نوستالجيا

الرسام العجوز

معتز عبد المجيد
معتز عبد المجيد

«ﻻ ﺗﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﺗﺮاه ﻣﻨﻪ، ﻓﻘﺪ تكون ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ أﻣﻮر أﺧﺮى ﻟﻮ ﻋﻠﻤﺘﻬﺎ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺣﻜﻤﻚ ﻋﻠﻴﻪ».. مقولة رائعة تعطينا درسا مهما فى مجتمع أصبح شعاره التخوين وإساءة الظن بالآخرين..

من القصص التى أعجبتنى قصة الرسام العجوز الذى عاش فى قرية صغيرة وكان يرسم لوحات غاية فى الجمال ويبيعها بسعر جيد..

فى يوم من الأيام أتاه فقير من أهل القرية وقال له: أنت تكسب مالا كثيرا من أعمالك، فلماذا لا  تساعد الفقراء فى القرية؟!

انظر لجزار القرية الذى لا يملك مالا كثيرا ومع ذلك يوزع كل يوم قطعا من اللحم المجانية على الفقراء..

وانظر إلى خباز القرية برغم أنه رجل فقير إلا أنه يعطى الفقراء خبزا مجانيا كل يوم.

لم يردّ عليه الرسام وابتسم بهدوء وخرج الفقير منزعجا من عند الرسام وأشاع فى القرية بأن الرسام ثرى جدا يكتنز الأموال ولكنه بخيل جدا، ولا يساعد الفقراء، فنقم عليه أهل القرية وقاطعوه وهجروه. وبعد مدة مرض الرسام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتماما.. ثم مات وحيدا!!.  

مرت الأيام ولاحظ أهل القرية بأن الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحما مجانيا، وكذلك الخباز الشهم صار لا يمنح الفقراء خبزا مجانيا برغم توافدهم عليه ورجائهم له وعندما سألوهما عن سبب توقفهما، قالا: بأن الرسام العجوز الذى كان يعطينا كل شهر مبلغا من المال لنعطى الفقراء اللحم والخبز قد مات فتوقف ذلك بسبب موته!. 

الخلاصة: قد يسيء بعض الناس بك الظن، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام، ولن ينفعك هؤلاء، ولن يضرك أولئك.. المهم حقيقتك، وما يعلمه الله عنك.