«الريحانى» يعترف لـ «ليلى مراد» بغرامياته العاطفية

الريحانى يحتسى القهوة قبل حواره مع ليلى مراد فى كواليس فيلم «غزل البنات»
الريحانى يحتسى القهوة قبل حواره مع ليلى مراد فى كواليس فيلم «غزل البنات»

خفتت إضاءة الكشافات فى بلاتوه تصوير فيلم «غزل البنات» لتحضير مشهد جديد، وذهبت الفنانة ليلى مراد لركن هادئ ووضعت أمامها فنجانا من القهوة انتظارا لخروج نجيب الريحانى من المشهد الذى انتهى من تصويره مع الباشا سليمان نجيب، وقد حفظت شخصيته عندما يغادر المشهد صارخا «فنجان قهوة يا ناس.. خمس ساعات تصوير من غير قهوة !»، تسرع ليلى نحوه وهى تقول «يا خبر يا أستاذ.. القهوة منتظراك هناك»، فيسألها الأستاذ «فين؟»، فتشير له على فنجان القهوة الموضوع على الكرسى فى ركن البلاتو، ويجيء عامل البوفيه مسرعا بفنجان القهوة فيقول له الريحانى ساخرا «فنجانين القهوة كترت، إيه عاوزين تموتونى بالقهوة؟»، فتمسك ليلى بيده وهى تقول «يا خبر يا أستاذ.. بعد الشر».

إقرأ أيضًا

ميزانية خاصة من أجل فساتين ليلى مراد.. فما القصة؟

عندما يهدأ الأستاذ وهو يرتشف من فنجان القهوة تبدأ ليلى مراد فى إجراء الحديث الذى كلفناها به والريحانى لا يعرف أن الدردشة التى ستدور بينهما سيفاجأ بها على صفحات «آخر ساعة»، وقد بدأت ليلى الحوار قائلة:
 ليلى: يقولون إنك كسلان، فهل هذا صحيح؟
- نجيب: إذا كنت أنا كسلان فأنا أتمنى أن يعمل الذين يتهمونى ربع ما عملت فى حياتى.
 ليلى: أمازلت ساخطا على السينما كعادتك وفى خصام معها؟
- نجيب: بالعكس.. السينما لغة العصر.. ولو أن العمل فيها شاق جدا ومرهق للأعصاب.
 ليلى: من هو الفنان فى رأيك؟
- نجيب: قرأت مرة عن فنان كبير أنه قال إننى أتفنن لأعيش!
 ليلى: هل فى حياتك امرأة حطمت قلبك؟
- نجيب وهو يضحك: بصراحة أنهن حطمن قلبى وعقلى وجسمى وكيانى.. وجيبى كمان، ومع ذلك فلاأزال أبحث عن التى تحطم البقية الباقية من هذا كله!!
 ليلى: يا ترى إيه اكتر شىء بيضايقك؟
- نجيب: اللى بيضايقنى هو الأستاذ نجيب الريحانى شخصيا!
 ليلى: إيه ده بتتضايق من نفسك؟
- نجيب: غريبة دى، ماشوفتيش حد بيتضايق من نفسه، ماسمعتيش عن حد بيتخنق من نفسه؟
 ليلى: مش فاهمه إزاى يعنى بتتضايق من نفسك؟
- نجيب: مجرد وجود الإنسان فى هذه الدنيا مصيبة تضايق.
 ليلى: بس انت ربنا بعتك عشان تبسط الناس وتقدم لهم فنك الحلو الجميل؟
- نجيب: ما قولناش حاجة، بس ساعات الخلق بيضيق لأن الأستاذ نجيب الريحانى اللى هو أنا بيفضل يزن علىّ بفكره، بموضوع فى الوقت اللى ببقى فيه عايز أفضى دماغى وأستجم شوية، يبقى مش من حقى أتضايق؟
 ليلى: سبنا من ضيق الخلق وقول لى: تعتقد أنك «دون جوان»!
- نجيب: ومن منا لا يعتقد أنه «دون جوان» وتلك هى الخديعة الكبرى، عندما يستطيع رجل أن يوقع امرأة فى حبائله فالحقيقة أنها الصائد وهو الفريسة!
 ليلى: يا سلام .. فلسفة برضوا.. طب ما هى أمنيتك فى العام الجديد؟
- نجيب: أمنيتى أن تتحقق فكرة المواطن العالمى.
 ليلى: ومين هى الممثلة اللى تحب تمثل قدامها؟
- نجيب: ليلى مراد طبعا، بس ما تقوليش لها أحسن يركبها الغرور.
 ليلى: وهل وصلك يا أستاذ أنها مغرورة؟
- نجيب: بهزر، ياريت كل الناس فى طيبة قلبك يا ليلى يا بنت مراد.
 ليلى: انت ليه ما طلبتش الإعانة السنوية لفرقتك زى بقية الفرق المسرحية؟
- نجيب: البركة فى الصحافة التى مصرة تقول إن المسرح اختاره الله إلى جواره! والبركة فى الحكومة ـ كفانا الله شرها ـ لأنها لا تريد أن تعترف بأى مجهود.
 ليلى: امتى الفنان يشعر أنه مش مؤثر فى الناس.. وهل حسيت بهذا قبل كده؟
- نجيب: باشعر بهذا الإحساس يوم لا أجد لدى عملا.
 ليلى: وليه ما بتشتغلش كتير والناس منتظرة فنك؟
- نجيب: أقول الحق.. لأنى كسلان!
 ليلى: هل ضحكت مرة على نكتة اتقالت عنك؟  
- نجيب: أى نكتة تلك التى ستقال عنى، أنى لم أترك سنتيمترا واحدا من نجيب الريحانى لم أشبعه نكتا أو سخرية، لقد سبقت كل الناس فى التشنيع على خلقتى، وبرغم هذا فإنى اعتز بشكل وجهى وإن كنت أعلم أن الجمال ليس من صفاته المعدودة... أقول لك حاجة؟
 ليلى:  قل بصراحة.
- نجيب: (ضاحكا) أقول وأمرى إلى الله.. شكل وجهى يعجبنى.
تبتسم ليلى وهى تحاول أن تكتم الضحك ولكنها لا تستطيع فتنفجر ضاحكة.
ينهض نجيب الريحانى واقفا من كرسيه وهو يمسك وجهه بيديه يديره إلى اليمين وإلى اليسار قائلا: ماله؟ ماله؟ وحش؟  ولكنه يعجبنى، وأنا لا أرضى أن أبادله ولا بوجه روبرت تيلور.. ولا حتى بوجه أنور وجدى!
وهنا جاء صوت أنور وجدى مجلجلا من بين جنبات البلاتوه «السادة المساعدين، جهزتوا المشهد، كله جاهز، عايزين نصور،  فين مدام ليلى، فين الأستاذ حمام؟».
تحركت ليلى مراد والأستاذ حمام بسرعة من ركن الحوار الساخن للمكان الذى يقف فيه مخرج الفيلم الفنان أنور وجدى.  
«آخر ساعة» - إبريل 1949