فى إجازة الصيف.. الترويح والترفيه مباح بضوابط

الترفيه مباح فى أوقات الفراغ بضوابط
الترفيه مباح فى أوقات الفراغ بضوابط

الفراغ سلاح ذو حدين إما أن يستعمل فيما ينفع ومباح فيعود على الإنسان بالخيرات أو يستعمل فيما حرم فيجلب الحسرات، وبمناسبة الإجازة الصيفية..

لإسلام دين صالح للواقع والحياة يعلم أن البشر يحتاجون إلى الترويح واللهو المباح المنضبط.. فكيف يغتنم المسلم إجازته بما يعود عليه بالنفع.

 يقول الشيخ عبد الحميد قرقر من علماء الأزهر: إن الفراغ فى الإجازة وطرق اغتنامه قضية لا يستهان بها ولا يغفل عنها ولا أدل على ذلك من إشارة الله سبحانه وتعالى فى كتابه: «فإذا فرغت فانصب» وحرص النبى صلى الله عليه وسلم وأمره باغتنامها، حيث يقول النبى صلى الله عليه وسلم :(اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك) وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )..

قال العارفون إن أكثر البركة فى طهارة القلوب وحفظ الوقت. وقال ابن عطاء الله السكندرى: لا تنفق أنفاسك فى غير طاعة الله ولا تنظر إلى صغر النفس بل انظر إلى مقداره وإلى ما يعطى الله فيه للعبد فالأنفاس جواهر وهل رأيت أحداً يرمى جوهرة على مزبلة؟

ويضيف: الإسلام دين صالح للواقع والحياة يعامل الناس على أنهم بشر تحتاج أنفسهم إلى شىء من الترويح واللهو المباح المنضبط بضوابط الشرع، فلا يأمرهم بقضاء أوقات فراغهم فى العبادة بل وسع لهم التعامل مع كل ما تتطلبه الفطرة البشرية السليمة من فرح وترح وضحك وبكاء ولعب مباح.

ولقد كان واقع النبى صلى الله عليه وسلم يؤكد أحقية جانب الترفيه فى حياة الإنسان فعن سماك بن حرب قلت لجابر بن سمرة رضى الله عنه كنت تجالس النبى صلى الله عليه وسلم قال نعم كان طويل الصمت وكان أصحابه ينشدون الشعر عنده ويذكرون من أمر الجاهلية ويضحكون  فيبتسم معهم إذا ضحكوا. وأيضا عن أبى الدرداء رضى الله عنه قال: إنى لأستجم نفسى بشىء من اللهو غير المحرم فيكون أقوى لها على الحق.

ويتابع: مفهوم الإجازة يتسع عند البعض ليشمل إعطاء النفس الراحة حتى من عبادة خالقها والانفلات من الأخلاق والقيم، فأصبحت الإجازة محصورة عند البعض فى التخلص من المثل والتفريط فى الصلوات والعكوف على ألوان المحرمات وإطلاق الشهوات، وبالتالى يصبح الفراغ عدواً للإنسان يسبب له مساوئ كثيرة منها الاكتئاب والبحث عن أى شىء للتسلية ولو كان حراماً والانشغال بصحبة السوء فهم أكثر الناس تضييعاً لأوقاتهم وقد عاب رب العزة على الكفار فى إضاعة أوقاتهم قال تعالى: «أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير»، فالزمن من أصول النعم وضياعه من أعظم النقم.

ولكن كيف يغتنم الإنسان أيام الإجازات بطريقة صحيحة ؟

أولاً لابد من تحديد هدف وتحديد أعمال يرغب الإنسان فى تنفيذها وتعلمها وإيجاد الوسائل المتاحة لها أو تعلمها ثم تقييم العمل بعد الفراغ منه وكلما كان الهدف خيراً والوسيلة صالحة  تحققت المتعة والسعادة من الإجازة، فالأب يعلم واقع أسرته وإمكانيات أبنائه، فمن يميل إلى تعلم الحرف اليدوية كالنجارة والحدادة يساعده ومن يحب أعمال الكمبيوتر والتكنولوجيا يساعد فى إلحاقه بدورات لها، وأيضا الفتيات من تهوى الأشغال اليدوية نوفر لها ما يساعدها، فكل ميسر لما خلق له بشرط ألا تضيع أوقات الصلاة.

ويؤكد أن مؤسسات الدولة تضع برامج لشغل أوقات الفراغ للكبار والصغار خلال العطلة الصيفية، بما يعود عليهم بالنفع فهناك المكتبات العامة وبداخلها تمارس الأنشطة بجانب القراءة ووزارة السياحة تنظم برامج للرحلات مخفضة وزيارات للأماكن السياحية والمتاحف، والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف أعدوا الكتاكتيب لحفظ ومراجعة القرآن الكريم وتعلم قواعد الدين الصحيح، هذا بالإضافة إلى النوادى ومراكز الشباب لممارسة الرياضة، وهناك التطوع فى الأنشطة الخيرية من خلال وزارة للتضامن لزيارة دور الأيتام والمسنين ولا ننسى زيارة صلة الأرحام خاصة فى القرى البعيدة التى تحول المسافات دون زياراتهم الدورية.