باختصار

دروس الكأس

عثمان سالم
عثمان سالم

نهائى الكأس أثار العديد من التساؤلات حول الحالة المزاجية للشارع الكروى نظرًا لطبيعة البطولة التى يفترض أن تنتهى بفائز.. على عكس المتوقع كانت الشريحة الكبرى من عناصر اللعبة حول مستوى الحدث الكروى خاصة الجماهير التى انتهجت سلوكًا حضاريًا فى التشجيع وعدم الإساءة للمنافس، وهو ما يدفع المسئولين عن الأمن لزيادة أعداد الحضور فى المدرجات فى حدود سقف العدد «عشرة آلاف» فى المباريات الحساسة القادمة.. كذلك كان اللاعبون خاصة فى الزمالك فى قمة التحضر وهم يقيمون ممرًا شرفيًا للاعبى الأهلى وجهازهم وهم يتجهون لاستلام ميداليات المركز الثانى. ومن المؤسف أن يشذ عن القاعدة سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالأهلى، بالسير خارج الممر وعدم مصافحة المستشار مرتضى منصور، رئيس النادى.. كذلك غابت الموضوعية عن المعلق الرياضى مدحت شلبى الذى تعاطف بشدة مع كل هجمة للأهلى وكأن الزمالك ليس ناديًا مصريًا، وأن استخدم ذكاءه فى بعض المواقف مثل تسجيل الأهداف.. هذه الفئة من عناصر اللعبة تقدم نموذجًا مرفوضًا من المجتمع حتى من ليس لهم علاقة بكرة القدم ويحتاج الأمر لمراجعة من جانب إدارة الأهلى الذى يوصف دائمًا بأنه قلعة المبادئ.. لكن ما صدر عن بعض المسئولين من الجزيرة عكس ذلك، حيث اعتبر البعض أن عبدالحفيظ من أشد المدافعين عن حقوق النادى وبالتالى من حقه أن يشذ عن هذ القاعدة حتى لو أساء لهذه المبادئ الغريب أن جانبًا كبيرًا من الأهلاوية يرفضون فكرة أن كرة القدم تقوم على المكسب والخسارة، فليس هناك فائز على طول وآخر يتجرع الهزيمة.. لاعبو الأهلى لم يقدموا ما يشفع لهم أمام جماهيرهم والرأى العام وهم بالملايين داخل مصر وخارجها.. كانت الغالبية تغرد خارج السرب خاصة فى الشوط الأول، وظهرت تصرفات غير لائقة بأشخاص يفترض أن يلتزموا بعزة وكبرياء الرداء الأحمر وغابت الروح القتالية فى الشوط الأول الذى تسيده الزمالك لعباً ونتيجةً وكان بإمكانه تسجيل رقم قياسى من الأهداف..  وللأمانة فقد عاد الأهلى وبقوة وكان الفريق قريبًا من التعادل، لكن الزمالك حافظ على تقدمه وفاز بالكأس فى النهاية.. الأهلى كالعادة يعرف كيف يتجاوز هذه المنحنيات الصعبة وأمامه الدورى يمكنه أن يقاتل من أجل الفوز به ليعيد الثقة من جديد لجماهيره الغاضبة بشدة ليس بسبب الكأس ولكن لسوء حالة الفريق بوجه عام والنتائج الأخيرة خير دليل بالخسارة أمام بيراميدز بهدفين.. بالطريقة المعتادة لإدارة الأهلى بعدم التعامل بانفعال مع هذه المواقف يمكن أن يختصر الوقت للوصول للعلاج الناجع، لأن الفريق على موعد اليوم مع مباراة مهة فى الدورى أمام الجونة، ولا أشك فى إمكانية تعديل الأوضاع إذا خرج اللاعبون من حالة الإحباط والتراجع البدنى والذهنى.