فى المليان

إفــطار الأســرة المـصـريـة يـقـود للـحـوار الـوطـنـى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

شهدت الأيام العشر الأخيرة من شهر إبريل الحالى نشاطاً مكثفاً ومتنوعا على كافة الأصعدة للرئيس عبد الفتاح السيسى .. وهذا الأمر يلاحظه العامة من الناس ويشعرون بمدى الجهد الذى يبذله راعى الأسرة المصرية دون كلل أو شكوى ..

إنه يعشق أن يتحرك فى اليوم من الفجر حتى ما بعد منتصف الليل .. 


ولعل حفل الإفطار الجماعى الذى أعاده الرئيس للأسرة المصرية بعد توقف عامين بسبب جائحة كورونا مساء الثلاثاء الماضى ، وما دار فيه من حوارات من القلب بين القائد ونخبة من ممثلى شعبه يتصدرهم الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وبمشاركة العديد من الرموز الوطنية ورجال الدولة والمواطنين من كافة محافظات مصر ومنهم عدد من رموز المعارضة الوطنية تقدمهم حمدين صباحى والكاتب الصحفى خالد داود فى إشارة واضحة الى الإتجاه الحقيقى للجمهورية الجديدة وملامح المرحلة القادمة التى تؤكد أن الوطن يتسع للجميع مع دور فاعل لمنظمات المجتمع المدنى كما أشار الرئيس السيسى فى كلمته بحفل إفطار الأسرة المصرية ، الذى يصف المعلقون ان ما حدث فيه من إشارات وتصريحات للرئيس يمثل نقله نوعية ومهمة فى الحياة السياسية المصرية ..

ولعل مطالبة الرئيس بإجراء حوار وطنى بين جميع القوى السياسية دون استثناء حول أولويات المرحلة الراهنة يعد دفعة قوية للعمل السياسى بكل جوانبه ويفتح أفاقاً مهمة للعاملين فى هذا المجال خاصة مع اهتمام الرئيس بضرورة التحلى بالوعى الكامل فى تناول كل ما يخص الوطن وقضاياه فى وطن يتسع للجميع ، والإختلاف فى الرأى فيه لا يفسد للوطن قضية .. 


ومن الكلمات الباقية التى قالها الرئيس السيسى قوله : « إن العهد الذى بينى وبينكم منذ تكليفى هو الصدق فى القول والإخلاص فى العمل والإنتماء لله والوطن ابتغاء لله وإنفاذ إرادة وتحقيق أحلام الأمة .. عزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء « .. 


ولعل قرار الرئيس السيسى بعقد حوار سياسى بين مكونات الطيف السياسى المصرى قد أثار إعجاب وتقدير الكثيرين من المشتغلين بالعمل السياسى .. ومنهم من الشباب محمد عبد العزيز عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وعضو لجنة العفو الرئاسى ..

قال عبد العزيز عبر صفحته بموقع فيسبوك : « نثمن بكل تقدير قرارات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى أعلنها فى حفل إفطار الأسرة المصرية وبين هذه القرارات عقد حوار سياسى بين كل مكونات الطيف السياسى المصرى لبحث أولويات العمل السياسى خلال المرحلة المقبلة وخطوات الإصلاح السياسى المنتظر وآليات تفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وكأولى الخطوات فى هذا الطريق فقد تم تفعيل لجنة العفو الرئاسى وتوسيع نطاق عملها لتشمل الغارمين والغارمات الى جانب الشباب ، وكذلك إعادة تشكيلها لتشمل محمد عبد العزيز وطارق الخولى وكريم السقا وطارق العوضى وكمال أبو عيطة ، وتبدأ اللجنة فى تلقى أسماء الشباب المحبوسين من مختلف الأحزاب والقوى السياسية والمجلس القومى لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب على أن تقدم قائمة جديدة للعفو خلال فترة قريبة  « .. 


وتحدث الرئيس عن التحديات التى واجهت مصر منذ عام 2011 وكيف تحمل المواطن المصرى آثار الإصلاح الصعبة وإعادة بناء وتطوير البنية التحتية للدولة وأكد أن خطواتنا كانت ثابتة وراسخة وعزيمتنا لا تلين من أجل تحقيق البقاء والبناء لمصرنا الحبيبة ..

نعم كانت التحديات عظيمة ولكن نجاحاتنا كانت أعظم .. وفى أول تعليق له على الجزء الثالث من مسلسل الاختيار قال الرئيس السيسي: « ان ما عرضه المسلسل هو ما حدث فى الواقع فى ذلك الوقت « .. 


ولا شك أن لقاء الرئيس السيسى مع مجموعة من الكتاب الصحفيين والإعلاميين يوم الخميس 21 إبريل على هامش جولته التفقدية بمنطقة توشكى بجنوب الوادى قد فتحت الطريق لحوارات موسعة مع رجال الصحافة والإعلام فيما يخص الوضع الاقتصادى للبلاد ، الى جانب موقف مصر من الأوضاع الدولية خاصة الحرب الروسية الأوكرانية وإننا نسعى الى لعب دور إيجابى لوقف الاقتتال وتشجيع الحل الدبلوماسى . 


ولم يطغ انشغال الرئيس السيسى بالأوضاع الداخلية فى مصر وافتتاح مجالات اقتصادية متعددة فى كافة أرجائها على ما يحدث فى العالم العربى والخارجى ..

وفى إطار اهتمامه بالشأن الفلسطينى واستعادة الهدوء بالقدس التقى الرئيس السيسى بقصر الاتحادية بالقاهرة الملك عبد الله الثانى عاهل المملكة الأردنية الهاشمية والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.. وشهدت المباحثات استعراض آخر مستجدات الأوضاع فى المنطقة ، خاصة تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط والتنسيق القائم بين الدول الثلاث فى هذا الإطار وذلك فى ظل التطورات التى تشهدها مدينة القدس وضرورة احترام الوضع القانونى والتاريخى القائم فى الحرم القدسى الشريف .. 


ولا يمكن أن تنسى مصر الذكرى الأربعين لتحرير سيناء ، والتى ألقى فيها الرئيس السيسى يوم الإثنين 25 إبريل كلمة جامعة أكد فيها أن مصر تسعى لتنمية أرض الفيروز والاستفادة من خيراتها وتحقيق الرفاهية لأهالينا ، وأن رجال الدبلوماسية المصرية خاضوا معركة التفاوض بكل صبر وجلد لاستعادة الارض الغالية ، وأن عيد تحرير سيناء يتواكب مع  مرور خمسين عاما هجريا على انتصار العاشر من رمضان .. 


وقبل الاحتفال بالذكرى الاربعين لتحرير سيناء وحفل إفطار الاسرة المصرية كان جدول الرئيس السيسى مشحوناً بالجولات التفقدية والإطمئنان على أعمال تطوير امتداد طريق القاهرة - السويس ، ثم توجيهه بإنشاء محور الحضارة فى القاهرة ورفع كفاءة طريق جنوب سيناء والصعيد وتنسيق حضارى لمداخل العاصمة الإدارية يومى الجمعة والسبت 22 و23 أبريل ..