاراضى والاعتداء على سيادة الدول الأخري،وذلك لإضفاء الشرعية على أفعال غير شرعية تتعارض مع مباديء القانون الدولى.
وهذا الحق  الزائف عادة ما تتشدق به اسرائيل واستخدمته أمريكا مرات ومرات!

وأحدث ترديد له جرى فى الاعتداء والقصف الاسرائيلى الأخير على غزة، حيث صرحت وزارة الخارجية الأمريكية تعقيباً على ذلك بأن أمريكا تدعم بالكامل حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها!

وهكذا اعتدنا على تصوير الأمر، وكأن هناك تساو بالقوة بين طرفين هما اسرائيل والشعب الفلسطينى الأعزل!
ولا شك أن هذا الأمر لم ولن يتوقف على صعيد العلاقات الدولية، طالما هناك من لا يمتثل لقواعد القانون الدولى وأيضاً طالما انحرفت العلاقات الدولية نحو تكريس المعايير المزدوجة، حيث إغماض الأعين عن سياسات قتل الأبرياء والنساء والأطفال وتدمير المنازل واغتصاب الحقوق والأراضى!

بالفعل تضمن ميثاق الأمم المتحدة  العديد من المبادئ القيمة والتى هدفت لصيانة السلم والأمن الدوليين، ولكنها لم تتعد الإطار النظرى! كمبدأ حظر استخدام القوة، والذى أجيز فقط وفق القانون الدولى بحالات محددة كالدفاع الشرعى عن النفس، وأدى عدم تحديد ما المقصود بهذا الدفاع الشرعى  للتوسع فى استخدام القوة تحت بند ذلك الحق!

وهذا ما فعلته أمريكا بعد أحداث ١١ سبتمبر، حيث بررت غزوها لأفغانستان والعراق بهذا الحق، ونفس الشىء تقوم به إسرائيل لتبرير اعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين ولبنان وسوريا.

أخيراً، الدفاع عن النفس لا يعطى الحق بالقيام بغزو دول وإسقاط حكومات أو القيام بعمليات حربية ضد الأبرياء، فمثل هذه الأعمال تتعارض وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولى والمبادئ الإنسانية، وكان من المفترض حال الاضطرار للجوء لهذا الحق موافقة مجلس الأمن ورقابته، وهذا لا يحدث لأن الدفاع عن النفس ليس سوى ذريعة للعدوان واغتصاب مقدرات الآخرين!