عاجل

كلمة والسلام

العقول المصرية والسؤال الصعب

سعيد الخولى
سعيد الخولى

رغم  الصورة القاتمة والشكاوى المتواصلة والنقمة على فشل العملية التعليمية فى الداخل ـ مايزال لعلماء مصر صوت مسموع يقرع أسماع العالم ويثير دهشتهم،لكن مايثير الدهشة أكثر أن معظمهم هو نتاج العملية التعليمية داخل الحدود باختلاف أنظمتها الحكومية والخاصة والتجريبية والدولية شديدة الخصوصية.. وقد لاتكون الأرقام دائما تكون كاشفة للحقيقة، لكنها قد تكون مثيرة الدهشة  ، فوفقاً لإحصاءات الاتحاد العام للمصريين فى الخارج، يبلغ عدد العلماء المصريين فى الخارج نحو 86 ألفا، منهم 3000 عالم فى الولايات المتحدة وحدها، لتحتل مصر بذلك المركز الأول عالمياً بالنسبة لعدد العلماء الأجانب خارج بلدانهم..

ويرى هؤلاء العلماء المغتربون، أن الغربة قاسية للغاية، وأن نجاحهم  يأتى نظرا لتوفير الإمكانيات المادية والعلمية والبحثية ودعم مواهبهم التى لم تجد نفسها بين أهليها، مبررين نجاحهم بأن هناك دعما من الدول فى الخارج للمصريين وغيرهم، وكذلك ميزانيات للبحث العلمى وتنمية المهارات التى تبرز الموهبة.

ويعاود باب الأمل الإطلال علينا ليطلعنا على إحصائية أخرى بدخول عشرة علماء مصريين ضمن أهم 909 علماء على مستوى العالم، طبقا لثلاثة مستويات وتصنيفات عالمية وهى «H-index» و»i10- index» و»Scupes» وهى أجندات دولية لتصنيف العلماء والباحثين والمتخصصين فى مجال العلوم والبحث العلمى طبقاً لما يقدمونه فى مجال العلم، حيث تربع  العالم المصرى مصطفى السيد، فى المرتبة الأولى على العلماء المصريين والعرب،  يليه الدكتور مجدى يعقوب ، ثم د. أحمد زويل رحمه الله، ثم الدكتور محمد النشائى.

والدكتور فاروق الباز ، وخلفه جاء الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى لرئيس الجمهورية ، ثم الدكتور فينيس كامل جودة بالمركز القومى للبحوث ، وفى المرتبة نفسها جاء الدكتور كمال رمزى ستينو ، ثم الدكتور محمد غنيم، وأخيراً الدكتورة نادية إسكندر زخارى. أما أغرب ما كشفه المؤشر فهو حصول عدد من العلماء المصريين والعرب على درجة صفر، وأشهرهم من مصر بعض وزراء التعليم العالى والبحث العلمى السابقين وفى هذا الكفاية للإجابة عن السؤال الصعب: لماذا يهاجر علماؤنا ؟!.