30 شهرًا لـ«النايل سات 301» من التصنيع إلى الإطلاق

اللواء أحمد أنيس أثناء إلقاء كلمته عن إطلاق القمر
اللواء أحمد أنيس أثناء إلقاء كلمته عن إطلاق القمر

تابع ملايين المصريين أمس إطلاق القمر الصناعى المصرى النايل سات 301 وهو الحدث الذى لا يتكرر إلا كل فترة زمنية طويلة «١٠ إلى ١٥» عاما مما يجعله حدثا استثنائيًا مهمًا يستحق إلقاء الضوء على تفاصيله.

 

حيث يعد النايل سات 301 هو القمر المصرى الرابع لبث القنوات التليفزيونية، حيث دخلت مصر مجال الأقمار الصناعية قبل ٢٥ عاما بإطلاق القمر المصرى الأول للبث التليفزيونى «نايل سات-101».

 

 

 

تصنيع شركة «ماترا ماركونى سبيس» الفرنسية البريطانية وتم إطلاقه بواسطة شركة أريان سبيس الفرنسية فى أبريل 1998. وفى أغسطس عام 2000 تم اطلاق القمر الصناعى المصرى الثانى نايل سات-102»الذى تم تصنيعه وإطلاقه من خلال نفس شركة التصنيع والإطلاق وضم كل قمر منهما ١٢ قناة قمرية بعمر افتراضى 15 سنة وفى عام 2010 وقبل نهاية عمره  تم اطلاق نايل سات 201 الذى ينتمى للجيل الثانى من الأقمار الصناعية ويحمل 26 قناة قمرية ليفوق القمرين السابقين مجتمعين. 

 

فى عام 2016 وقبل سنوات من نهاية العمر الافتراضى للنايل سات 201 بدأت شركة نايل سات فى التفكير فى اطلاق نايل سات 301 الذى يمثل الجيل الثالث من الأقمار الصناعية ليحل محل نايل سات 201 الذى ينتهى عمره الافتراضى 2028 واستغرقت دراسات الجدوى والدراسات الفنية والاقتصادية والتسويقية أكثر من عامين ونصف العام.

التعاقد على التصنيع 

وفى ديسمبر عام 2019 وقع اللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» والعضو المنتدب عقدا مع شركة الأقمار الصناعية الفرنسية «تاليس الينيا سبيس» التى مثلها مارتن فان نائب رئيس الشركة التى تم الاستقرار عليها بعد مناقصة دولية تضمنت أربع مناقصات قد تم تقديمها للشركة. وقد تم الاختيار بعد مباحثات ودراسات فنية وتجارية مكثفة بين خبراء اللجنة الفنية المختارة للنايل سات والأربع شركات التى قدمت المناقصات. 

٢٥ شهرًا

استغرق تصنيع النايل سات 301 أكثر من 25 شهراً فى مقر الشركة بمدينة كان بجنوب فرنسا، حيث تضمنت عدة مراحل الأولى المراجعة الأولية للتصميم على مدار ٤ شهور تلاها المراجعة النهائية للتصميم بعد ١٠ شهور من التوقيع ثم مرحلة التجميع وشراء كل مكونات القمر، حيث تقوم الشركة الفرنسية بتصنيع ٦٠٪‏ من مكونات القمر وتشترى الـ٤٠٪‏ الباقية من شركات أخرى وهى أكثر الشركات تصنيعا للمكونات وفى السنة الثانية بدأت عمليات التجميع والاختبارات على الأرض تحضيرًا لعملية الإطلاق النهائية بعد سلسلة من التجارب لضمان نجاح الإطلاق وبمتابعة من الاستشارى الفنى للنايل سات شركة تلى سات الكندية التى تابعت مع الأطقم الفنية للنايل سات كل هذه الخطوات. 

من كان إلى فلوريدا

عقب انتهاء جميع مراحل التصنيع تأتى خطوة الإطلاق، حيث كلفت نايل سات شركة «سبيس إكس» لإطلاق قمر الاتصالات المصرى نايل سات 301 وتم بالفعل بواسطة سفينة نقل القمر من مدينة كان الفرنسية إلى قاعدة «كاب كانافيرال» بأولاندو بولاية فلوريدا الأمريكية وكان مخططا فى الأصل نقل القمر على طائرات شحن روسية وتم اللجوء للنقل البحرى بسبب الحرب «الروسية - الأوكرانية» ومنع الطائرات الروسية من دخول المجال الجوى الأمريكى وبالفعل تم نقل القمر إلى ميناء بالقرب من مرسيليا.

 

فرنسا أواخر أبريل ووصل إلى ميناء كانافيرال السبت الماضى وبدأت عملية اختبار القمر الصناعى للتأكد من بقائه بحالته الجيدة بعد وصوله من فرنسا، ثم تم تحميل وقود المناورة فى المركبة الفضائية وتغليف القمر داخل أغطية الحمولة الخاصة بصاروخ «فالكون 9». 

لحظة الإطلاق

وهى المرحلة التى بدأت بإطلاق القمر بنجاح فى تمام الساعة الـ١١وثلاث دقائق مساء الأربعاء بتوقيت القاهرة الخامسة وثلاث دقائق بتوقيت أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية وصعود الصاروخ حاملا القمر إلى السماء ثم انفصال القمر بنجاح عن الصاروخ بعد أكثر من ٣٠ دقيقة من لحظة الإطلاق وعودة الصاروخ إلى قاعدة الإطلاق بنجاح. 

ما بعد الإطلاق

واصل القمر رحلته بعد اختراق الغلاف الجوى واستقبلت المحطات الأرضيّة إشاراته وهو فى طريقه للوصول إلى «المدار المتزامن» وهو مدار مؤقت سينتقل إليه القمر معتمدا على الدفع بطاقته الذاتية من خلال خلايا الطاقة الشمسية لتتم عمليات التشغيل المبدئى والتى تستمر حتى ١٧ يونيو الجارى بمتابعة من شركة تاليس من خلال محطاتها الأرضيّة الموزعة على الكرة الأرضية والتواصل مع المحطة الأرضيّة للنايل سات بمقر الشركة بالسادس بمدينة ٦ أكتوبر وتبدأ مرحلة تحريك القمر بإجراء أربع مناورات لتعديل مدار القمر الذى سيستقر مؤقتا بمدار ١٠,٥ غرب لينتقل ١٢ يوليو القادم إلى مداره الدائم ٧ غرب وبعد عدة أيام من التجارب يتم تسليم القمر بشكل نهائى إلى النايل سات ليتولى الخبراء والفنيون بالنايل سات تشغيله ودخول الخدمة، حيث سيتواصل بث القنوات على القمر الحالى 201 مع القمر الجديد لفترة زمنية قادمة. 

تمويل ذاتى 

وعن مزايا وإمكانيات القمر الجديد نايل سات 301 أكد اللواء أحمد أنيس أن نايل سات 301 تم تمويل تكلفته ذاتيا من شركة النايل سات وأن العمر الافتراضى 15 عاما.

 

ويزن 4.1 طن ويضم 38 قناة قمرية مقابل 26 قناة قمرية فى القمر الحالى 201 وسيحقق نطاق تغطية أوسع، فبالإضافة للمناطق التى يغطيها القمر الحالى سيتم تغطية دول جنوب القارة الإفريقية، إضافة إلى دول حوض نهر النيل، لتحقيق تواصل أكبر مع شعوب القارة الإفريقية ويواكب توجهات القيادة السياسية فى تعميق العلاقات المصرية الإفريقية.

التصدى للتشويش 

وأكد اللواء حمدى منير العضو المنتدب للشئون الفنية للنايل سات أن إمكانيات القمر الجديد ستتيح تقديم خدمات الإنترنت عريض النطاق لتغطية جمهورية مصر العربية والمناطق النائية لتوفير خدمات الإنترنت للمشروعات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والمجتمعات العمرانية الجديدة وحقول البترول شرق البحر المتوسط وخاصة حقل ظهر وسيتضمن قنوات جديدة فى حيّز الـ WRC. 15 فوق منطقة المينا ريجون ودوّل حوض النيل كما سيوفر تغطية لدول جنوب قارة أفريقيا كما يتميز بالقدرة على التصدى لعمليات التشويش المتعمد أو غير المتعمد بقدرة فائقة على المناورة وتحديد مصدر ومكان التشويش وسيشهد القمر اضافة ترددات جديدة من الممكن استخدامها بأعلى مستوى من التقنية ومع الوقت سيتم نقل جميع القنوات التى يتم بثها على النايل سات 201 إلى النايل 301 دون أن يشعر المشاهد بأى تَغْيير. 

إنجاز كبير 

وقد شهد حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام فعاليات إطلاق القمر الصناعى المصرى نايل سات وعبر زين عن سعادته للمشاركة فى تلك اللحظات التاريخية التى يشهدها الإعلام الوطنى المصرى بإطلاق القمر الذى يؤكد قدرات وامكانيات مصر فى الاحتفاظ بمكانتها الرائدة فى هذا المجال الحيوى، وقال إن نقل تلك اللحظات على الهواء مباشرة ليشهد المصريون ويسعدوا بإنجازات دولتهم التى تسعى دائما لتحقيق أهداف التنمية وصناعة مستقبل أفضل لشعبها العظيم.

وأضاف أن نجاح إطلاق القمر يعد إنجازا كبيرا يضاف لرصيد الهيئة الوطنية للإعلام وشركة النايل سات والتى تعد من أهم الشركات التى تساهم فيها الوطنية للإعلام، مؤكدا أن ما تحقق اليوم يأتى فى إطار ما يشهده الوطن من تنمية حقيقية وثورة تكنولوجيا وتحول رقمى فى كل المجالات فى ظل الجمهورية الجديدة وأضاف أن إطلاق القمر الصناعى المصرى يعد مرحلة جديدة لفتح آفاق لامحدودة فى استخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية فى مجالات متعددة.

ويواكب ما يشهده العالم من تطور هائل فى هذا المجال الحيوى، حيث بذلت شركة النايل سات جهودا عظيمة واحترافية لتحافظ على تلك المكانة فى ظل تنافس محموم بمجال الأقمار الصناعية ومواجهة التحديات الاقتصادية والتسويقية للحفاظ على نجاحاتها ونتاج تنسيق وتعاون متواصل بين الوطنية للإعلام والنايل سات وأشار الى أن إطلاق «نايل سات 301» يعد إضافة قوية لمنظومة الإعلام المصرى وتوجه زين بالتهنئة لكافه القائمين على العمل بشركة النايل سات بقيادة السيد اللواء أحمد أنيس، وكل الذين شاركوا فى نجاح عملية إطلاق القمر الصناعى المصرى الجديد.

اقرأ أيضاً | الليلة.. مصر تتأهب لإطلاق قمر صناعي جديد