سفير الاتحاد الأوروبي يكتب: ندافع عن كوكبنا في يوم أوروبا وما بعده

السفير كريستيان بيرجر
السفير كريستيان بيرجر

بقلم: السفير كريستيان بيرجر

رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر

يشهد يوم 9 مايو من كل عام الاحتفال بيوم أوروبا، إلا أننا هذا العام خصصنا شهر مايو بأكمله ليكون شهر "الاتحاد الأوروبي في مصر" من خلال سلسلة من الفعاليات التي ينظمها وفد الاتحاد الأوروبي ودول الاتحاد الأعضاء في القاهرة والإسكندرية وعلى الإنترنت كما أطلقنا حملة توعية عن المناخ من خلال سلسلة من الفيديوهات لدول الاتحاد الأوروبي السبع وعشرين استعدادا لمؤتمر المناخ السابع والعشرين.

لكن ما الذي يميز يوم أوروبا؟.. إنه يذكرنا بأفكار ملهمة لقادة أوروبيين أمثال روبرت شومان لإنشاء اتحاد راسخ الجذور لدول أوروبا ذات السيادة وإنهاء ألفية من الحروب وسفك الدماء بين الشعوب الأوروبية. ولقد آذنت هذه الخطة، والمتمثلة في إعلان 9 مايو من عام 1950، بميلاد مشروع سلام فوق العادة بعد خمسة أعوام ويوم واحد من انتهاء الحرب العالمية التي تسببت في المعاناة والدمار بحجم غير مسبوق في أوروبا ومتخطيةً الحدود الأوروبية لمدى بعيد. وهو الإنجاز الذي منح الاتحاد الأوروبي جائزة نوبل للسلام في عام 2012.

إلا أننا صدمنا وجزعنا بعودة الحرب الشعواء لأوروبا في 24 فبراير من هذا العام، حيث وجدت جارتنا أوكرانيا، وهى دولة مستقلة ذات سيادة، نفسها في مواجهة عدوان شرس غير مبرر مما اضطر ملايين المدنيين الأبرياء للفرار من بلادهم وأودى بحياة الكثيرين وعرض الكثيرين إما للتشوه أو الاغتصاب و التيتم. فالحرب الروسية تسبب ألماً ودماراً تعجز الكلمات عن وصفهما ناهيك عن أثرها البالغ على الاقتصاد العالمي الذي مازال يعاني من آثار الجائحة. والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء يساندون أوكرانيا.

كما أننا نساند شركائنا المتأثرين بهذه الحرب، فالاتحاد يعمل على تقديم الدعم المالي لدول المنطقة وخاصة تلك المتأثرة بانقطاع إمدادات الحبوب وذلك من خلال "مرفق الغذاء و القدرة على الصمود". وبالنسبة لمصر، يصل حجم المساندة المالية المقدمة إلى 100 مليون يورو ويأتي ذلك مباشرة بعد الدعم الأوروبي المقدم لمواجهة جائحة كورونا بإمدادات أوروبية تصل إلى ملايين الجرعات من اللقاح المقدمة لمصر حتى الآن. ويغطي تعاوننا الحالي ملفاً فاعلاً تتخطى قيمته مليار يورو على هيئة منح وقروض واستثمارات في كافة مناحي الحياة في مصر، آملاً أن يفيد الناس في أنحاء البلاد بالتماشي مع رؤية مصر 2030.

إن العام 2022 عام مميز، حيث مرت خمسة عقود منذ شهد المتوسط بداية التعاون الوثيق بين شاطئيه الشمالي والجنوبي، كما مرت 45 عاما على بداية شراكتنا مع مصر. فقد وضعنا معاً أسس الروابط الوثيقة في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والتواصل بين الشعبين الأوروبي والمصري. فنحن شركاء استراتيجيون وسيشهد عام 2022 المزيد من الزيارات رفيعة المستوى إلى جانب "أولويات شراكة" جديدة لتكون دليلا لنا في تعاوننا.

بالإضافة إلى ذلك فإن العام 2022 هو عام الشباب في أوروبا وهو عام المجتمع المدني في مصر، كما ستستضيف مصر المؤتمر العالمي للمناخ السابع والعشرين في 2022 أيضاً، وهو مؤتمر دولي كبير يتناول أزمة المناخ. وبهذا يصبح الشباب والمناخ هما أهم الموضوعات في احتفالات الشهر الأوروبي. وعلى الرغم من أن تاريخ مصر العريق يعود لآلاف السنين، إلا أن شعبها شعب فتي، فيذكرنا شبابنا كل يوم أننا لم نعد ننعم برفاهية الوقت وأنه قد آن الأوان لإنقاذ كوكبنا. وبالنسبة لنا كفريق أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي الأعضاء والمؤسسات والبنوك الأوروبية، فإننا متحدون من أجل المناخ، كما أننا ملتزمون بالعمل مع حكومة مصر و شعبها ليكون كوكبنا آمناً و لينعم بالسلام في يوم أوروبا و كل يوم.