رحيق السطور| العار يُطارد مرضى الإيدز!

رحيق  السطور| العار يُطارد مرضى الإيدز!
رحيق السطور| العار يُطارد مرضى الإيدز!

فى التسعينيات من القرن الماضى، كانت الناس تتعامل مع المتعايشين مع مرض العوز المناعى المكتسب «الإيدز»، كأنه شخص قد تحول إلى كائن متحول أو مصاص دماء أو «زومبى»، وتحاول الكاتبة الصحفية علياء أبو شهبة فى كتابها «الوصم- حكايات إنسانية لمعاناة المتعايشين مع فيروس الإيدز» أن تجيب عن سؤال كيف يعيش المتعايش مع مرضى الإيدز»؟ عبر تجربتها الصحفية، وكان هدفها من تلك التجربة معرفة شعور الشخص المصاب الذى يقتله الوصم أكثر مما يؤثر عليه المرض، ويواجه نظرات الازدراء القاتلة.

كما شعرت بالألم رغم عدم إصابتها بالفيروس أثناء سماعها عبارات مُوجهة إلى هؤلاء المصابين مثل: أستغفر الله يا رب، ما هو كله من القرف اللى بتعملوه فى نفسكم.. تحكى علياء فى كتابها الصادر عن دار المصرى للنشر، عن الشخصيات المتعايشة مع المرض مثل عائلة نبيل المكونة من زوجته وابنته المبتلاتين بالمرض.

وكانوا يعيشون فى معاناة بسبب أزمة صرف دواء الأطفال لعلاج هذا المرض المناعى خاصة أنه غير متوافر تجاريًا فى الصيدليات، يتحدث نبيل عن قصة زواجه عن حب على الرغم من أنهما كانا يحملان الفيروس قبل الزواج حيث تقابلا فى إحدى الجلسات التى تُنظمها جمعية دعم المتعايشين مع الإيدز فارتبطا ببعضهما.


وتقابل علياء شخصيات عديدة من المتعايشين مع المرض مثل: عائلة صباح وشريف التى تحولت إلى مأساة بسبب هذا الفيروس، حيث قابلت علياء الأم مرة واحدة، وبعد اللقاء توفيت، ولحق بها زوجها بعد 6 شهور، بينما ترك الابن المدرسة، وعمل فى أحد المطاعم فى المدينة الساحلية.

وحكاية عبد الخالق الصامد الذى لم يخش نظرات الناس ورفض ترك قريته، وكيف واجه مرضه بلا استسلام، وتحكى علياء عن نفيسة قائلة: داخل إحدى الحجرات شبه المظلمة فى عنبر علاج مرضى نقص المناعة فى مستشفى حميات العباسية، طرقت خالة وائل -إحدى المتعايشات- باب الحجرة، لم يرد أحد فى البداية، ثم سمعنا صوتًا يرد: «ثانية واحدة»، ودخلت ممرضة إلى العنبر فى ذلك الوقت وسألت عن هويتي، فأخبرتها خالة وائل أننى جئت لزيارة الحاجة نفيسة، فردت الممرضة قائلة: «أخيرًا حد جه يزورها» ثم جاء صوت نفسية مرحبًا بفتح الباب واستقبال من يطرقه وكانت تنام وحيدة على سريرها، لا يقطع وحدتها إلا سؤال أهالى المرضى المحيطين بها فى العنبر، الذين يتألمون لوحدتها، تدخل عليها القطط المنتشرة فى العنبر لتداعبها وتمنحها قليلًا من طعامها، وكانت نفيسة قد لجأت إلى مستشفى حميات العباسية بالقاهرة - بعدما عرفت إصابتها بالمرض- خشية افتضاح أمرها إذا تم احتجازها فى مستشفى حميات أسيوط، لكى تتجنب احتمالية أن يراها أى شخص من أهالى قريتها.

اقرأ ايضا | صاحب «الصدفة والمواعيد» يعترف: أعانى من «شيزوفرينيا» جغرافية!