صفوت عبدالحليم.. صاحب الإمكانات الهائلة.. وعازف السيمفونيات الراقية

صفوت عبدالحليم
صفوت عبدالحليم

كتب: شوقى حامد

هو هادئ صامت وقور حالم عزوف خجول مؤدب محترم.. اجتمع لصفوت عبدالحليم كابتن الأهلى ومدربه وأحد قيادات جيل العمالقة الذى أحرز العديد من البطولات وحقق الكثير من الانتصارات وأسهم فى مضاعفة الأعداد الهائلة المنتمية له والمتابعة لمبارياته بحثا عن المتعة ورغبة فى تذوق فنيات عالية المستوى.. اجتمع لهذا الرجل مكارم ومخايل قلما أن تتجمع فى شخص عادى، فما بالك به وهو لاعب كرة قدم ومن المفترض أن يتعامل فى أجواء تنافسية حماسية تحتاج للحوارات والنقاشات ويتوفر فى عناصر ساحتها الجرأة والجسارة.

 

 وصفوت عبدالحليم الذى لقبوه بالمايسترو الصغير والدكتور وعازف الألحان والقائد والهادئ والموهوب، من مواليد  التاسع من أكتوبر   ١٩٥١ بمحافظة القاهرة وككل أقرانه مارس الكرة فى الشارع والمدرسة ونصحه أحد من تابعوه بالتقدم لاختبارات الناشئين بالأهلى.. وأسعفته موهبته الأصيلة ومهاراته العالية فى اجتياز الاختبار بعد أن تنبأ له أبو الأشبال كابتن مصطفى حسين بمستقبل فنى رائع على البساط الأخضر، وانضم لفريق الناشئين تحت ١٦ سنة عام٦٣.. ووقعت عيون الخبير المجرى هيديكوتى عليه فضمه إلى الفريق الأول فى أبريل ٦٨ ولم  يكن قد تجاوز الـ١٧ عاما وكانت أولى مشاركاته الرسمية مع الفريق الأول أمام نادى الطيران وفاز فريقه بهدف نظيف.

 

 ولإمكاناته الرائعة استطاع قيادة الأفذاذ من جيله أمثال حسن حمدى والخطيب وعبده ويونس ومختار والشيخ وشطة وجمال عبدالعظيم وعامر وهمام ومبروك وعبدالباقى وإكرامى والبطل، وكان كل هؤلاء يترقبون تمريراته السحرية وتحركاته الرشيقة وتبادلاته الخطيرة التى تجعلهم يصلون إلى المرامى المنافسة من أقصر الطرق، ولم يكن غريبا أن يطلقوا عليه مهندس خط الوسط.. أسهم صفوت عبدالحليم فى تحقيق ثمانى بطولات دورى ممتاز وكانت مشاركاته البطولية بكأس مصر ثلاثا.. ولعب مع الأهلى ١٨ مباراة قمية أمام الزمالك ولم تشهد هذه اللقاءات أى خسارة للأهلى بفضل فنيات صفوت واحتياجه لأكثر من مدافع منافس لمراقبته ومن ثم يسهل على الزملاء هز الشباك..

 

لعب للمنتخب الوطنى لمدة عشر سنوات متصلة من ٧١ إلى ٨٢ وحصل على لقب أفضل لاعب مصرى مرتين موسم ٧٥ وموسم ٧٨ واعتزل فى أبريل ٨٢ واتجه للعمل بالتدريب بعد حصوله على دراسات متقدمة من أكاديمية ليبزج الألمانية ورومانيا، وتولى تدريب الناشئين بالأهلى ثم بالإمارات.. ونــــادى إنبــــى والـــــوحــــدة السعودى ومديرا فنيا لمشـــــــروع الــــــبراعـــم بوزارة الشباب ونادى ألعاب دمنهور وتولى تـــــدريــــب الفـــريق الأول مـــــــــوســــــم ٩0/٩1.. ورغــــــم عــــــزوفـــــه عــــــن الاجتمـــاعيـــــات وابتعـــــــــــــــــــاده عــــــن الصخــــــــب الإعلامى، غير أننى كنت كثيرا ما ألقاه بمقر الجزيرة، وكان دائما على العهد بشوشا باسما متعاطفا، وكان يسعى لإقامة جسور المحبة والمحافظة على الروابط الودودة دون إفراط أو إسراف.. وكما أحب دائما العزوف رحل عن دنيانا إثر حادث حريق منزلى رهيب لم يتمكن من مقاومته لأنه كان قعيدا فى أخريات أيامه.