إبراهيم المنيسي يكتب: للأسف.. مضطرون للمقارنة

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

الأسوأ من الخطأ هو القبول به، والأفدح منه هو السكوت عليه واستسهاله واعتياده، بحيث يتحول الجرم إلى واقع نعيشه ونتعايش معه. وتلك هى الكارثة.
فى الدول الجادة رياضيا يعد خرق قواعد اللعب النظيف والشفافية جريمة حقيقية تستوجب العقاب الشديد الذى قد يصل لحد إنزال الفريق المتجاوز للدرجة الأدنى وتغليظ العقوبات عليه.. ومن هذه القواعد المحظور تجاوزها ما يتصل بعدم الاتصال باللاعبين المنافسين أثناء الموسم والارتباطات.. هذه جريمة فى عرف القانون الرياضى.. لكن عندنا ومن فرط الاستسهال والاستهبال بات اتصال مسئولى الأندية بلاعبين منافسين لإغرائهم بعروض انتقال وإغوائهم ماليا قبل اللعب ضدهم مباشرة ومواجهتهم فى مباريات حاسمة؛ أمرا معتادا. وخبرا تتناقله وسائل الإعلام بل وتلوكه السوشيال ميديا ويتحدث عنه هؤلاء اللاعبون أنفسهم ومدربوهم الذين غالبا ما يصرخون.. وكله عادى خالص!!

عندنا ناس اعترفت علنا بتفويت مباريات وتعمد إهدار الفرص وتسهيل دخول الأهداف.. وعادى خااااالص!!
الاتحاد المصرى لكرة القدم الذى مضت على نشأته مئة سنة كاملة.. قرن كامل من الزمان؛ كأقدم اتحادات القارة والمنطقة العربية، لا يعى القائمون عليه خطورة ما يحدث أو يعلمون لكنهم وقعوا فى خانة ما هو أفدح من الخطأ: استسهال وقوعه.. وعادى يعنى.. الناس لبعضها!

وللأسف مضطرون للمقارنة، بين ما يقبل به ويسكت عنه نظامنا الكروى المزرى والذى يجبن كثيرا عن مواجهة مثل هذه الكوارث الماسة للعب النظيف وقواعد الشفافية وما صدر بالأمس عن لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودى لكرة القدم الذى تلقى شكوى من نادى النصر بأن لاعبه عبد الرزاق حمدالله الذى فسخ عقده معه من طرف واحد ثبت أنه كانت هناك اتصالات له مع مسئولى نادى الاتحاد أثناء الموسم وقدم النصر التسجيلات التى تثبت هذا، فما كان من مسئولى لجنة الاحتراف إلا فرض حزمة عقوبات صارمة شملت إيقاف اللاعب حمدالله أربعة شهور وتغريمه ٣٠٠ ألف ريال وإيقاف المدير التنفيذى لفريق الاتحاد حامد البلوى ٦ شهور وتغريمه ٣٠٠ ألف ريال وإيقاف مدير الفريق مشعل السعيد ثلاثة شهور لأنهما قاما بالاتصال بلاعب النصر أثناء الموسم كما تقرر حرمان نادى الاتحاد من فترة قيد وتغريمه نصف مليون ريال..
هكذا يكون الحسم فى مواجهة خرق القواعد والنظام..
هل مطلوب من اتحاد التعلم بعد مرور قرن كامل على نشأته.. أم مطلوب حبوب شجاعة وأمانة لمسئوليه؟!