صباح الفن

يارايحين للنبي الغالي

إنتصار دردير
إنتصار دردير

تترد أصداء أغنية "يارايحين للنبي الغالي" في هذه الأيام المباركة،  ينساب فيها صوت المطربة الكبيرة ليلي مراد في خشوع ، بعد مقدمة موسيقية بديعة للموسيقار رياض السنباطي تشعرك بجلال الموقف، فيما يردد الكورس لفظ الجلالة " الله الله الله الله" لتكون أفضل تمهيد لصوتها الملائكي، وهى تشدو" يارايحين للنبي الغالي، هنيالكم وعقبالي "، ثم يبدو صوتها معبرا عن الأسي لعدم تمكنها من الذهاب" ياريتني كنت وياكم وأروح للهدي وأزوره، وأبوس من شوقي شباكه وقلبي يتملي بنوره، ولاتزال في تمنياتها " ياريتني معاك في بيت الله وأزور وياك حبيب الله ".
الأغنية كتبها الراحل ابو السعود الأبياري وغنتها ليلي مرا د ضمن أحداث فيلم "ليلي بنت الأكابر" 1953الذي أخرجه زوجها حينذاك الفنان أنور وجدي، وكان المشهد يتضمن وداعها لجدها " الفنان زكي رستم" وهو في طريقه للحج، وفي الواقع، كانت ليلي قد طلبت أجازة من تصوير الفيلم حتي تذهب لأداء فريضة الحج،  بعدما أعلنت إسلامها عام 1947 علي يد الشيخ محمود أبو العيون وكيل الأزهر، لكن إدارة إستديو مصر طلبت الإنتهاء من تصوير الفيلم خلال أسبوعين مما حال دون سفرها، ودفعها لتطلب من المؤلف كتابة أغنية للحج، فكانت هذه الأغنية التى تعبرعن المشتاقين  في كل زمان ومكان لأداء الفريضة.
كانت ليلي مراد - كما كشف زميلنا الناقد أشرف غريب في كتابه "ليلي مراد ، الوثائق الخاصة" - قد تعرضت لشائعة مدمرة حين نشرت صحيفة "الأهرام" عام 1952خبرا مفاده أن الإذاعة السورية منعت أغاني ليلي مراد لسفرها لإسرائيل وتبرعها لجيش الإحتلال بخمسين ألف جنيه، وقد طالتها الشائعة خلال وجودها في باريس، فإستخرجت وثيقة بتحركاتها من السفارة المصرية بفرنسا تؤكد أنها "غادرت مصر في 8 اغسطس 1952 الي فرنسا ولم تغادر باريس منذ وصولها، وسعت ليلي في تلك الفترة لتأكيد إسلامها وانتمائها لمصر، وتبديد تلك الشائعة الخبيثة فقدمت فيلم " الحياة الحب" عام 1954الذي تناول قضية فلسطين لتؤكد عروبيتها.
وتبقي "يارايحيين للنبي الغالي" ،مثلها مثل أغنية "رمضان جانا" لمحمد عبد المطلب و"ليلة العيد" لأم كلثوم ، أغنيات يتجدد حضورها ، لتبقي خالدة في وجدان الناس جيلا بعد جيل.

[email protected]