عاجل

مشاهد من «الثلاثين من يونيو»

إيهاب القسطاوي
إيهاب القسطاوي

بقلم: إيهاب القسطاوي

لازالت عالقة فى أعماق نفسى تلك المشاهد المختزنة فى ذاكرة المجد والبطولة ، واﻟﺘﻲ تستدعيها نفسى فى أحيان كثيرة ، ولأسباب متنوعة ، تعود أحيانا لاشتياقى الشديد لاستعراض هذه المشاهد النبيلة ، وأحيانا أخرى من اجل الهروب من واﻗﻊ اﻻﻏﺘراب الذى أحياه ، بعدما غادر جسدى الوطن ، لكن بقيت روحى اسيرة فى أرضه لا تتحرر الا بالعودة إليه ، فإذا بنفسى تغوص فى أعماق رحابة  ثورة الثلاثين من يونيو ، تلك الثورة الخالدة التى  تجلت فيها أصالة المصريين ووطنيتهم ، واقصد بالتحديد تلك المشاهد المتيقظة دائماً بالذاكرة والمتعلقة بطقوسنا الخاصة بأعظم أيام عاشتها مصر، وهنا يحضرنى أننى حللت ضيفاً على احد البرامج التلفزيونية ، وبالتحديد لمواجهة مسئول حركة «تجرد» .

تلك الحركة التى اطلقها الإرهابى عاصم عبد الماجد لتهديد المصريين إذا شاركوا فى الثلاثين من يونيو ،  وأذكر اننى قلت بالحرف الواحد ان الإرهابى عاصم عبد الماجد ، ليس غريبا عليه بأن يحذر الأقباط من النزول فى ثورة الثلاثين من يونيو، ووصفته بأنه «إرهابي»، مشددًا على أنه لا يجوز إطلاق لقب شيخ عليه ، لأن لغة القتل والدماء والتهديد هى نهجه من البداية، واننا لن نسمح بتقسيم مصر لمسلمين وأقباط ، فى تلك الاثناء جاءت الىَّ استغاثة من احد الاصدقاء بمدينة برج العرب تفيد ان هناك مسيرة ضخمة تتحرك من المدينة القديمة فى اتجاه دير مار مينا بمنطقة برج العرب وتضم المسيرة عددا كبيرا من الملثمين والمسلحين بأسلحة آلية ، فما كان منى الا ان قمت على الفور بالاستغاثة على الهواء بالشرطة والمنطقة الشمالية العسكرية ، فتم وصول تعزيزات ضخمة  وإلقاء القبض على عدد كبير من الاشخاص ، وافشال المحاولة ، فتعرضت على اثر ذلك لهجوم ضارٍ وتهديدات بالتصفية من قبل جماعة الإخوان  الارهابية ، وإذا بى أفاجأ باتصال من أحد الكهنة يطمئن من خلاله على ، ويطلب إستضافتى بالدير للاحتماء به ، فوجدت نفسى والدموع تنهمر من عينى أردد «العاصفة تستطيع أن تدمر سفينة ، لكنها لا تستطيع أن تحل عقدة خيط !» .