فكرتي

الاعتماد على النفس

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

عين ابنه الوحيد فى شركة يرأسها. غمره بالعلاوات والترقيات. اختار له ابنة صديقه ليتزوجها. بهره جمالها وشخصيتها وأخلاقها. بعد فترة اختلف الصديقان ووصل الخلاف بينهما إلى الضرب والسباب!

حاول الابن والابنة أن يصلحا بين الأبوين، لكنهما رفضا .. وزاد الأمر استفحالا عندما طلب الأب من ابنه أن يفسخ الخطبة، ورفض الابن. فسأله الأب غاضبا: ألا تحب أباك؟ فأجاب الولد: طبعا أحبه، ولكنى أحب خطيبتى وهى تحبني. فطرده الأب من البيت ومن الشركة.

روى الشاب لخطيبته ما حدث، فقالت له الفتاة: إننى أحبك ولن يتغير موقفى منك وأنت فقير. ورحب به أيضا والدها، وقال : إننى أختار لابنتى رجلا ولا أختار مليونيرا.. وعرض عليه أن يساعده ولكنه رفض ليعتمد على نفسه. وجد وظيفة فى الصحراء الغربية بعيدا عن العمران، بعد بحث طويل. عاش عيشة صعبة مع زوجته فى البداية.

لكنهما تحملا كل الصعاب التى واجهتهما. لم تشكو الزوجة الشابة لأبيها يوما، ولا صرخت أو طلبت أن تعود إلى العز والجاه السابق. لم يتدخل أبوها أبدا فى حياة الزوجين، وتركهما يعيشان الحياة التى اختاراها. وكان الحب والتفاهم والتضحية طريقهما إلى النجاح فى الحياة.
بعد خمسة عشر سنة، دق التليفون فى مكتب أبو الشاب، وقالت له السكرتيرة إن المتحدث رئيس مجلس إدارة شركة كبيرة أخرى. ورفع الأب السماعة، وعندئذ سمع صوت ابنه!