الجائزة الكبرى تحمل اسمه لماذا «كامل كيلانى» الآن؟!

الجائزة الكبرى تحمل اسمه لماذا «كامل كيلانى» الآن؟!
الجائزة الكبرى تحمل اسمه لماذا «كامل كيلانى» الآن؟!

ترسيخ القيم النبيلة، والأخلاق الكريمة، وإطلاق عنان الخيال وملكات الحلم هما السمتان البارزتان فى أدب وإبداع ذلك الرائد الراحل الذى فطن مبكرا جدا إلى أهمية أدب الأطفال، وحاجة الأوطان إلى تشكيل وعى أجيالها، وصياغة وجدانهم بعناية واهتمام وإخلاص، لأنهم -ببساطة- صناع الغد، وأصحاب القرار فى المستقبل.

هذا هو الأديب الكبير الرائد الراحل «كامل كيلانى» الذى اتجه -بوازع أخلاقى وإحساس بالمسئولية وشعور بالواجب- إلى أدب الطفل مبكرا جدا، حيث انطلقت رحلته الثرية فى هذا العالم منذ عام 1929 ليصبح بذلك رائد أدب الأطفال فى عالمنا العربى بأسره.

وصاحب رسالة راقية فى صياغة الوعى الحقيقى وتشكيل الوجدان عبر القيم النبيلة والمثل الأخلاقية مع تنمية ملكة الخيال وإطلاق قدرات العقل عبر العديد من القصص الموجهة إلى الطفل ترجمة وتأليفا والمصاغة بلغة عربية سلسة وجميلة.

ويكفى أن نذكر بعض عناوين قصصه لندلل على الأثر العظيم الذى تركه «كيلانى» فى الضمير الأدبى والوجدان العربى: «السندباد البحرى» و»الفيل الأبيض»، و«على بابا»، و«علاء الدين»، «أبوصير وأبو قير»، «روبنسون كروزو»، و«حى بن يقظان»، ودمنة وشتربه» و«فى بلاد العجائب»، لذا تلقينا -باهتمام بالغ- رصد جائزة كبرى باسمه فى أدب ورسوم كتب الأطفال.

وجرى حوار مع الكاتب المسرحى البارز محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل حول فلسفة هذه الجائزة ومراميها وأهدافها فضلا عن تفاصيلها، خاصة أن الفترة الحالية فى مصر تشهد حراكا ثقافيا متنوعا.

ويحظى أدب الأطفال باهتمام ملحوظ من خلال المركز القومى لثقافة الطفل ولجنة فنون الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، مما وضع ثقافة وفنون الطفل فى مكان متميز لفت الأنظار إليه من خلال أنشطة فاعلة ومسابقات وجوائز تم إطلاقها أخيرا ومنها: جائزة الدولة للمبدع الصغير، وجائزة «كامل كيلاني» للكتاب والفنانين.


وأكد الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للمركز القومى لثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة، أن جائزة كامل كيلانى واحدة من الفعاليات المهمة التى تأتى ضمن الاحتفال بعشرينيات القرن الماضى، وهى الفترة التى شهدت تقدما وتطورا ثقافيا كبيرا فى مجالات الثقافة والفنون فى مصر، ومنها أدب الطفل، فقد شهدت تلك الفترة انطلاق أول كتاب للطفل من رائد أدب الطفل كامل كيلاني، وشهدت أيضا أول مكتبة متخصصة فى ثقافة الطفل.

وفى هذا الشأن التقت إدارة المركز وجميع المهتمين بثقافة الطفل ولجنة فنون الطفل برئاسة الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول لتنظيم مسابقة كبيرة تحمل اسم رائد أدب الطفل فى مصر فى تلك الفترة، فجاءت جائزة «كامل كيلاني» فى أدب ورسوم كتب الأطفال لعام 2022 من الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية بالمجلس الأعلى للثقافة، تحت رعاية الفنانة

د. إيناس عبدالدايم وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للثقافة التى وجهت بإبراز تلك الفترة من كل قطاعات الوزارة، وجرى العرض على د. هشام عزمى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، فوافق، وعرض الأمر على الوزيرة ضمن خطة المجلس للاحتفال بتلك الفترة.


وعن أهمية هذه الجائزة، قال عبدالحافظ: شهد أدب الطفل فى السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا من الدولة، ومن المبدعين والأدباء، وجاءت الجائزة بعد غياب لتكون محفزة ومكرمة للعاملين فى هذا الحقل، والجدير بالذكر أن الجميع طالب بهذه الجائزة المهمة.

وأعتقد أن اهتمام الدولة بأدب الطفل سوف يزيد بعد إطلاق جائزة «كامل كيلاني» ليتم من خلالها تكريم المبدعين المصريين العاملين فى مجال ثقافة الطفل فى الأدب والرسوم.
وعن اختيار اسم «كيلاني» للجائزة أكد عبدالحافظ أن هذا الأديب هو أول رائد لأدب الطفل، وأول من حمل على عاتقه الكتابة للطفل فى وقت الرواد الأوائل، وفى وقت لم تكن هناك كتابة للطفل بالشكل المعروف الآن، لذا أثر هذا الرائد فى وجدان أبناء هذا الجيل.

والأجيال القادمة من الأطفال، وشكل خيالهم القصصى بكتاباته ومكتبته الزاخرة فى شارع المبتديان، وعمل على إحياء التراث العربى وإعادة صياغته بصورة سهلة ومبسطة ليمكن عقل الطفل من أن يفهم محتواها، كما أنه ساهم فى الارتقاء بالجوانب الأخلاقية ومنظومة القيم لدى الطفل بصورة غير مباشرة.

وكان لكيلانى إسهامات فى مجالات أخرى غير أدب الأطفال، حيث ترجم، وكتب فى أدب الرحلات، والتاريخ. وترجمت قصصه الموجهة للأطفال إلى العديد من اللغات ومنها: الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والصينية.

وقد حصل «كيلانى» على العديد من الجوائز والتكريمات، ورغم أنه رحل عنا منذ أكثر من ستين عاما، إلا أنه ترك لنا تُراثا مهما من الإصدارات فى الأدب العربى وأدب الطفل على وجه الخصوص.. وعن شروط المسابقة وآخر موعد للتقديم، أضاف عبدالحافظ ناصف أن جوائز المسابقة عبارة عن:. مائة ألف جنيه فى مجال الكتابة، ومائة ألف جنيه فى مجال رسوم الأطفال، كما تُمنح ميدالية برونزية وشهادة تقدير لكل فائز.

ومن شروط المسابقة هى أن تُمنح الجائزة للأدباء والفنانين المصريين العاملين فى مجال أدب وفنون الطفل، عن مجمل أعمال وإنجاز الأديب أو الفنان، على أن يتقدم بنماذج من أعماله بحد أقصى خمسة أعمال فى المجال المُعلن عنه.

ويقدم المتسابق ما يثبت مرور عشرة أعوام على بداية إنتاجه فى المجالات المُعلن عنها، وتقبل الأعمال المرشحة من الأديب أو الفنان بنفسه أو من يفوضه، وليس هناك جهات ترشيح على أن تُعلن النتائج خلال شهر نوفمبر2022 تزامنًا مع أعياد الطفولة، حيث سيقام حفل تكريم الفائزين، ولا يتم استرداد الأعمال المقدمة بعد فحصها. وآخر موعد لتلقى الأعمال 31 من أغسطس 2022.

اقرأ ايضا | قصور الثقافة والقومي للمرأة يواصلون فعاليات تنمية الأسرة بقرى الغربية