أمس واليوم وغداً

قرارات 26 أبريل التاريخية

عصام السباعي
عصام السباعي

لاتوجد أجندة جاهزة للعمل السياسى، ولكن توجد أولويات تحتاج إلى قرار مناسب فى التوقيت المناسب، ويوما ما قبل سنوات ليست بالبعيدة كان الأمن هو الهاجس الأول للجميع، كانت الدولة شبه دولة فى أعقاب أحداث 2011 وحتى 2013، وكان ما وصلنا إليه من تردٍ أمنى كان مقصودا ومخططا له، وزاد عليه ذلك الإرهاب الذى كشف عن وجهه القبيح بعد أن أزاحت ثورة  الشعب المصرى فى 30 يونيو مصدر التردى وسبب الغمة، وكانت الأولوية لاستعادة الأمن والاستقرار بفضل رجال الجيش والشرطة وتضحياتهم التى لا تقدر بثمن، وتبعها البدء فى خطط واعية وملهمة للإصلاح فى كل المجالات نجحت فى تحقيق البنية الأساسية الاقتصادية والاجتماعية، وهى لصيقة الصلة ومتلازمة للاستقرار الأمنى للمواطن والوطن، وجاءت القرارات الأخيرة للرئيس عبدالفتاح السيسى التى أعلنها فى إفطار الأسرة المصرية فى التوقيت المناسب وفى السياق العالمى والإقليمى، وبما يتناسب مع الثوابت الوطنية.

القرارات التى أعلنها الرئيس السيسى تاريخية بكل ما تحمله تلك الكلمة من معان علمية لذلك المصطلح، وجاءت فى محطة وطنية فارقة، وفى موعدها كحلقة من حلقات وتروس العمل الوطنى المتصلة، ولست هنا فى مجال تعديد القرارات، ولكن فى تحليل مقاصدها وأهدافها، فهى متنوعة فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعمل على تدعيم وتعظيم الدور الاستراتيجى للقطاع الخاص، والبورصة وسوق المال وهو مايتطلب بالضرورة مراجعة نشاط هيئة الرقابة المالية، وإرساء البنية الأساسية لجذب الاستثمار المباشر، وتعظيم دور المجتمع المدنى، وكذلك وضع آلية مرنة للحوار السياسى على أسس رشيدة بحيث تصب مباشرة عند للرئيس، وخاصة ما يتعلق بأولويات العمل الوطنى خلال المرحلة الراهنة، لأن الوطن للجميع ويسع كل الآراء ويسمح بها بما يحقق المصالح الوطنية العليا.

نحن نعيش هذه الأيام التطبيق الفعلى للجمهورية الجديدة التى تحتضن كل المصريين بلا تمييز وبدون تفرقة، وتقوم على أساس المصارحة والمكاشفة والحوكمة واحترام المواطن وحقوق المواطنة وتعزز من قيمة العامل فى كل مجال، ومن قدر الزراعة والمزارع وتفتح للصانع آفاق العمل والنمو والتوسع، بما يحقق الهدف الكبير، زيادة الإنتاج والتصدير والوفاء بالاحتياجات وتوفير فرص العمل، وتراعى معايير العدل والكرامة وجودة الحياة للجميع.

نعم هى قرارات 26 أبريل التاريخية والتى سيسجلها المؤرخون ويتابعونها ، كما سجلوا  تواريخ أخرى مثلت نقاطا محورية فى صعود مصر الجديدة فى مؤشرات جودة الحياة والحياة الكريمة، والنجاح مرهون ومرتبط بالعمل والعرق والعلم والتخطيط والمشاركة، مرهون بكل واحد فينا أن يؤدى مهمته ووظيفته بأمانة وإخلاص وتجرد ووعى ووطنية.
حفظ الله مصر والمصريين.

بوكس

وحدة المصريين هى الضربة القاضية لأعداء الوطن.