رشا الجمال: سامية الإتربى لن تتكرر

الإعلامية رشا الجمال
الإعلامية رشا الجمال

كتبت: رضوى خليل

تفاجأ الجمهور بعرض البرنامج الشهير “حكاوي القهاوي” خلال شهر رمضان الماضي، وذلك على شاشة “الحياة”، والذي سبق وقدمته الإعلامية الراحلة سامية الإتربي في ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، في محاولة من ابنتها الإعلامية رشا الجمال استكمال مسيرة نجاح البرنامج الذي كان ولازال أحد رموز البرامج التلفزيونية المصرية.. في السطور التالية تتحدث رشا التي تملك مسيرة في العمل الإعلامي والكتابة والإخراج وتصميم الأزياء والسينوغرافيا المسرحية، عن تجربتها الجديدة، وعن سر الأزياء التي ظهرت بها خلال البرنامج.. والعديد من الكواليس عن “حكاوي القهاوي”.

 

في البداية.. كيف تلقيت ردود الأفعال حول البرنامج مع بداية إذاعته وحتى نهاية عرض الموسم الجديد؟ 

في البداية يجب أن نتحدث عن الشعور بالخوف من تقديم برنامج هو أحد أيقونات البرامج التلفزيونية في مصر، والذي مازال يعيش في عقل وقلب الجمهور منذ 30 عاما، وكان سر نجاح وتألق الإعلامية الكبيرة سامية الأتربي، لكن ما كسر الخوف مع الوقت هو نسب المشاهدة وردود الأفعال الإيجابية، كل ذلك رغم أنه يعرض وسط منافسة كبيرة من المسلسلات المميزة والبرامج الترفيهية.  

 

 كيف تغلبت على شعورك بالخوف من تقديم البرنامج مع أول حلقة؟ 

إصرار شركة الإنتاج التي أثق تماما في جودة الأعمال التي تقدمها،  بالإضافة لشعوري أنني الأصلح لتقديم البرنامج، وذلك بسبب أنني أشبه والدتي الراحلة سامية الأتربي، والشبه ليس في الشكل فقط، بل أيضا في  الأزياء والإكسسوارات، كما أن نشأتي كانت بين الريف والمدن الساحلية، فأمي كانت من ميت غمر بالدقهلية، وأسرة والدي من دمياط، وكنا نقضي الصيف في مدينة رأس البر، وكنت أسافر في طفولتي إلى عزبتنا، منشية الجمال، خاصة في موسم جني القطن، بل وشاركت في جمع العنب، ولدي خبرة كبيرة في التعامل مع كبار السن وذكرياتهم، وأنا حاولت أن أكون في نفس طريقة والدتي الإعلامية سامية الإتربي “الهانم” ذات الأصول الريفية، وللعلم فأن البرنامج عرض علي أكثر من مرة ورفضته، قبل أن أقدمه في النهاية.  

لماذا كنت ترفضين؟ 

الوقت كان غير مناسب لأنني كنت في بداية  مشواري الإعلامي، أي كنت في مرحلة إثبات الذات، بالإضافة أنني كنت صغيرة ولم أكتسب المعلومات والخبرات التي أمتلكها حاليا، فأعتبرته إفلاس شديد لمجرد فكرة أنني بنت سامية الإتربي فقط، وأنني سأعمل وسأصعد “على أكتاف” أمي، لذا  قررت أولا أن أثبت للجميع أنني مذيعة موهوبة، وبالفعل ألتحقت بالعمل في “O tv”، وكنت أول وجه إعلامي يظهر على الشاشة لتقديم افتتاحية القناة في برنامج “مساءك سكر زيادة”، وكانت هذه بداية مشواري مع التقديم، ثم قدمت البرنامج الثقافي “نص ساعة”، ومن بعده برنامج “قوم يا مصري” الذي كانت فكرتة قائمة على تبني الفنانين لمبادرات تنموية. 

 

 ما أكثر ما حرصت عليه في أثناء التحضير للبرنامج؟ 

أنا وشركة الإنتاج حرصنا على نقاط كثيرة، منها أن تكون مدة الحلقة 20 دقيقة بدلا من نصف ساعة، فالمشاهد أصبح أقل صبرا، وأن يكون الإخراج بشكل سينمائي، وأن لا يكون للضيف قصة إنسانية فقط، بل بعد تاريخي، أو “حرفة” و”صنعة” يتميز بها، مثلا هناك شخص يجمع التليفونات وأبنائه يعملون في وسائل الاتصال من حبهم في التليفونات، أو رجل في  شارع العطار بالعتبة يعشق تربية القطط.

 

 لماذ ظهرت بملابس والدتك في “حكاوي القهاوي”؟ 

أرتدي ملابس والدتي دائما، وفي أثناء طفولتي كانت تشتري ملابس تشبه ما ترتديه، وكان لدينا متجر اسمه “حكاوي القهاوي”، وكنت أصمم لها الأزياء، وحاليا لدي علامة تجارية باسم “رشا باشا”، أحاول فيه المزج بين الملابس الشرقية والغربية. 

 كيف كانت كواليس التصوير مع الحرفيين؟ 

كنت مرعوبة من كم الحب الذي ظهر على وجه الضيوف عند الحديث عن والدتي، فهم يتذكرون البرنامج بكل تفاصيله، وكانوا يقولون لي “أنتي طبق الأصل من والدتك.. نفس الصوت والروح والكاريزما.. وحتى التوليفة”، وعلى الرغم من ذلك لم أجد في جمال وكاريزما والدتي، مهما أقنعني من حولي أنني أشبهها، لأنها لم ولن تتكرر.

 

 هل كانت ستسعد بتقديمك لبرنامجها؟ 

أثق تماما إنها كانت ستحب جداً إن مشوارها يمتد من خلال ابنتها، وأن يتذكرها الجمهور، وتشاهد برنامجها الأصلي مرة أخرى، وهي كانت تقول لي دائما، “ما أحبش حد يكون أحسن مني إلا ولادي.. أحب أخواتي وأصحابي يكونوا زي وليس أحسن مني.. ما عدا أولادي”، وهذا كان بسبب طموحها الكبير، لذلك أعتقد أنها كانت ستفرح بالنجاح الذي حققته، وردود الأفعال التي فاقت توقعاتي، لكن سامية هانم الإتربي هي الأفضل بكثير.

 كيف كانت ذكرياتك مع البرنامج؟ 

والدتي حينما كانت تشتري من بائع سواء “عطارة، أنتيكات، حرف يدوية” وغيرها، تسجل معه في البرنامج، وعندما ذهبت إلى حي العطارين تقابلت مع أصدقاء لها، واسترجعت ذكرياتهم معها، وكان عمري 17 عام حينما ذهبت معها للمرة الأولى لتصوير البرنامج.

 هل ورثت منها حب الأنتيكات؟ 

دراستي التي اخترتها بإرادتي في الفن والعمارة الإسلامية داخل الصميم العربي، ومشروع عمري خاص بفئة الصنايعية وأصحاب فن الحرف اليدوية وفناني الخيامية والأويما الدمياطي، وعملي مع هؤلاء – النجوم - أمتد لأكثر من 15 سنة تقريبا، وكثير منهم يعرف أمي جيدا، وأول أنتيكات قمت بشرائها كان مكتب أرابيسك ثمنه 135 جنيه، وفازة ورد ثمنها 35  جنيه، وبالتأكيد مع الوقت الفازة اتكسرت، والمكتب سوس، وكان أأتعس يوم في حياتي.  

 من تتابعين إعلاميا؟ 

منى الشاذلي، لأنها كانت زميلة في الدراسة الجامعية، وعلى المستوى الشخصي أحبها، وللعلم فهي تتحدث الفصحى منذ أيام الجامعة، أتابع أيضا الإعلامي إبراهيم عيسى، خاصة عند حديثه عن التاريخ والقضايا الدينية وذاكرة السينما، وبالتأكيد المبدعة دائما إسعاد يونس. 

 هل هناك فكرة برنامج ترغبين في تقديمها؟

أركز حاليا في تقديم برنامج “حكاوي قهاوي”، لأنه مستمر حتى بعد شهر رمضان، فالحفاظ على نجاح عمل بعينه أمر يحتاج إلى تركيز شديد، لكن لو كان لدي وقت فراغ بالتأكيد أتمنى تقديم برنامج مثل “أوبرا”، أو برنامج توك شو ضخم يستضيف نجوم وشخصيات عامة من كل أنحاء العالم.

ماذا عن مشروعك فرقة “المسرح الخطير”؟ 

المشروع تضمن 6 مسرحيات مختلفة وقصيرة، قدمتها على مسرح “الفلكي” بـ”الجامعة الأمريكية”، ومن تأليفي وإخراجي، ويضم ممثلين رائعين، منهم وجوه شاركت في برنامج “الدوم”، وعرضنا العام الماضي مسرحية “هنا القاهرة”، وسنعرضها في أكثر من مكان خلال الفترة المقبلة، وأنا أسعى لتقديم عرض كل عامين، لأن المسرح “يفترس الوقت”.

 أخيرا.. ماذا عن ذكرياتك مع والدتك الإعلامية سامية الإتربي وخالتك الاعلامية سهير الإتربي؟ 

الذكريات كثيرة وتحتاج لصفحات كثيرة، لكن أتشرف أنني من هذه العائلة، وأنني تربيت في منزل سامية الإتربي، وتعلمت منها كيف أكون سيدة قوية  وناجحة في المنزل والعمل، ولا يمكن أن أنسى وجودي داخل مبنى  “ماسبيرو” منذ طفولتي، حيث كنت أعيش مع “هوانم ماسبيرو”، أمثال والدتي وخالتي والجميلة سلمى الشماع والقديرة نجوى إبراهيم والأستاذة سناء منصور، والتي تدربت على يدها، بينما كانت “ماما نجوى إبراهيم”  تذاكر لي دروس التاريخ واللغة العربية، تلك كانت “روح ماسبيرو”، روح الأسرة الواحدة، كل هذا كان في “استديو 6”، الأستديو الرئيسي في “ماسبيرو”.