مسجد ميرزا الأثري تحفة معمارية تزين حى بولاق أبو العلا

مسجد ميرزا الأثرى
مسجد ميرزا الأثرى

تزخر مدينة القاهرة بمئات المساجد الأثرية التى تسجل تاريخ فترة من الفترات وهى الشهيرة بمدينة الألف مئذنة ومن أبرز هذه المساجد الأثرية

مسجد ميرزا، أو مسجد مصطفى جوربجي ميرزا؛ هو مسجد أثري يحمل رقم (343) بوزارة الآثار المصرية، ويقع بشارع ميرزا المتفرع من شارع عش النحلة في بولاق أبو العلا بالقاهرة. وقد بناه في الأصل عز الدين أيدمر الخطيري أيام الناصر محمد بن قلاوون، واعتنى بعمارته وزوده بمكتبة جليلة، وانتهى من بنائه سنة (737هــ/ 1332م).

 

يقول الباحث الأثؤى د. حسين دقيل أن عز الدين أيدمر الخطيري الذي بناه أولا؛ هو‏ الأمير عز الدين مملوك شرف الدين أوحد بن الخطيري انتقل إلى الملك الناصر محمد بن قلاوون فرقاه حتى صار أحد أمراء الألوف بعدما كان قد حبسه من قبل. وكان عز الدين كريما يحب التزوّج الكثير والفخر. وكان مسجده هذا في البداية؛ يقصده سائر الناس للتنزه فيه على النيل، وكان الناس يرغبون في السكن بجواره. 

 

وقد تهدم المسجد بفعل فيضان النيل وأعيد بناؤه. ثم إنه وبحـلول سنة (806هـ/ 1403م) كانت الرمال قد تكاثرت حوله حتى قربت نوافذه من الأرض وتخرب. ثم أعاد بناءه السيد محمد المعروف بـ الشيخ رمضان البولاقي وأقام شعائره. ثم أهمل شأنه، إلى أن بناه من جديد مصطفى ميرزا، عام (1110هـ/ 1698م)، وهو المسجد الحالي.

 

 ومصطفى جوربجي ميرزا؛ هو أمير عثماني، وكلمة جوربجي ليست اسم علم بل كانت وظيفة حكومية مهمة في العصر العثماني. وهي مفرد جمعها "جوربجية" ومعناها "أعيان في الفرق العسكرية وكبار رجال الحفظ في الأقاليم". وهي تعادل رتبة اليوزباشي العسكرية، نقيب حاليا.

 

والمسجد الحالي؛ عبارة عن مكان للصلاة وسبيل لسقاية المارة وكتاب لتعليم أيتام المسلمين القرآن الكريم ومنزل لإقامة صاحب المنشأة. وهو مستطيل الشكل؛ وتصعد عدة سلالم لدخوله؛ فهو من المساجد المعلقة. 

يتوسطه صحن مربع تقريبا تحيط به الأروقة من جميع الجهات، يتكون كل رواق من صف واحد من البوائك ذات ثلاثة عقود مدببة ترتكز على دعامتين من الحجر. ورواق القبلة أكبر أروقة المسجد وأعمقها، ويحتوي على بائكتين تحمل كل منهما ثلاثة عقود مدببة. وقد كُسى صحن المسجد برخام ملون عليه رسوم هندسية دقيقة، وعليه كسوات بديعة من بلاطات الخزف عملت خصيصا وبمصانع إذنك بالأناضول لكسوة إيوان القبلة والجدران. 

 

ويتوسط جدار القبلة محراب مجوف مزخرف بالفسيفساء الرخامية والصّدف، والى جواره منبر خشب نادر مزخرف بالخرط على ريشتيه كتابة من آيات قرآنية تتضمن اسم المنشئ. وللمسجد مئذنة تتبع طراز القلم الرصاص الذي اشتهر في العصر العثماني. 

 

وقد ورد المسجد في الخطط لعلي باشا مبارك، كالتالي: "هو في بولاق بشارع خط الحبو، أنشأه الأمير مصطفى جوربجي مرزة سنة ألف ومائة وعشر وبه أربعة ألونة، وصحنه مفروش بالرخام الملون بشكل حسن، وحائط إيوان القبلة مكسو بالقيشاني والرخام الملون المقسم برونق لطيف، ومحرابه مشغول بالرخام والصدف، ومنبره من الخشب النقي بصنعة بلدية قديمة وعلى دائره آيات قرآنية وتاريخ بنائه واسم بانيه على بابه الثاني .... ومنافعه تامة وشعائره مقامة بالآذان والجمعة والجماعة على الدوام، وله أوقاف دارة".      

وتم ترميم المسجد من قبل وزارة الآثار عام 2013، بعد أن استغرق مشروع التطوير الشامل للمسجد أكثر من أربع سنوات بتكلفة إجمالية بلغت 27 مليونا و250 ألف جنيه.