في أحد الاستديوهات عام 1949 جلست الفنانة نور الهدى مع الممثل والمغني محمد الكحلاوي، ودار بينهما حوار نشرته مجلة آخر ساعة في 16 فبراير من العام نفسه.
بدأت نور الهدى على استيحاء بسؤال: تسمح لي يا أستاذ كحلاوي بسؤال؟
قال الكحلاوي وهو يشعل سيجارته: تفضلي 100 سؤال.
نور الهدى: هل تعتقد أنك بلغت قمة المجد؟
رد الكحلاوي بكل تواضع: لا أعتقد، قد غنيت خلال عشر سنوات بنجاح متواصل وربحت في الليلة الواحدة 300 جنيه وكان أكبر أجر لي في السينما 10 آلاف جنيه عن كل فيلم ومع ذلك لم أصل بعد إلى درجة الأستاذية.
فقاطعته نور وهي تضحك إذن كم بلغت ثروتك الآن؟
فعبس الكحلاوي وجهه وقال: سؤال لا أجيب عليه.
نور الهدى: ماذا استفدت من رحلتك في أوروبا؟
الكحلاوي: أفدت الكثير ويكفي أنني أطلعت على مدى ما وصل إليه الغرب من تقدم في فن الموسيقى.
نور الهدى: هل استهوتك نساء باريس؟
رد الكحلاوي سريعا: لا لا رغم أنهن المئات ينجذبون إلى.
وتنتقل نور إلى مجرى آخر وقالت: ما سبب خلافك مع محطة الإذاعة؟
رد الكحلاوي وقال: بكل صراحة لإنني غير راض عن الذي يدير شئونها مع كل احترامي لمديرها الحالى محمد قاسم بك، إلا أنني أراه موضوعا في غير مكانه.
نور الهدى: هل تعتقد أن الموسيقي يجب أن يكون مثقفا؟
الكحلاوي: بلا شك وإن كنت أرى أغلب النوابغ غير مثقفين فإن الفنان هو ابن الطبيعة.
نور الهدي: ما رأيك في الفنانين الشرقيين وهل تنظر إليهم كأجانب في مصر؟
الكحلاوي: لا بالطبع لأننا كلنا شرقيون.
نور الهدي: المعروف عنك أنك هدف لتشنيعات الصحف فما هي التشنيعة التي قيلت عنك وأضحكتك؟
الكحلاوي: بالعكس لم أجد من بينها أي تشنيعة أضحكتني لأنها كلها تشنيعات مكررة معادة عن الخاتم والعوامة والسيارة.
نور الهدى: هل افتخرت يوما بنفسك كمغني؟
الكحلاوي في عظمة: أنا لم أفخر بنفسي يوما واحدا فقط بل أنا فخور بنفسي كمغني دائما وعلى طول الخط، فقد لمست أثناء رحلاتي في الشرق والغرب مقدار الحفاوة التى يقابلون بها الفنان المصري في الخارج فقد كانوا ينظرون إلى هناك كسفير لمصر لا كمغني من المغنين.. فن الغناء يعتبر عنوان نهضة كل شعب من الشعوب والمغني يستطيع أن يمثل بلاده في الخارج أحسن تمثيل.
نورالهدى: ما رأيك في نفسك كملحن؟
الكحلاوي في متواضعا: نص نص.
نور الهدى: وهل تعتقد أن صوتك حلو؟
الكحلاوي: مش بطال.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
