اشتهر بنسخ الكتب الدينية وتقديمها إلى الكنائس

الكنيسة الأرثوذكسية تحيي تذكار وفاة المعلم إبراهيم الجوهري

الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية اليوم الخميس بتذكار وفاة المعلم ابراهيم الجوهري وذلك وفقا لما جاء في كتاب السنكسار.

والسنكسار هو كتاب يحتوي علي سير الشهداء والقديسين في المسيحية ، حيث ذكر فيه أنه في مثل هذا اليوم توفي المعلم ابراهيم الجوهري. 

وأطلق عليه لقب سلطان الأقباط، كما دل علي ذلك نقش قديم على حجاب أحد هياكل كنائس دير الأنبا بولا بالجبل الشرقي، والكتابة المدونة علي القطمارس المحفوظ في هذا الدير أيضا.

ولد المعلم ابراهيم في القرن الثامن عشر للميلاد، من أبوين فقيرين متواضعين، وكان اسم والده يوسف جوهري وكانت صناعته الحياكة في بلدة قليوب، وتعلم إبراهيم القراءة والكتابة والحساب في "كتاب البلدة"، واشتهر منذ حداثته بنسخ الكتب الدينية وتقديمها إلى الكنائس علي نفقته الخاصة وكان يأتي بما ينسخه من الكتب إلى البابا يوحنا الثامن عشر البطريرك السابع بعد المائة الذي تولي الكرسي البابوي خلال الفترة من (1769 – 1796 ميلادي).

وجاء في السنكسار : "إنه لفتت أنظار البابا كثرة الكتب التي قدمها إبراهيم الجوهري وكثرة ما تكبده من النفقات في نسخها وتجليدها واستفسر منه عن موارده فكشف له إبراهيم عن حاله فدعى له البابا وتوثقت العلاقات بعد ذلك بينهما".

وأضاف السنكسار: "التحق إبراهيم في بدء أمره بوظيفة كاتب لأحد أمراء المماليك ثم توسط البابا لدي المعلم رزق رئيس الكتاب وقتئذ فاتخذه كاتبا خاصا له واستمر في هذه الوظيفة إلى أخر أيام علي بك الكبير الذي ألحقه بخدمته، ولما تولي محمد بك أبو الذهب مشيخة البلاد اعتزل المعلم رزق رئاسة الديوان وحل محله المعلم إبراهيم فسطع نجمه من هذا الحين، ولما مات أبو الذهب وخلفه في مشيخة البلاد إبراهيم بك تقلد المعلم إبراهيم رئاسة كتاب القطر المصري وهي اسمي الوظائف الحكومية في ذلك العصر وتعادل رتبة رئاسة الوزارة."

وتابع السنسكار، إلى أن إبراهيم رزق بولد وبنت، وحينما اراد أن يزوج ابنه ويدعى "يوسف" توفي قبل الزواج بفترة وكان نقطة فاصلة في حياة "إبراهيم" الذي اتجه إلى تعمير الكنائس ومساعدة الأرامل واليتامى والمساكين وتعزية الحزانى والمنكوبين.

واشتهر بنسخ الكتب الثمينة النادرة وإهدائها لجميع الكنائس والأديرة، وهو أول من سعي في إقامة الكنيسة الكبرى بالأزبكية ولكن عاجلته المنية قبل الشروع في بناء الكنيسة فأتمها أخوه المعلم جرجس الجوهري، وأنشاء كنيسة صغرى باسم الشهيد مرقوريوس أبي سيفين بجوار كنيسة العذراء الكبرى بحارة زويلة، وقام بتجهيز أصناف الميرون –أحد أسرار الكنيسة السبع- ومواده علي حسابه الخاص وأرسلها بصحبة أخيه المعلم جرجس إلى البابا، وقام أيضا بتجديد مباني كنيسة العذراء المغيثة بحارة الروم.

واستكمل السنكسار، أنه حينما انقلب المماليك على بعضهما وحضر لمصر حسن باشا قبطان موفدا من الباب العالي وقاتل إبراهيم بك شيخ البلد ومراد بك أمير الحج اضطرهما للهرب إلى أعالي الصعيد ومعهما إبراهيم الجوهري وبعض الأمراء وكتابهم ودخل قبطان باشا القاهرة واضطهد المسيحيين ومنعهم من ركوب الدواب المطعمة .

وألزمهم بشد الأحزمة وتسلط العامة عليهم فاختبئوا في بيوتهم وكفوا عن الخروج أياما وأرسل يطلب من قاضي القضاة إحصاء ما أوقفه المعلم إبراهيم الجوهري علي الكنائس والأديرة من أطيان وأملاك، وجمع كل مقتنياته واملاكه وقام ببيعها في مزاد علني واستغرق بيعها عدة أيام لكثرتها، قبل أن يتم استدعاء حسن باشا من الاستانة ويعود بعدها كل من إبراهيم بك ومراد بك إلى منصبيهما ودخلا القاهرة في 7 أغسطس سنة 1791 م، وعاد المعلم إبراهيم الجوهري واستأنف عمله وعادت إليه سلطته ووظيفته ولكنه لم يستمر أكثر من أربع سنوات حتى توفي.