خزان الإبراهيمية بأسيوط «مقبرة» الهاربين من جحيم الحر

خزان الإبراهيمية بأسيوط
خزان الإبراهيمية بأسيوط

أطلق عليه الأهالي "الخزان الملعون" بعد أن جرفت تيارات المياه فيه خلال أسبوعين أربعة طلاب وشاب وطفل، حاولوا الهروب من حرارة الجو لبرودة المياه، هذا هو خزان الترعة الإبراهيمية في مدينة أسيوط، مقبرة الهاربين من جحيم الحر للموت غرقاً.


الهروب من الحرارة
لايخفى على أحد ارتفاع درجات الحرارة العالية في صعيد مصر عموماً وفي محافظة أسيوط على وجه الخصوص والتي تسببت في العديد من حالات الوفاة غرقاً بالهروب من درجات الحرارة العالية إلى السباحة في مياه الترعة الإبراهيمية دون الإدراك لخطورة ما وراء ذلك، والذي يتسبب فيه سرعة التيار من المياه القادمة من النيل إلى خزان الإبراهيمية.


تيار شديد وحشائش أعماق
ويقوم الشباب باستعراض مهاراتهم في القفز من أعلى خزان الإبراهيمية، وهنا يبدأ عامل التيار المائي الشديد الذي يسحبهم إلى مسافات لا تقل عن ٤٠٠ متر، لمن هو محترف سباحة وصاحب نفس قوى، غير أن مشكلة بعض حشائش الأعماق الطويلة التي في قاع الابراهيمية تتسبب أحياناً في شل أطراف الشباب خلال السباحة، بأن تقيد حركته وتمنعه من الخروج وهو ما اكتشفوه في أخر حالتين اخرجهما الإنقاذ النهري، حيث وجدوا أم حشائش الأعماق تحتجزهم.


٦ حالات غرق خلال الشهر
وشهد خزان ترعة الإبراهيمية ٦ حالات غرق خلال شهر يونيو الذي لم ينتهي بعد، جميعهم ذهبوا للسباحة هرباً من حرارة الجو العالية والقاسية والتي لم تقل في ساعات النهار عن ٤٥ منذ منتصف شهر مايو، والتي قد تزيد إلى أكثر من هذه الدرجة وكان أخر حالات الغرق طالب بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر من مركز البلينا محافظة سوهاج.


شيف وطالب طب 
وكان قبلها مباشرة غرق شاب من مدينة أسيوط يعمل شيف فطائر في إحدي الكافيهات، وقد اعتاد السباحة أثناء حرارة الجو في الترعة، ولكن هذه المرة كان التيار عاليا فجرفه، واحتجزته حشائش الأعماق واستخرجت جثته بعد يومين من غرقه بمساعدة فرق الإنقاذ النهرى، وقبلها بيوم واحد شهدت الترعة غرق طالب من كلية الطب بجامعة الأزهر من محافظة الغربية.


منع السباحة بالإبراهيمية
وبعد تكرار حوادث الغرق بترعة الابراهيمية كانت هناك مناشدات على مواقع التواصل الإجتماعي بمنع السباحة هناك، حيث ناشد الأهالي كافة المسئولين في كافة المصالح الحكومية والري والتي تشرف على عمل خزان الإبراهيمية بضرورة وقف هذه الكارثة، وقد شهدت المناشدات استجابة سريعة من المسئولين، حيث قامت وحدة حقوق الإنسان بمحافظة أسيوط بوضع لافتات تشير إلى خطورة السباحة في هذا المكان نظراً لخطورة التيار، وغيرها.


الري تضع حواجز وبوابات
وقامت مديرية الرى بمحافظة أسيوط تحت إشراف المهندس عمر سيف النصر مدير عام ري أسيوط، بتركيب أبواب وحواجز حديدية على السلالم المخصصة للنزول البحاري لمراجعة مناسيب المياه في الترعة الإبراهيمية، لمنع وصول المواطنين للمياه، بسبب زيادة حالات الغرق خلال شهر يونيو الجارى.

 

اقرأ أيضا : إزالة التعديات والبناء المخالف بقرى ومراكز أسيوط