«الضرة».. قنبلة موقوتة داخل عش الزوجية

العنف الأسري
العنف الأسري

كتبت: أمال فؤاد

‭‬ في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭.. ‬انتشرت‭ ‬بعض‭ ‬حالات‭ ‬القتل‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭ ‬والزوجات،‭ ‬وبأبشع‭ ‬الطرق‭ ‬نفذت‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬حرقًا‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬ذبحًا‭ ‬بل‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬كأن‭ ‬القلوب‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ذئاب،‭ ‬تنهش‭ ‬جسد‭ ‬الآخر،‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬شفقة،‭ ‬وبتدقيق‭ ‬النظر‭ ‬ستجد‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬معظمها‭ ‬–‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭.. ‬شبح‭ ‬التعدد‭ ‬الذي‭ ‬يستغله‭ ‬الرجل‭ ‬وترفضه‭ ‬الأنثى‭ ‬يطل‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬خلفي،‭ ‬باب‭ ‬فيه‭ ‬إراقة‭ ‬الدماء‭ ‬والصراعات‭ ‬بشتى‭ ‬صورها،‭ ‬لذلك‭ ‬سنتطرق‭ ‬في‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬تحديدًا،‭ ‬ونتعمق‭ ‬فيها‭ ‬بحثًا‭ ‬ودراسة؛‭ ‬حتى‭ ‬نستطيع‭ ‬فهم‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬بداية‭ ‬الخلاف،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى،‭ ‬بداية‭ ‬الدم‭..  ‬

 

الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أسرة،‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة،‭ ‬وبأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خلل‭ ‬فى‭ ‬العلاقة‭ ‬الاسرية‭ ‬كعلاقة،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تناقضات‭ ‬واهتزازات‭ ‬فى‭ ‬القيم،‭ ‬والنتيجة‭ ‬دائما‭ ‬وأبدًا‭ ‬ضحايا‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لهم،‭ ‬أيسرها‭ - ‬وهو‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬بغيض‭ - ‬الطلاق،‭ ‬وأفظعها‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬القتل،‭ ‬والذي‭ ‬بسببه‭ ‬دُمرت‭ ‬أسر‭ ‬وتشتت،‭ ‬وخلفت‭ ‬من‭ ‬ورائها‭ ‬أطفالا‭ ‬أيتام،‭ ‬وقاتل‭ ‬أو‭ ‬قاتلة‭ ‬في‭ ‬غياهب‭ ‬السجون،‭ ‬وحزن‭ ‬لن‭ ‬تسهم‭ ‬الأيام‭ ‬مهما‭ ‬تتابعت‭ ‬في‭ ‬نسيانه‭ ‬قيد‭ ‬أنملة‭.‬.

 

تلك‭ ‬المشاهد‭ ‬المرعبة‭ ‬والمخيفة،‭ ‬والتي‭ ‬غاب‭ ‬فيها‭ ‬الضمير‭ ‬والرحمة،‭ ‬والتي‭ ‬تملك‭ ‬الشيطان‭ ‬فيها‭ ‬الأنفس،‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة،‭ ‬وحضورها‭ ‬الطاغي‭ ‬هذا‭ ‬جعل‭ ‬المشرع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الضوابط‭  ‬التشريعية‭ ‬والقانونية‭ ‬المحكمة‭ ‬والحيادية‭  ‬للحد‭ ‬منها،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تقليل‭ ‬نسبتها‭ ‬التي‭ ‬زادت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬مخيف‭.‬.

 

لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬هنا،‭ ‬هل‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬الباب‭ ‬الخلفي‭ ‬لخراب‭ ‬الأسرة‭ ‬وتدميرها؟‭ ‬في‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إجابة‭ ‬هذا‭ ‬السؤال،‭ ‬تحتمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأوجه،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬سببًا،‭ ‬على‭ ‬كثرتها‭ ‬ضئيلة‭ ‬إن‭ ‬تم‭ ‬مضاهتها‭ ‬بالجرائم‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭ ‬عموما،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أنها‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬كنتيجة‭ ‬رئيسية‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬يفند‭ ‬أن‭ ‬التلميح‭ ‬فقط‭ ‬بوجود‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬الزوجات‭ ‬اللائي‭ ‬قتلن‭ ‬أزواجهن‭ ‬عندما‭ ‬لمحن‭ ‬فقط‭ ‬بأن‭ ‬لهم‭ ‬نية‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بأخرى،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الضرة‮»‬‭ ‬رفضت‭ ‬أن‭ ‬تشاركها‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى‭ ‬الزوج‭ ‬فأرادت‭ ‬أن‭ ‬تستأثر‭ ‬به‭ ‬وحدها‭ ‬وفي‭ ‬سبيل‭ ‬ذلك‭ ‬تخطط‭ ‬لقتل‭ ‬ضرتها‭. ‬وهلم‭ ‬جرا‭!‬

ذبح

من‭ ‬تلك‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬أثارت‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬شاهد‭ ‬عيان‭ ‬أو‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬باب‭ ‬خلفي‭ ‬لأبشع‭ ‬جرائم‭ ‬قتل‭ ‬الأزواج‭ ‬والزوجات‭. ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬إمبابة،‭ ‬حيث‭ ‬قطعت‭ ‬سيدة‭ ‬رأس‭ ‬زوجها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نما‭ ‬إلى‭ ‬علمها‭ ‬أنه‭ ‬تزوج‭ ‬سرًا‭ ‬بامرأة‭ ‬غيرها‭.‬

كانت‭ ‬الساعة‭ ‬متأخرة،‭ ‬وعقارب‭ ‬الساعة‭ ‬تسير‭ ‬ببطء‭ ‬شديد،‭ ‬وقدمي‭ ‬سيدة‭ ‬‮«‬إمبابة‮»‬‭ ‬تسير‭ ‬ببطء‭ ‬كذلك‭ ‬نحو‭ ‬غرفة‭ ‬زوجها،‭ ‬حاملة‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬سكينًا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعدته‭ ‬خصيصًا‭ ‬لهذه‭ ‬الساعة،‭ ‬ساعة‭ ‬القتل‭.‬

 

بينما‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق،‭ ‬كانت‭ ‬السيدة‭ ‬تضع‭ ‬سكينها‭ ‬على‭ ‬رقبته،‭ ‬وفي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬تم‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت،‭ ‬وذبحته‭.. ‬لكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الذبح‭ ‬وحده‭ ‬هو‭ ‬الحاضر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬البشع،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬السيدة‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬غل‭ ‬أقدمت‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬أمور‭ ‬غريبة‭ ‬كل‭ ‬الغرابة،‭ ‬وهي‭ ‬أنها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬لها‭ ‬فصل‭ ‬رأس‭ ‬زوجها‭ ‬عن‭ ‬جسده،‭ ‬قطعت‭ ‬عضوه‭ ‬الذكري،‭ ‬ثم‭ ‬وضعت‭ ‬جثمانه،‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى،‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬جثمانه،‭ ‬في‭ ‬لفافة‭ ‬سجادة،‭ ‬وألقتها‭ ‬خلسة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المعتمدية‭ ‬بإمبابة‭.‬

 

كانت‭ ‬الواقعة‭ ‬غريبة،‭ ‬والجثمان‭ ‬ليس‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬معالم‭ ‬توضح‭ ‬صاحبه،‭ ‬وحتى‭ ‬كاميرات‭ ‬المراقبة‭ ‬ما‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬هوية‭ ‬تلك‭ ‬السيدة،‭ ‬أي‭ ‬نعم‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬الكاميرات‭ ‬لكن‭ ‬كانت‭ ‬ملثمة،‭ ‬ولكن‭ ‬بصحبتها‭ ‬شاب‭ ‬صغير‭ ‬السن‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬ملامحه‭ ‬في‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬التقطتها‭ ‬الكاميرات‭.‬لكن‭ ‬لأنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬جريمة‭ ‬كاملة،‭ ‬فقد‭ ‬التقطت‭ ‬كاميرات‭ ‬شارع‭ ‬موازي‭ ‬لشارع‭ ‬المعتمدية‭ ‬شكل‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬وهذا‭ ‬الشاب‭ ‬تبين؛‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬هذه‭ ‬السيدة،‭ ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬الشاب‭ ‬شارك‭ ‬أمه‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬والده،‭ ‬قمة‭ ‬البشاعة‭ ‬بلا‭ ‬شك‭.‬

 

بعد‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬فى‭ ‬الجيزة‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليهما،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬هوية‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وتحرير‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة،‭ ‬تم‭ ‬إحالتهما‭ ‬إلى‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬التى‭ ‬أمرت‭ ‬بحبسهما‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬التحقيقات،‭ ‬ووجهت‭ ‬للزوجة‭ ‬تهمة‭ ‬قتل‭ ‬زوجها‭ ‬وتشويه‭ ‬جثمانه،‭ ‬وصرحت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بدفن‭ ‬جثة‭ ‬المجنى‭ ‬عليه،‭ ‬وطالبت‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬بمديرية‭ ‬أمن‭ ‬الجيزة‭ ‬باستكمال‭ ‬التحريات‭ ‬فى‭ ‬الواقعة‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬شهود‭ ‬العيان‭ ‬من‭ ‬جيران‭ ‬وأقارب‭ ‬المجنى‭ ‬عليه،‭ ‬وقد‭ ‬أشارت‭ ‬هذه‭ ‬التحريات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬حملت‭ ‬رأس‭ ‬زوجها‭ ‬وعضوه‭ ‬الذكرى‭ ‬وتخلصت‭ ‬منهم‭ ‬فى‭ ‬مقلب‭ ‬قمامة،‭ ‬فيما‭ ‬حزّمت‭ ‬باقى‭ ‬جسده‭ ‬فى‭ ‬بطانية‭ ‬قديمة‭ ‬وألقت‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬بمساعدة‭ ‬أحد‭ ‬أبنائها،‭ ‬وإنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬هوية‭ ‬زوجها‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليها‭.‬

شك

الجريمة‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬لسيدة‭ ‬عرفت‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬قد‭ ‬تزوج‭ ‬عليها،‭ ‬إنما‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬أحداثها‭ ‬مدينة‭ ‬الواسطى‭ ‬بمحافظة‭ ‬بني‭ ‬سويف،‭ ‬كانت‭ ‬لسيدة‭ ‬قد‭ ‬عرفت‭ ‬نية‭ ‬زوجها‭ ‬في‭ ‬الزواج‭ ‬بغيرها،‭ ‬فقط‭ ‬نيته‭ ‬والتي‭ ‬قالها‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬خلاف‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التهديد‭. ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬أنها‭ ‬كلمة‭ ‬عابرة،‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬أنها‭ ‬لحظة‭ ‬طيش‭ ‬ليس‭ ‬إلا،‭ ‬بل‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬قتله‭ ‬حينها،‭ ‬درءًا‭ ‬لهذه‭ ‬الزيجة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬مهدها‭.‬.

كانت‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬العشرينية ‬رشا،‭ ‬صاحبة‭ ‬الـ‭ ‬‮٢٧‬‭ ‬عامًا،‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬الخلاف‭ ‬الذي‭ ‬أنهاه‭ ‬زوجها،‭ ‬‮«‬أحمد‮»‬‭ ‬صاحب‭ ‬الـ‭ ‬‮٤١‬‭ ‬عامًا،‭ ‬بتهديده‭ ‬لها‭ ‬بالزواج‭ ‬بأخرى،‭ ‬قد‭ ‬التزمت‭ ‬الصمت،‭ ‬الصمت‭ ‬الموحش،‭ ‬وتركته‭ ‬وخرجت‭ ‬من‭ ‬الغرفة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تنطق‭ ‬بكلمة،‭ ‬حينها‭ ‬ظن‭ ‬الرجل‭ - ‬وبعض‭ ‬الظن‭ ‬إثم‭ - ‬أن‭ ‬سكوت‭ ‬زوجته‭ ‬جاء‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينفذ‭ ‬تهديده،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬عقلها‭ ‬حينها‭ ‬العزم‭ ‬على‭ ‬التخلص‭ ‬منه،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭.‬

كانت‭ ‬من‭ ‬فترة‭ ‬قد‭ ‬اشترت‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬الخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬مطواة‭ ‬قرن‭ ‬غزال،‭ ‬ودستها‭ ‬في‭ ‬المطبخ‭ ‬لحين‭ ‬الحاجة،‭ ‬وعليه‭ ‬دخلت‭ ‬المطبخ‭ ‬وأحضرتها،‭ ‬ودستها‭ ‬بين‭ ‬ثيابها،‭ ‬وعادت‭ ‬إلى‭ ‬الغرفة‭ ‬في‭ ‬صمتها‭ ‬الذي‭ ‬خرجت‭ ‬عليه،‭ ‬وحين‭ ‬التقت‭ ‬به،‭ ‬وكان‭ ‬وقتها‭ ‬جالسًا‭ ‬أمام‭ ‬التلفاز،‭ ‬رفعت‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬المطواة‭ ‬وقالت‭: ‬‮«‬إنت‭ ‬ناوي‭ ‬تتجوز‭ ‬عليا؟‭ ‬أنا‭ ‬بقى‭ ‬هقتلك‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬تعملها‭ ‬أصلا،‭ ‬الضرة‭ ‬مرة‭ ‬با‭ ‬حبيبي‮»‬‭!‬،‭ ‬ ثم‭ ‬طعنته‭ ‬طعنة‭ ‬غائرة‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬أودت‭ ‬بحياته‭.‬

بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬أرادت،‭ ‬حاولت‭ ‬إخفاء‭ ‬الجثة،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬دبرت‭ ‬خطة‭ ‬قتله،‭ ‬ولم‭ ‬تدبر‭ ‬خطة‭ ‬إخفاء‭ ‬الجثة،‭ ‬وفشلت‭ ‬كل‭ ‬مساعيها،‭ ‬حينها‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬بعد‭ ‬يلفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬قد‭ ‬مات،‭ ‬ففكرت‭ ‬في‭ ‬مصابها‭ ‬وأنها‭ ‬مقبوض‭ ‬عليها‭ ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬حينها‭ ‬خرجت‭ ‬به‭ ‬ساندة‭ ‬إياه‭ ‬على‭ ‬كتفها‭ ‬وأوقفت‭ ‬توك‭ ‬توك‭ ‬وذهبت‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬الواسطى‭ ‬المركزي‭. ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬قد‭ ‬لفظ‭ ‬أنفاسه‭ ‬الأخيرة‭.‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬تلقى‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬بني‭ ‬سويف‭ ‬اخطارًا‭ ‬من‭ ‬مأمور‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬الواسطى‭ ‬يفيد‭ ‬بتلقيه‭ ‬بلاغا‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬الوسطى‭ ‬المركزى‭ ‬يفيد‭ ‬استقبالها‭ ‬جثة‭ ‬لشخص‭ ‬يدعى‭ ‬احمد‭ .‬م‭ .‬ا‭ ‬جثة‭ ‬هامدة‭ ‬إثر‭ ‬تلقيه‭ ‬طعنة‭ ‬بآلة‭ ‬حادة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الصدر،‭ ‬وأسفرت‭ ‬تحريات‭ ‬رئيس‭ ‬مباحث‭ ‬المديرية‭ ‬أن‭ ‬خلافًا‭ ‬نشب‭ ‬بين‭ ‬المجنى‭ ‬عليه‭ ‬وزوجته‭ ‬رشا،‭ ‬بسبب‭ ‬رغبته‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬بأخرى‭.‬

‭ ‬بعدها‭ ‬تطورت‭ ‬المشادة‭ ‬بينهما‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬المطبخ‭ ‬وجلبت‭ ‬آلة‭ ‬حادة،‭ ‬مطواة،‭ ‬كانت‭ ‬بحوزتها‭ ‬فى‭ ‬المنزل،‭ ‬وطعنته‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الصدر،‭ ‬فسقط‭ ‬قتيلا‭ ‬قبل‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى،‭ ‬وأن‭ ‬المتهمة‭ ‬حاولت‭ ‬إسعاف‭ ‬زوجها‭ ‬ونقله‭ ‬بواسطة‭ ‬توك‭ ‬توك‭ ‬الى‭ ‬مستشفى‭ ‬خاص‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لإسعافه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لفظ‭ ‬انفاسه‭ ‬الاخيرة،‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬المتهمة‭ ‬والسلاح‭ ‬الأبيض‭ ‬المستخدم‭ ‬فى‭ ‬الواقعة‭ ‬وتحرر‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة،‭ ‬وأخطرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬لمباشرة‭ ‬التحقيق‭.‬

حرق

بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الذبح‭ ‬والطعن،‭ ‬فصاحبة‭ ‬الواقعة،‭ ‬‭ ‬والتي‭ ‬شهدت‭ ‬أحداثها‭ ‬محافظة‭ ‬سوهاج،‭ ‬اقدمت‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬زوجها‭ ‬حرقًا‭!‬، كانت‭ ‬تنتظره‭ ‬طوال‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬صابرة‭ ‬على‭ ‬غيابه‭ ‬عنها،‭ ‬وخائفة‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬سيئ‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬له،‭ ‬والهواجس‭ ‬تدور‭ ‬في‭ ‬عقلها‭ ‬وقلبها،‭ ‬حتى‭ ‬عاد‭ ‬زوجها‭ ‬وارتمى‭ ‬في‭ ‬أحضانها‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬أقصى‭ ‬ما‭ ‬تتمناه‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬الأربعينية،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كالذي‭ ‬تحلم‭ ‬به،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬الأخير،‭ ‬أو‭ ‬قل،‭ ‬الدموي،‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الغيبة‭ ‬الطويلة‭ ‬بعيدًا‭ ‬عنها،‭ ‬جاءها‭ ‬وهو‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬جعبته‭ ‬أفظع‭ ‬خبر‭ ‬قد‭ ‬تسمعه‭ ‬سيدة،‭ ‬ألا‭ ‬وهو،‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬تزوج‭ ‬عليها‭.‬

وقتها‭ ‬كانت‭ ‬أعاصير‭ ‬الفكر‭ ‬تحوم‭ ‬حولها‭ ‬وبداخلها،‭ ‬وسنوات‭ ‬الصبر‭ ‬تلك‭ ‬قد‭ ‬ذهبت‭ ‬صدى،‭ ‬ورأت‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬انتظرت‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬انتظاره،‭ ‬وأنها‭ ‬تحملت‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زوج‭ ‬تزوج‭ ‬عليها‭ ‬بسهولة‭ ‬وباعها‭ ‬بأرخص‭ ‬ثمن،‭ ‬عليه‭ ‬انتظرت‭ ‬حتى‭ ‬نام‭ ‬على‭ ‬سريره‭ ‬الذي‭ ‬غاب‭ ‬عنه‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬واسكبت‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬كلها‭ ‬بنزين،‭ ‬وأحرقته‭ ‬وهو‭ ‬نائم‭ ‬جزاء‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬من‭ ‬زواجه‭ ‬عليها‭.‬

وقد‭ ‬تلقى‭ ‬اللواء‭ ‬حسن‭ ‬محمود‭ ‬مدير‭ ‬امن‭ ‬سوهاج‭ ‬إخطارًا‭ ‬يفيد‭ ‬بمصرع‭ ‬شخص‭ ‬والعثور‭ ‬على‭ ‬جثته‭ ‬متفحمة‭ ‬داخل‭ ‬منزله‭ ‬وتم‭ ‬نقل‭ ‬الجثة‭ ‬الى‭ ‬مشرحة‭ ‬مستشفى‭ ‬اخميم‭ ‬المركزى‭ ‬وأمرت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬بانتداب‭ ‬الطب‭ ‬الشرعى‭ ‬لتشريح‭ ‬الجثة‭ ‬لبيان‭ ‬سبب‭ ‬الوفاة‭.‬

ومن‭ ‬محافظة‭ ‬سوهاج‭ ‬ننتقل‭ ‬إلى‭ ‬محافظة‭ ‬الشرقية،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬القومية،‭ ‬حيث‭ ‬أقدمت‭ ‬طبيبة‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬ضرتها‭ ‬وأطفالها‭.‬، كانت‭ ‬هذه‭ ‬الطبيبة‭ ‬قد‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬زواجها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮10 ‬سنوات،‭ ‬وهذه‭ ‬الزيجة‭ ‬كانت‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬وتفاهم،‭ ‬كعادة‭ ‬أى‭ ‬علاقة‭ ‬أسرية،‭ ‬لكنها‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬الطويلة،‭ ‬وصل‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬متزوج‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬أخرى‭.‬

تحرت‭ ‬هذه‭ ‬الشائعة‭ ‬حتى‭ ‬تيقنت‭ ‬من‭ ‬صدقها،‭ ‬وعرفت‭ ‬أن‭ ‬زوجها‭ ‬فعلا‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬قريب،‭ ‬وعليه‭ ‬أعدت‭ ‬العدة‭ ‬وجهزت‭ ‬أدواتها،‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬شقة‭ ‬ضرتها‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬تزوجها‭ ‬زوجها،‭ ‬وتعدت‭ ‬بالضرب‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬زوجته‭ ‬الجديدة،‭ ‬بل‭ ‬وسرقت‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬من‭ ‬أموال،‭ ‬ثم‭ ‬أشعلت‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬النار،‭ ‬وفرت‭ ‬هاربة‭.‬

وقد‭ ‬تمكن‭ ‬احد‭ ‬الجيران‭ ‬من‭ ‬اللحاق‭ ‬بها‭ ‬وإنقاذ‭ ‬السيدة‭ ‬وأطفالها،‭ ‬وعليه‭ ‬تلقى‭ ‬اللواء‭ ‬إبراهيم‭ ‬عبد‭ ‬الغفار‭ ‬مدير‭ ‬أمن‭ ‬الشرقية،‭ ‬إخطارا‭ ‬من‭ ‬اللواء‭ ‬عمرو‭ ‬رؤوف‭ ‬مدير‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭ ‬يفيد‭ ‬تلقى‭ ‬بلاغا‭ ‬باندلاع‭ ‬حريق‭ ‬بأحد‭ ‬العقارات‭ ‬بميدان‭ ‬القومية‭ ‬بالشرقية‭ ‬بدائرة‭ ‬قسم‭ ‬ثان‭ ‬الزقازيق،‭ ‬وانتقل‭ ‬رجال‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬وتمت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الحريق‭ ‬وتحرر‭ ‬محضر‭ ‬بالواقعة‭.‬

برلمانيون‭ ‬وعلماء‭ ‬نفس‭ ‬واجتماع‭:‬ هذه أسباب العنف الأسري

‭ ‬ماذا‭ ‬يقول‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬والاجتماع‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬وعلى‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬ظاهرة‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تزعج‭ ‬المجتمع‭ ‬بلا‭ ‬شك؟‭!‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬على‭ ‬عبد‭ ‬الراضى‮»‬‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭: ‬‮«‬‭ ‬أبحاث‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬عموما،‭ ‬وعلم‭ ‬نفس‭ ‬الجريمة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬بجانب‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬يتفقون‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ثمة‭ ‬علاقة‭ ‬طردية‭ ‬بين‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬والجريمة،‭ ‬بمعنى‭ ‬احتمالية‭ ‬زيادة‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬وجود‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية‭.. ‬يقصر‭ ‬الزوج‭ ‬فى‭ ‬حقوق‭ ‬ابنائه‭ ‬وحق‭ ‬الزوجة‭ ‬الأولى،‭ ‬وذلك‭  ‬لعدم‭ ‬تواجده‭ ‬الوقت‭ ‬الكافى‭ ‬فى‭ ‬المنزل‭  ‬بشكل‭ ‬طبيعي،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬يفقد‭ ‬الأبناء‭ ‬الحوار‭ ‬الأبوي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬النصح‭ ‬والإرشاد،‭ ‬ويحدث‭ ‬لهم‭ ‬اضطرابات‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬اضطرابات‭ ‬المسلك‭ ‬عند‭ ‬الاطفال‭ ‬والمراهقين،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتى‭ ‬التفكك‭ ‬الأسري‮»‬‭.‬

 

وأضاف‭: ‬‮«‬الكارثة‭ ‬الكبرى‭ ‬لو‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬تقيم‭ ‬مع‭ ‬الأسرة‭ ‬الأولى،‭ ‬حينها‭ ‬تحدث‭ ‬بعض‭ ‬الضغوطات‭ ‬النفسية‭ ‬من‭ ‬الأب‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تحدث‭ ‬مشاكل‭ ‬بينهما‭ ‬وبين‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية،‭ ‬فيسلك‭ ‬الأطفال‭ ‬المسالك‭ ‬العدوانية،‭ ‬وينجرف‭ ‬المراهقون‭ ‬إلى‭ ‬المخدرات‭ ‬والسلوكيات‭ ‬الخاطئة،‭ ‬ومما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية،‭ ‬باب‭ ‬خلفى‭ ‬ودافع‭ ‬ومحفز‭ ‬قوي‭ ‬لزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬الجريمة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬العلاقات‭ ‬الاخرى‭ ‬‮«‬الصحبة‭ ‬أو‭ ‬العشيقة›‭.. ‬أيضا‭ ‬تأثير‭ ‬وجود‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬مع‭ ‬الأولى،‭ ‬يفجر‭ ‬مشاعر‭ ‬الغيرة‭ ‬والحقد‭ ‬والمقارنات‭ ‬المميتة،‭ ‬والخلافات‭ ‬المستمرة،‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬بالزوجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الانتحار‭ ‬أو‭ ‬قتل‭ ‬الثانية،‭ ‬بسبب‭  ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬ضغوطات‭ ‬نفسية‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحيطين‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬اللوم‭ ‬ومعايراتها‭ ‬بأنها‭ ‬مليئة‭ ‬بالعيوب‭ ‬بسبب‭ ‬زواج‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

 

واختتم‭: ‬‮«‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬شبه‭ ‬تأخذ‭ ‬حق‭ ‬مش‭ ‬حقها،‭ ‬وعندها‭ ‬أنانية‭ ‬فى‭ ‬الاختيار،‭ ‬الا‭ ‬إذا‭ ‬جاءت‭ ‬إليها‭ ‬الزوجة‭ ‬الاولى‭ ‬وطلبت‭ ‬منها‭ ‬الارتباط‭ ‬بزوجها،‭ ‬ويُنصح‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تتزوج‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬متزوج‭ ‬وعنده‭ ‬أطفال،‭ ‬أو‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬زوجته‭ ‬الأولى‭ ‬مشاكل‭ ‬أو‭ ‬خلافات‭ ‬أسرية،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬معناه‭ ‬أنه‭ ‬شخص‭ ‬فاشل‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬زيجته‭ ‬الأولى،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬الزواج‭ ‬بأخرى‭ ‬ثانية‮»‬‭.‬

 

أما‭ ‬الدكتورة‭ ‬‮«‬نادية‭ ‬رضوان‮»‬‭ ‬أستاذعلم‭ ‬الاجتماع‭ ‬بجامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭.. ‬فتقول‭: ‬‮«‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬نقطة‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬جريمة‭ ‬أسرية،‭ ‬وفى‭ ‬الغالب‭ ‬نهاية‭ ‬كل‭ ‬أسرة،‭ ‬بسببها‭ ‬تفقد‭ ‬الأسرة‭ ‬الأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬لأن‭ ‬المتعة‭ ‬الأسرية‭ ‬الطبيعية‭ ‬السعيدة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الزوجة‭ ‬ثانية‮»‬‭.‬

 

كما‭ ‬أكدت؛‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬تقبل‭ ‬فكرة‭ ‬الزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬ولا‭ ‬استيعابها،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬للمرأة‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬آخر‭ ‬لشعر‭ ‬الرجل‭ ‬بمدى‭ ‬الألم‭ ‬والمعاناة‭ ‬التي‭ ‬تشعر‭ ‬بها‭ ‬المرأة،‭ ‬وأضافت‭: ‬‮«‬مفيش‭ ‬حاجه‭ ‬اسمها‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية،‭ ‬كفوا‭ ‬أيديكم‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بزوجة‭ ‬ثانية،‭ ‬ربنا‭ ‬خلق‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬ولم‭ ‬يخلق‭ ‬آدم‭ ‬وحواءات،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬العدل‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬تضحي‭ ‬بحياتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زوجها‭ ‬وابنائها‭ ‬ويغدر‭ ‬بها،‭ ‬ويجلب‭ ‬لها‭ ‬زوجة‭ ‬ثانية‭ ‬ويطلب‭ ‬منها‭ ‬تقبلها،‭ ‬وتتعايش‭ ‬معها،‭ ‬إية‭ ‬ظلم‭ ‬هذا،‭ ‬دي‭ ‬مشاعر‭ ‬المرأة‭ ‬مش‭ ‬حديد،‭ ‬هل‭ ‬الرجل‭ ‬يقبل‭ ‬زوجته‭ ‬تتزوج‭ ‬عليه‭. ‬طبعا‭ ‬لا،‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬إنسان‭ ‬تشعر‭ ‬بنفس‭ ‬ما‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الرجل‮»‬‭.‬

 

مشروع‭ ‬قانون

ونتيجة‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬قتلى‭ ‬وضحايا‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لهما‭ ‬بين‭ ‬الأزواج‭ ‬والزوجات،‭ ‬تقدمت‭ ‬النائبة‭ ‬‮«‬نشوى‭ ‬الديب»بمشروع‭ ‬قانون‭ ‬يشمل‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة،‭ ‬منها‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬للرجل‭ ‬أن‭ ‬يتزوج‭ ‬بأخرى‭ ‬إلا‭ ‬بشروط‭ ‬محكمة‭ ‬وضوابط‭ ‬صارمة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬أن‭ ‬تتقدم‭ ‬به‭ ‬الحكومة،‭ ‬يخص‭ ‬التعدد‭ ‬وشروطه‭ ‬وضوابطه،‭ ‬وسواء‭ ‬كان‭ ‬المشروع‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬او‭ ‬النائبة،‭ ‬فإنه‭ ‬سوف‭ ‬يعتمد‭ ‬اعتمادا‭ ‬اساسيا‭ ‬على‭  ‬أحكام‭  ‬المذهب‭ ‬الحنفي،‭  ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬ملامح‭ ‬القانون‭ ‬تجريم‭ ‬الزواج‭ ‬الثاني،‭ ‬كما‭ ‬إنه‭ ‬سوف‭ ‬ينظم‭ ‬كافة‭ ‬الاحوال‭ ‬الشخصية‭  ‬فى‭ ‬قانون‭ ‬واحد،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لتقنين‭ ‬الخلافات‭ ‬والمشاكل‭ ‬الاسرية،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالزوجة‭ ‬الثانية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الاصعدة‭.‬