ملك ياميش رمضان.. أسطورة الفستق فال الخير لزواج سعيد

الفستق
الفستق

الفستق هو ملك المائدة الرمضانية وصاحب الاهتمام الأكبر في ياميش رمضان ليس فقط لطعمه المميز أو حتى لاستخداماته الواسعة فهو يضيف على الحلويات حلاوة ولذة ولا يمانع إذا تم وضعه على الأطعمة المالحة أو حتى تم تناوله منفردا كوجبة خفيفة كما لا يعود أيضا الاهتمام الكبير به لفوائده الصحية المتعددة.

ويساهم في تعزيز صحة الجهاز المناعي كونه عنصر غني بمضادات الأكسدة والفيتامنيات والمعادن كما يعد أحد العناصر الجيدة لصحة العين من خلال مساعدته في الحد من التنكس البقعي وإعتام عدسة العين كما يحتوي على الألياف المغذية التي تلعب دور هام في تحسين عملية الهضم وانما يعود الاهتمام بالفستق لرحلة انتشاره من بلاد الشام وآسيا الصغرى إلى اوروبا وامريكا منذ آلاف السنين فهو صاحب التاريخ الطويل والأساطير العظيمة.

بدأت أسطورة الفستق منذ اكتشافه في موطنه الأصلي في آسيا الصغرى وبلاد الشام وتحديدا في سوريا ولبنان وايضا في العراق حيث وجد علماء الآثار أدلة على وجود الفستق في موقع حفر في جيروم بالقرب من شمال شرق العراق منذ عام 6750 قبل الميلاد وكان الاعتقاد أن حدائق بابل المعلقة احتوت على أشجار الفستق في عام 700 قبل الميلاد بحسب موقع "heartofthedesert".

ومنها انتشرت اساطير واحد من أقدم المكسرات في العالم حيث تقول الأسطورة أن ملكة سبأ أصدرت مرسوم بأن الفستق هو طعام ملكي حصري حتى أنها ذهبت إلى حد منع عامة الناس من زراعته للاستخدام الشخصي كما ارتبط تكسيره تاريخيا ببشرى وفأل خير ليكون مؤشر لنجاح الزواج حيث تقوم الأسطورة أن تكسير الفستق يعتبر مؤشر نجاح لزواج سعيد ولذلك كان يجتمع الأزواج تحت أشجار الفستق في انتظار صوت تكسير المكسرات لضمان علاقة ناجحة وسعيدة.

وظل الفستق هكذا محصورا في بلدانه الأصلية حتى انتقل من سوريا إلى إيطاليا في القرن الأول الميلادي ومنها انتشر في جميع أنحاء دول البحر الأبيض المتوسط حتى انتقلت أيضا بعض اكلاته من الحضارة الفارسية إلى العالم حيث استخدم الفرس الفستق بكثرة ليس فقط للحلويات ولكن أيضا في شكل مطحون لتكثيف الصلصات ومنها تم إدراج الفستق في أطباق الحلوى العربية مثل البقلاوة.

أما في أوروبا كان استخدامه في البداية كطعام للبحارة والمستكشفين والتجار الأوائل وذلك بسبب قيمه الغذائية الاستثنائية وطول فترة تخزينه ومنها أصبح الفستق عنصر باهظ الثمن يتم إضافته بشكل أساسي إلى السلع المخبوزة أو عنصر لمن يريد التباهي بأنه يمتلك العجائب الخضراء.

وبعد الحرب العالمية الثانية تغيرت صورة الفستق تدريجيا وتحولت من مادة مضافة للخبز باهظة الثمن إلى وجبة خفيفة شهيرة حتى وصلت اخيرا إلى القارة الأمريكية خلال ثمانينيات القرن التاسع عشر على يد المهاجرين من الشرق الأوسط.

لتكون النقطة الفاصلة في عام 1854 عندما أحضر موزع بذور للزراعة التجريبية يدعى " تشارلز ميسون" بذور الفستق للزراعة في الوادي الاوسط بكاليفورنيا نظرا لتوافر العوامل المثالية لزراعته من تربة خصبة ومناخ حار جاف مع توافر شتاء بارد ومعتدل حتى أصبحت مدينة شيكو بولاية كاليفورنيا موطن لأول محطة إنتاج نباتي تجريبية لتكون إحدى الدول المصدرة للفستق.