كيف تأسست «أخبار اليوم»؟.. غرفة بالسطوح وأثاث من بيت «الأخوين أمين» 

مصطفى وعلي أمين
مصطفى وعلي أمين

إنني أتفاءل بالأفكار التي تولد في البدروم وغرف السطوح وأتشاءم من المشروعات التي تولد في القصور والمباني الضخمة.. كلمات لم يجد الكاتب الصحفي الراحل علي أمين أفضل منها للتعبير عن ميلاد أخبار اليوم.

 

وقد كتب علي أمين في مقال له بجريدة الأخبار عام 1959 قائلا: اليوم أمسكت بيدي مشروعا صغيرا ذكرني بميلاد أخباراليوم وأشعرني وأنا احتضنه بنفس المشاعر التي أحسست بها وأنا احتضن العدد الأول من أخبار اليوم أنه مشروع قام به حفنة من الشبان المصريين في البدروم لم يصرفوا قرشا من رأس المال الذي يبلغ 40 ألف جنيه على المباني.. لقد بدأوا في البدروم وسيحتلون بعد سنوات قلائل عمارة ضخمة كما حدث لـ«أخبار اليوم».

 

إن المولود الذي تفاءلت به هو الراديو الصغير الذي أنتجته في القاهرة شركة الترانز ستور المصرية.. إنه الراديو الذي اكتسح الأسواق في الريف وكل البيوت التي ليس فيها تيار كهربائي وكل البيوت التي تريد أن تخفض استهلاكها من التيار الكهربائي.. إن ثمنه لا يزيد على 28 جنيها ويدور بغير لمبات ويتكلف 15 مليما كل شهر !

 

ثم بدأ يتذكر بداية تأسيسه لمؤسسة أخبار اليوم فقد ولدت أخبار اليوم في غرفة بالسطوح كانت خالية من الأثاث الفاخر والمكاتب الضخمة.. كان معظم الأثاث مستعارا من بيتنا وكان الباقي مشترى من سوق الكانتو.. لم نهتم بالمظاهر.. صرفنا كل قرش على الجريدة التي سيقرأها القارئ لا على المكتب الذي سيجلس عليه الكاتب.

 

أما الترانز ستور فهي فكرة جديدة ظهرت (شيطاني) عندما كان العلماء يحاولون تحويل طاقة الشمس إلى طاقة كهربائية فقد اكتشف العلماء أثناء تجاربهم مادة بلورية صلبة طبيعية من (السلينوم) تستطيع أن تقوم مقام لمبات الراديو وتستهلك 500/ 1 من التيار الكهربائي الذي تستهلكه لمبة الراديو العادية .

 

وأحدث هذا الاكتشاف المفاجئ انقلاباً ضخماً في الصناعة والراديو والتليفزيون وأجهزة التحكم في الطائرات والقذائف ومنح جائزة نوبل عام 1956.


فقد أدى هذا الاكتشاف إلى صنع أجهزة راديو في حجم علب السجائر وعلب الكبريت بل وإلى وضع جهاز في ذراع نظارة القراءة ونتج عن هذا الاكتشاف إطالة عمر ألوف من الأجهزة الدقيقة وتخفيض تكاليف صنعها وتكاليف إدارتها .

 

إن الجهاز الجديد الذي احتضنته اليوم ليس معجزة ! إنه بداية عصر المعجزات.. العصر الذي ستنخفض فيه تكاليف المعيشة ويطول فيه عمر كل شئ عمر جهاز الراديو وعمري وعمرك.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم