مريم بعد روايتها الأولى: لا أبحث عن النهايات السعيدة!

الأديبة مريم عبد العزيز
الأديبة مريم عبد العزيز

تسبح الأديبة مريم عبد العزيز فى مياه جديدة عبر مغامرتها الروائية الأولى بعد مجموعة قصصية، استكمالا لمشروعها الذى تؤكد فى حوارها معنا أن معالمه لم تتضح بعد، لكنها منشغلة بنماذج البشر التى نراها بجوارنا كل يوم.

ولا نفكر أنهم يصلحون للبطولة، وإن كانت لا تفضل مصطلح «مهمشون»، كذلك هى مهتمة بجغرافيا المدن وذاكرة الشوارع، ولا تحب تعبير»تاريخها». فى روايتها الأولى «هناك.. حيث ينتهى النهر» تنتقل مكانيا إلى مدينة خارج القاهرة رغم كونها قاهرية المولد والنشأة.

وتغوص داخل مدينة رشيد المعاصرة، وليست رشيد التاريخية، وترسم شخصيات تبحث وراء الغائبين، ما بين البطلة التى تبحث وراء صورة تركها والدها الراحل، تقودها إلى رشيد والإسكندرية.

وما بين أهالى المهاجرين غير الشرعيين المنتظرين أولادهم الغائبين فى طريقهم إلى بلاد بعيدة، آملين ألا يجدوهم جثثا يلقيها البحر على شاطىء المدينة التى ينتهى عندها النهر،. ونسأل الأديبة عن فكرة الخروج من مدينتها فى روايتها الأولى فتجيب: يشغلنى اكتشاف المدن.

والبحث وراء حكاياتها الخرافية أو الحقيقية، أهتم بالشوارع والطرز المعمارية والآثار الباقية فى أية مدينة من حقب زمنية سابقة، ومن هنا جاء خروجى من القاهرة،. جاءت رحلتى الأولى إلى رشيد بعد القراءة عن المدن التى تلى القاهرة فى التراث المعمارى من الحقبة الإسلامية.

وكان ترتيبها الثانية بعدد كبير من المساجد والمنازل التى تعود إلى الفترة العثمانية بالإضافة إلى قلعة مملوكية وطاحونة وحمام أثري، طبعت البحث الذى يشرح مواقع الآثار وحكاياتها وأقنعت صديقتين بمرافقتى وخضت الرحلة التى كانت الشرارة الأولى للرواية الصادرة عن الكتب خان للنشر.


كيف بدأت رحلتك وراء رشيد وتفاصيلها المعاصرة؟
- لم أكن أخطط لكتابة رواية عن رشيد، ما فكرت فيه هو كتاب فى أدب الرحلات يجمع زياراتى لمدن غير مشهورة على الخرائط السياحية، ثم تغيرت خطتى بعد سلسلة من الصدف. كانت زيارتى الأولى للمدينة فى يوليو 2016 التقطت فيها من حوار دار بين ركاب عربة ميكروباص حديث عن حادث غرق، احتفظ عقلى فى الرفوف الخلفية بهذا الحديث.

ثم حدثت الضجة الكبرى فى سبتمبر حين غرقت المركب التى تُقل ما يزيد عن 400 مهاجر ومهاجرة من المصريين والأفارقة وجنسيات أخرى قبالة شواطيء رشيد وراح ضحيتها ما أكثر من 200، أيقظت هذه الأحداث الحوار الذى سمعته فى «الميكروباص» أثناء زيارتى الأولى للمدينة، فغيرت خطتي.


بدأت الرواية بموت الأب وانتهت بحادثة غرق السفينة وبين قوسى الموت رحلة من البحث والحب غير متحقق فجرت كل هذه الدراما.. هل يمكن اعتبار ان موضوعى الموت والبحث هما المحرك الأساسى لهذه الرواية؟
- يمكننا اعتبار الموت أحد تنويعات الهجرة أيضا لذلك لم تكن أزمة سلمى «البطلة» فى فقد أبيها بعيدة عن أزمات باقى الأبطال، لا تشغلنى النهايات السعيدة، لذلك فالحب موجود فى الرواية كمثال على الأمنيات التى لا تتحقق وطيف للخذلان وصورة أخرى لصراع الأمل واليأس الذى يحرك الأبطال وسبب ربما غير واع لهجر المدن والبحث عن غيرها.

وقد فرضت موضوع البحث والرحلة نفسها باعتبار أن «الهجرة» التى تمثل العمود الفقرى للرواية هى رحلة بالأساس. وتناولت فى الرواية تنويعات مختلفة للهجرة بخلاف رحلات المراكب عبر البحر.

اقرأ ايضا |انتشال 4 جثث لمهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل التونسية