آخر كلام

أبو العُريف

أحمد هاشم
أحمد هاشم

يمثل « أبو العريف « أحد أخطر المشاكل التى تواجه المجتمع المصرى، خاصة مع انتشار التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي،  « أبو العريف» عليم ببواطن الأمور، وخبير فى جميع مجالات الحياة رغم أنه لم يدرس المجال الذى يفتى فيه أو يتحدث عنه، لا يتوقف فى فتاواه وتحليلاته سواء كانت فى الاقتصاد أو السياسة أو الرياضة.. أو حتى الدين..

وأحيانا يكتب فى النقد الفني، والأخطر أن البعض يقوم باعادة نشر هذه الفتاوى والهراءات بحسن نية، أو عن عمد.


يوم الأربعاء الماضى أعلن جيروم باول رئيس البنك الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزي) أن الزيادات الإضافية فى أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس على طاولة الاجتماعات القادمة، مشيرًا إلى أنه لا يزال التضخم أعلى بكثير من هدف البنك البالغ 2%، حيث قرر مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى رفع معدلات الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو أكبر رفع للفائدة بالولايات المتحدة منذ عام 2000، وذلك بهدف كبح الضغوط التى يتعرض لها اقتصاد البلاد بسبب معدلات التضخم المتزايدة وتراجع فائدة السندات الفيدرالية، وهى الخطوة التى يعتبرها أغلب خبراء الاقتصاد بأنها تاريخية.


عقب اعلان القرار بدقائق فى وسائل الاعلام العالمية، نشر الكثيرون من نوعية « أبو العريف» آراءهم وتحليلاتهم لقرار الفيدرالى الأمريكي، وتأثيره على الاقتصاد المصري، وتوقعاتهم لتراجع الجنيه أمام الدولار بسبب هذا القرار، بل ان بعضهم أفتى بأن البنك المركزى سيعقد اجتماعا استثنائيا خلال عطلة عيد الفطر لبحث رفع الفائدة، بل إن البعض تمادى وحدد النسبة التى سيعلنها البنك المركزى فى اجتماعه الاستثنائي، وكذلك مقدار انخفاض الجنيه أمام الدولار خلال الأيام القادمة بسبب هذا القرار.


«أبو العريف» يمثل خطرا داهما على المجتمع المصري، لأنه ينشر الجهل والتخاريف والاشاعات، خاصة انه لا يوجد من يحاسبه أو يردعه، أو حتى يستطيع تصحيح ما ينشره من جهل، لأن الكثيرين يعيدون نشر مايقرأونه أو يشاهدونه على مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يتأكدوا من صحة أو دقة ما ينشرونه.