35 عاماً ومازال لغز انتحار «داليدا» غامضاً

عمر الشريف وداليدا كلاهما انطلق للعالمية من مصر
عمر الشريف وداليدا كلاهما انطلق للعالمية من مصر

كتبت المطربة العالمية «داليدا» - المولودة بحى شبرا - نهاية دراماتيكية لحياتها فى 3 مايو 1987 بتعاطى كمية كبيرة من الحبوب المهدئة، وكان لها سابقة انتحار تم إنقاذها منها بعدما انتحر خطيبها نجم الغناء الإيطالى «لويجى تتكو»، وبعد إعلان وفاتها فى الصحف الفرنسية، تلاحقت الأسئلة فى بحر من الح بصيغة: «لماذا؟»، وبرغم مرور 35 عاما على رحيلها لم يصل أحد لحل لغز انتحارها وهى فى قمة تألقها، وتكاد تكون المطربة العالمية الوحيدة التى غنت أكثر من 1000 أغنية بالعربية والإيطالية والعبرية والفرنسية واليونانية واليابانية والإنجليزية والإسبانية والألمانية، وكل ما قيل من تبريرات لأسباب انتحارها مجرد تكهنات، لأنها تركت رسالة بخط يدها تقول فيها «لم أعد أحتمل الحياة.. فاغفروا لى» !

إقرأ أيضاً | داليدا خليل تحتفل بعيد الحب على تويتر

لماذا لم تعد تحتمل الحياة وهى التى قالت فى حوار صحفى: «أتمنى أن أقف على المسرح وأغنى حتى أصل إلى سن الثمانين من عمرى، وأنا لا أعترف بالشيخوخة والسن مادمت قادرة على الغناء والاحتفاظ برشاقتى»، بالتالى فمن المستبعد أن تكون انتحرت خوفا من تقدمها فى العمر، لابد أن يكون هناك سبب آخر، فمثلا قالت صديقتها «جاكلين بيتشال» التى أصدرت عنها كتاباً بعنوان «داليدا» قالت فيه إنها اعترفت لها بأنها عاشت قصة حب سرية فى نهاية السبعينيات مع «فرانسوا ميتران» الذى أصبح فيما بعد الرئيس الفرنسى، وأشارت إلى أن تهرب ميتران بعد توليه الرئاسة ترك فى نفسها جرحاً كبيراً عندما طلب منها ألا تتحدث عن علاقتهما، وقالت إنها صدمت فى آخر قصة حب عاشتها مع الطبيب «فرانسوا نودى»، وأكد شقيقها ومدير أعمالها «أورلاندو» أن «حال شقيقته انقلب رأساً على عقب بعد فشل علاقتها مع هذا الطبيب، وسبق لها أن تلقت صدمة انتحار صديقها «مايك برانت» الذى جعلته مغنياً معروفاً، وصدمت فى انتحار صديقها الفنان «ريتشارد شانفرى» الذى شاركها فى حفلاتها، ولهذا قال المقربون منها إنها عانت من اكتئاب مزمن أكده شقيقها بقوله: «كانت شقيقتى تعيسة منذ طفولتها، وثمة أمور دفعتها إلى الإقدام على ما لا يمكن التراجع عنه».

وقد وصفت وكالات الأنباء الليلة الأخيرة فى حياة داليدا من خلال المقربين منها فقالت إنها ودعت معجبيها فى آخر لقاء بعبارة «مهما فعلت.. سامحونى»، وكعادتها قبل النوم، سرحت شعرها، وأزالت الماكياج، ارتدت بيجامتها البيضاء لم تكن تنام فى العتمة التى تخاف منها، وللمرة الأولى والأخيرة، أطفأت الأنوار ونامت للأبد بعد أن تناولت جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، وعند اكتشاف الوفاة وجدوا بجوارها ورقة بخط يدها تقول فيها «الحياة لم تعد تحتمل.. سامحونى»، ماتت داليدا كما اختارت لنفسها، وودعها الشعب الفرنسى من كنيسة «مادلين» بقلب باريس على مقربة من ميدان الكونكورد الذى تتوسطه المسلة المصرية، وحضر الجنازة «جاك أتالى» المستشار السياسى لصديقها الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران، وممثل لرئيس الوزراء، ووزير الثقافة «جاك لاج»، والسفير المصرى فى باريس، والمخرج العالمى كلودلولوش، وإيدى بركلى مكتشف داليدا،والمخرج يوسف شاهين الذى صرح للصحف العالمية بأن داليدا كانت تفخر دائمًا بمصريتها أمام الجميع، وتم دفنها فى مقبرة «مونمارتر»، وصنعت لها الحكومة تمثالاً على قبرها بالحجم الطبيعى، وتمثال نصفى من البرونز وضع فى الساحة التى حملت اسمها وبها البيت الذى عاشت فيه، وتركت داليدا خلفها 30 جائزة حصلت عليها من «فرنسا - إيطاليا - البرازيل - إسبانيا - بلجيكا - ألمانيا - تركيا» وأبرزها جميعا «الأسطوانة الماسية» التى كانت أول مطربة عالمية تمنح لها .