«الاختيار» يتصدرl الرابحون والخاسرون فى السباق الرمضانى

مسلسلات رمضان
مسلسلات رمضان

ريزان العرباوى

أيام قليلة وينتهى الشهر الفضيل ويسدل الستار على فعاليات السباق الدرامى الرمضانى, لتصبح الكلمة النهائية للجمهور والنقاد, لكن إصدار الحكم النهائى لم يكن هينا أمام الكم الهائل من الأعمال التى تجاوز عددها الثلاثين عملا, إلا أن هناك من استطاع أن يثبت نفسه بقوة ويحقق عوامل الجذب المطلوبة لأعمال مكتملة العناصر الفنية, تدرج الرسم البيانى للنتيجة النهائية بين من تمكن للوصول للقمة، ومن ترك أثره وصولا لمن أخفق وخرج مبكرا, ولم تختلف كثيرا اختيارات النقاد عن الجمهور حيث انتصر الإثنان للعمل الجيد فنيا الذى تمكن من خوض السباق بضراوة دون أن يحيد عن المضمار ليتسلم وسام النصر عند خط النهاية, فكانت الصدارة لمسلسل “الاختيار3” بمنافسة مسلسل “جزيرة غمام”.. وفى السطور التالية تفاصيل أكثر عن الرابحين والخاسرين فى السباق الدرامى وأسباب ونقاط الضعف.

 

للعام الثالث على التوالي يتمكن مسلسل “الاختيار” من تحقيق الصدارة والمحافظة على مكانته وقدرته على جذب الجمهور وإشادة النقاد, وتقول الناقدة ماجدة موريس: “عند تقييم الأعمال الدرامية لهذا العام علينا أن نضع مسلسل “الاختيار” فى منطقة منفصلة, لاختلاف المحتوى والمعالجة الدرامية التى يقدمها فهو يحتل منطقة خاصة وشديدة الأهمية, لتجسيده واقع الحياة التى عاشها الشعب المصرى فى فترة معينة, من خلال عمل وثائقى درامى يكشف لنا الحقائق والخبايا والأسرار وما كان يدور خلف الجدران, فكشف لنا أمور وأحداث لم نكن نعلمها من مخططات الإخوان واعتصام رابعة وما يحدث فى سيناء وما يحدث داخل القصر الجمهورى, لذلك أعتبره من الرابحين فقدم إضافة فنية جديدة وجرعة من المعلومات والوعى”.

 

وتضيف: “وإذا تطرقنا بالحديث عن مسلسل “العائدون” هو أيضا عمل مهم ولكن يختلف عن الاختيار فى مسألة وضوح الرؤية وفى نفس الوقت لا يشبه الأعمال الدرامية الأخرى لطبيعة المحتوى ووجود محاذير وتحفظ فى بعض الأمور لدواعى أمنية والحرص الشديد على ما يقال وكل حركة وحوار, وهو ما يفرضه طبيعة العمل فى المخابرات, فيقدم خطط المخابرات فى تتبع الجماعات الإرهابية، وهذا التتبع نفسه طويل والوضوح فيه قليل لكنه عمل ممتع يندرج فى قائمة الرابحين”.

 

وتتابع: “هناك أيضا مسلسل “بطلوع الروح” الذى يعرى تماما المخططات الإرهابية لتنظيم داعش وغايتهم فى استقطاب الشباب وتجنيدهم فى العمليات الإرهابية, وبالنسبة لأداء الفنانين بشكل عام فالجميع قدم أداء قويا ومبارة تمثيلية رائعة سواء منة شلبى أو إلهام شاهين وأحمد السعدنى وباقى فريق العمل حتى الأدوار الثانوية”.

 

وتمضى قائلة: “من جانب آخر كنا على موعد مع مبارة تمثيلة من نوع مختلف وتجسيد لفلسفة الخير والشر من خلال مسلسل “جزيرة غمام” ذلك العمل الرائع الذى يلجأ للتاريخ ليقدم اسقاط على الواقع بفلسفة حياتية روحانية, فقدم لنا الكاتب عبد الرحيم كمال سيمفونية فنية مكتملة العناصر مع شخصيات واضحة البناء الدرامى, وتجسيده للشر من خلال شخصية خلدون ذلك الشرير المتلون الذى قدمه طارق لطفى وبرع فى أدائه بحرفية شديدة وفى المقابل نجد السلام النفسى والطيبة والخير من خلال شخصية أحمد أمين الذى أعاد تقديم نفسه للمجتمع الفنى ومجتمع المشاهدين أيضا ليثبت أنه يستحق لقب فنان عن جدارة، وبالنسبة لمسلسل “فاتن أمل حربى” فهو يعتبر من الأعمال الاجتماعية المهمة, حيث ألقى الضوء على قضية تخص كل المطلقات فى مصر بالرغم ما تعرض له من هجوم وعدم الرضا الذى ظهر من قبل بعض الرجال الذين يمثلهم سيف الدين الدندراوى ومن يعتبر المرأة قطعة أثاث تباع وتشترى.وتضيف: “”أرى أن تجربة مسلسل “راجعين ياهوى” تجربة موفقة وفكرة احياء أعمال الكتاب الراحلين فكرة جيدة جدا ومهمة خاصة لكاتب كبير مثل أسامة أنور عكاشة, قدمها لنا الكاتب محمد سليمان عبد المالك بشكل جيد جدا مع فريق عمل ممتاز وأداء تمثيلى رائع سواء لخالد النبوى, أحمد بدير, سلوى محمد على كذلك أنوشكا ووفاء عامر. 

 

وتتابع قائلة: “هناك تجربة فريدة من نوعها تندرج أيضا ضمن قائمة الرابحين لمسلسل “مين قال” واتجاه الدراما لإلقاء الضوء على مشاكل الشباب والمراهقين, وهذا العمل توقف عند مشكلة حقيقية نواجهها منذ سنوات طويلة وهى من يختار مستقبل الابناء, وإن كان فى العمل انحياز بطئ للابن والجيل الجديد ولكنه فى المجمل دراما جيدة جدا، ومن الممثلين الموفقين أيضا هذا العام, أحمد مكي وعودة الجزء السادس من مسلسل “الكبير قوى” ويعتبر هذا الجزء أفضل من الجزء الخامس والرابع الذى وصل لمرحلة التكرار والإفلاس فى المحتوى ليعود هذا العام بأفكار جديدة وكوميديا ناضجة واكتشاف مواهب فنية جديدة, ولكن مهما طالت الأجزاء لابد وأن يقف عند حد معين للخروج من الشخصية وتقديم مشروع مختلف، ومن الشخصيات المميزة على الصعيد الفنى روبى, فهى ممثلة موهوبة جدا تمتلك جاذبية خاصة وتدفق فى الأداء حتى عندما خاضت تجربة الإعلانات كان إعلان مميز ومبهج”.

 

وتقول: “وإن انتقلنا بالحديث لقائمة الخاسرين, أعتقد أن مسلسل “انحراف” لروجينا هذا العام لم يكن موفقا, فمسألة الحرص الزائد على الغموض الشديد مع قتامة الصورة جعل المشاهد ينفر من العمل ليبحث عن بدائل, أيضا مسلسل “وجوه” لحنان مطاوع لم أستطع اكمال الحلقات بالرغم من أنها ممثلة موهوبة وقدمت أداء غاية فى الروعة والاتقان ولكن قتامة الصورة ظلم العمل وكأن الغموض من المفترض أن يأتى من سواد الصورة، ومن الأعمال التى لم أنجذب للمتابعتها أيضا مسلسل “ المداح” ومسلسل “يوتيرن”، مضيفة عندما يتسلل الشعور بالملل لدى المشاهد وعدم الرغبة فى اتمام عملية المشاهدة فهو دليل على ضعف الكتابة وفقر الفكرة والابداع أما العمل الذى يتمكن من جذب المشاهد منذ الحلقة الأولى، ويستمر على هذا المنوال طوال الحلقات دون أن يسقط فى المنتصف فهو عمل مكتمل الأركان.

 

مناصفة النجاح

تتفق الناقد عزة هيكل فى الرأى حول مسلسل “جزيرة غمام” وعودة مسلسل “الكبير”, وتقول: استطاع مسلسل “جزيرة غمام” أن يحقق مردودا جيدا جدا لدى الجمهور ويتصدر المركز الأول فى السباق، كذلك مسلسل “الكبير قوى” الذى تمكن من كسر الحوارات المكررة، وقدم اسكتشات كوميدية الحوار فيها بطل يستحق الاشادة, أيضا قدم عمرو عرفة وهالة خليل عملا ممتازا فنيا, وتمكن مسلسل “راجعين يا هوى” من دخول السباق وإن كنا ننتظر الأفضل لذلك فهو يأتى فى مرتبة متأخرة بعض الشئ, مسلسل “سوتس” تجربة جيدة جدا حافظ على رتمه منذ الحلقات الأولى دون ملل”.

 

وتتابع: “مسلسل” فاتن أمل حربى” مسلسل جدلى وكنت أفضل أن يتم اختزال الحلقات إلى سبع حلقات مكثفة, أعتقد أنه كان سيحصد نتائج أفضل, ويعاب عليه الصوت العالى وتقديم صورة ابتعدت قليلا عن شخصية المطلقة وأبعادها النفسية, فالمطلقة لا تتحلى بهذا القدر من القوة ولا يمكن انكار تعرضها للانكسار ليس من الرجل ولكن من الظرف نفسه فالكاتب هنا كأنه استحضر شخصية رجل فى هيئة امرأة”.

 

وتقول: “أما الإخفاق هذا العام كان من نصيب مسلسل “المشوار” لمحمد رمضان, لضعف السيناريو والحوار وافتقاده للحبكة الدرامية, مسلسل “وجوه” أيضا للأسف خرج من السباق بالرغم من أن حنان مطاوع ممثلة رائعة, وينضم للقائمة مسلسل “انحراف” لروجينا أما مسلسل “دنيا تانية” لليلى علوى فلا استطيع القول أنه خرج تمام من السباق ولكن كنا ننتظر الأفضل، “بيت الشدة” عمل سئ جدا, أخطأ صناعه فى اختيار توقيت العرض, ففكرة العمل القائمة على السحر واستحضار الجن لا تتوافق مع أجواء وروحانيات الشهر الفضيل نفس الكلام ينطبق على مسلسل “المداح”، إضافة إلى أن جملة مستوحى من أحداث حقيقة أصبحت اكلشية أجوف ليس له معنى، فما يقدم تحت هذا الشعار ليس له علاقة بالواقع, وليس من المنطق أن أستيقظ يوميا على حادث أو مصيبة مختلفة ومثال على ذلك مسلسل “ملف سرى” هذا العمل بدأ بداية موفقة جدا، ولكن فجأة ودون أى مقدمات أو مبررات درامية تحول إلى فيلم هندى مع الاعتماد على الصدفة فقط لتبرير الأحداث.

 

إعادة اكتشاف

يرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن هناك مجوعة من الأعمال والشخصيات الدرامية أعادة اكتشاف بعض الفنانين ومنهم طارق لطفى, ياسر جلال, خالد الصاوى, شريف سلامة, أحمد أمين, رياض الخولى ومنة شلبى, ويقول: “هناك عدد ضخم من الممثلين هذا العام أثبتوا أنهم نجوم بمعنى الكلمة, ومؤكد عندما يجسد الفنان شخصية تحتاج الى درجة كبيرة من الضبط والربط الابداعى كشخصية الرئيس عبد الفتاح السيسى التى قدمها ياسر جلال وشخصية خيرت الشاطر التى جسدها خالد الصاوى والتمكن من اداء تلك الشخصيات دليل على براعة الممثل، أيضا أحمد أمين وطارق لطفى وتجسيد الصراع بين الخير والشر من خلال نص عظيم للكاتب عبد الرحيم كمال، واستطاع مسلسل “الاختيار” أن يحتل الصدارة, ويأتى فى مقدمة الأعمال الناجحة وتقديم جرعة من الجانب التوثيقى ومع مفاجأة جديدة كل حلقة, أما “جزيرة غمام” فقد راهن عبد الرحيم كمال على الإنسان عموما, فقدم تحليل للنفس البشرية بكل أنماطها”.

 

ويتابع: “من الأعمال الجيدة أيضا مسلسل “بطلوع الروح”, ومسلسل “العائدون” الذى يفتح ملف المخابرات، وهو ملف غاية فى الأهمية تحت قيادة مخرج يفهم جيدا فى أبعاد الصورة وكل حركة وإيمائة، أحمد مكى قدم إضافة كبيرة بعودة مسلسل “الكبير قوى”, فتمكن من خوض المنافسة بنجاح، أما مسلسل “مين قال” فهو تجربة جديدة لها هدف اجتماعى، وإن كانت نقطة الضعف الوحيدة فى العمل أداء جمال سليمان وعدم تمكنه من اللهجة المصرية، نجح أيضا مسلسل “سوتس” فى تقديم تجربة وفكرة جديدة بعمل به جهد كبير، ومشكلة مسلسل “ملف سرى” أنه يعرض وسط كم كبير من الأعمال فخفت نجاحه، وأرى أن هذا العمل سينال حقه عند عرضه خارج السباق، يسرا قدمت هذا العام تجربة مختلفة وتقمصت الشخصية بشكل جيد جدا خلال مسلسل “أحلام سعيدة، أما ليلى علوى فقد ظلمها النص والإخراج فى مسلسل “دنيا تانية” نفس المشكلة نجدها فى مسلسل “المشوار” الذى عانى من سيناريو وحوار هزيل”.

ويتابع: “ينضم إلى قائمة الخاسرين كل من مسلسل “رانيا وسكينة” و”شغل عالى” و”يوتيرن”، فما زالت ريهام حجاج تعانى من فكرة تفصيل العمل وتوجهها الفكرى أنها تستطيع التحكم فى كل كبيرة وصغيرة”.