بينى وبينك

صباح 19 أغسطس

زينب عفيفى
زينب عفيفى

من قلب الأحداث كصحفية محنكة روت الكاتبة ضحى عاصى روايتها «صباح 19 أغسطس» لتشعرنا طوال السرد بأننا فى قلب الحدث مع مراسلة صحفية جريئة، تروى قصة خيالية بكل تفاصيل الواقع، الذى حدث فى الاتحاد السوفيتى فى ذاك الصباح الذى تغير فيه وجهه، ولم تذكره دفاتر المؤرخين، والروايات الأدبية، ولكن ضحى فعلت.

الرواية تدور ما بين مصر وروسيا، تماماً مثل جنسية البطلة كاملة التى نصفها لأم روسية ونصفها الآخر لأب مصرى، فى أجواء تنقلنا بين ثلوج روسيا ودفء القاهرة ما بين أحداث الانقلاب على جورباتشوف وأحداث ثورة 30 يونيو من خلال البطلة كاملة التى درست الطب فى الاتحاد السوفيتى ولم تمارسه، تزوجت رسلان الشيشانى، الذى لم يعد من حرب أفغانستان، ينجبان ابناً يسمى صادق ليكون أحد شباب ثورة يناير له عالمه الخاص الذى يشبه سنه وأحلامه بعيداً عن طموحات أمه سيدة الأعمال لشركة سياحية، امتلكت فيها قرارات المنح والمنع لجوازات السفر بين البلدين، وأب شيشانى يعود من غياهب الموت مجاهداً إسلامياً، يحمل رومانسية شاعر طاغية فى قلبه. تظل كاملة حائرة بين ما تريده وما يريده قدرها، قدر طردها من الكرملين بعد الانقلاب على جورباتشوف وقدر طردها من التحرير بعد سرقة الإخوان للثورة، وقدر ثالث عاطفى مع عمر ابن عمتها، الذى لم تستطع مجاراته وعبرت عنه «لا توجد امرأة لا تريد الحب ولكن توجد امرأة لا تجد الحب فالحياة علمتها «أن الفرسان يموتون فى الحروب، والشرفاء يموتون جوعا أو فى السجون»، كان لبطلة رواية ضحى عاصى وطنان حين قالت لها صديقتها الروسية إيلينا: «من الجميل أن يكون لك وطنان، إذا انهار أحدهما ينقذك الآخر»، وفى الرواية لم تنقذها إلا ثورة 30 يونيو، إنها رواية إنسانية تكشف لنا واقعاً غير إنسانى لفترة تاريخية شرسة فى روسيا ومصر.