زينب اسماعيل
رجم ابليس هو ركنً في مناسك الحج، ويكون على ثلاث ، وأسبابه هو ما حدث بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وبين إبليس عندما همَّ بتنفيذ رؤياه بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام إمتثالا لأمر الله حيث اعترضه إبليس اللعين في ثلاث مواضع ليصده عن تنفيذ أمر الله.. فيرميه بسبع حصوات في هذه الأماكن حتى يسيخ في الأرض - أي يغوص فِيهِا وينخسف و لاتكون له قائمة- وبهذه المناسبة هل تعلم الفرق بين لفظ "ابليس" ولفظ "الشيطان "؟ جاء في كتب التفسير النبوية أن القرآن وهو يستعمل هذين اللَّفظين يعطي لكلِّ لفظ دلالته ، فنرى النصوص التي تحدَّثَت عن إبليس تَذكر إبليس على أنه علَم لذلك المتمرِّد الذي عصى ربَّه وتذكر الطبيعة التي خُلق منها – وهي الكبر والإباء- قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى ﴾ وفي بيان أصل خِلقته قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾ ، أمَّا النصوص التي ذكرَت كلمة "الشيطان" فذكرَته على أنَّه وصف لإبليس، ووصفَت به كذلك كلَّ من سلك مسلكه من الإنس ، قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ ﴾ وهكذا التحذيرات التي بيَّنَت أنَّه العدو ، والشيطان في القرآن قسمان الأول: هو الشيطان الجنِّي الذي لا يُرى ولا يُسمع من البشر متمثلًا في إبليس وذرِّيته، و هذا الشيطان الجنِّي ضعيف الكيد والتدبير، وأنَّ عمله في الغالب بين بني جنسه قال تعالي:إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ...} ، أما الثاني: هو الشيطان الإنسي – وهو بيننا اينما كنا ونراه ويرانا – هو الذي يتشيطن أي: ينحرف عن قَصد وإصرارعن منهج الله، ويجعل من الانحراف والضَّلال عملًا صالحًا محاولا صَرف بني الإنسان عن الطَّريق القويم. وهذا النوع هو "الخطر"، قال رسول الله ﷺ: "يا أبا ذَر تعوَّذ من شياطين الإنس والجن، فقلت: وللإنس شياطين ! قال: نعم، شرٌّ من شياطين الجن." لذلك لا سلطان للشَّيطان في بيئات الإيمان بالله وإنما سلطانه علي من يتولَّاه من "المتشيطنيون" من الإنس.. كم من شياطين الأنس حولنا ليل نهار يستحقون سبعون حجرا كل دقيقة وليس سبعة فقط ،ويكون رجمهم طوال العام ليتركونا وشأننا - أعلم أنكم تسخرون هيهات هيهات !! ولكني اقول الله المستعان و"أعوذ بالله من شياطين الجن والإنس" قولوا آمين .
