موهبته وثقته بالله وبنفسه، كانت وراء كل خطوة يخطوها.. لم يتعجل الشهرة ونجح في كسب حب الجماهير وتعاطفهم معه، حيث كانت موهبته متميزة تجمع بين الحضور الإنساني والكوميدي، إنه الفنان حسن عابدين.
بعد أن عاد حسن عابدين من الأراضي الحجازية على أول طائرة للقاهرة مصدوما، مهموما وحزينا، وعينيه ممتلئتان بالدموع، اتخذ القرار باعتزال الفن، حيث حدث ما لم يكن يتوقعه أبدا وهو أن قام أحد حراس الحرم المكي بطرده بعدما علم بأنه ممثل مصري.
لم تجف دموعه يتردد على سمعه كلمات ضايقته وما إن رن جرس التليفون، كان المتحدث الفنان محمد نجم ودار بينهما هذا الحوار:
حمدلله على السلامة يا أستاذنا، عمرة مقبولة.
جمهورك في انتظارك.
هنشتغل امتى.
لن أعود للتمثيل مرة أخرى سأعتزل!
طيب.. المسرحية.. والنجوم.. والجمهور.. والشهرة.
قلت لن أعود للتمثيل ابحث عن فنان آخر يؤدي الدور.
حاول محمد نجم تلطيف الأجواء ويقلبها هزار ويداعبه قائلا: طيب وشفيق يارااااجل..
بلهجة صارمة رد عليه، لو سمحت يا نجم كل شيء انتهى، ثم وضع السماعة.
مر على هذا الموقف أكثر من ٣٠ يوما كان خلالها لا يفعل حسن عابدين غير تأدية الصلاة في المسجد والعودة للمنزل، ومابين مشواره للمسجد والعودة.
وأثناء زيارة صديقه الحميم الفنان إبراهيم الشامي له والذي عرض عليه أن يقوما بزيارة الشيخ محمد متولي الشعراوي، وصلاة الجمعة معه وبالفعل توجها إليه، وبعد الصلاة حكي إبراهيم الشامي للشيخ الشعراوي ماحدث لصديقه حسن عابدين، والذي قرر على إثره أن يعتزل الفن.
ابتسم الشيخ الشعراوي وقال له: إذا اعتزلت.. أنا هتفرج على مين؟
علت الفرحة وجه حسن عابدين قائلا: يامولانا هو حضرتك بتتفرج علي.
طبعا طالما أنت تقدم فنا يفيد الناس لكن بالطبع نشاهده، وإذا تركت أنت مكانك فسيأتي غيرك ويقدم فنا مبتذلا لا معنى له، بحسب ما نشرته جريدة «الوفد».
ويستكمل الشعراوي ومداعبا حسن عابدين، يامولانا عد لفنك طالما تقدم مايفيد الناس، واكمل مشوارك، واحكم بنفسك على ماتقدمه.
تهلل وجه حسن عابدين فرحا فهو يحب التمثيل، ويحب طاعة الله أيضا وأثناء هذا الجو الصادق الودود، قال ابراهيم الشامي: خلاص يابو علي.. اطمنت.. فكها بقى يا أخي ثم قال وهو يضحك "شفيق ياراااااجل"، وضحك ثلاثتهم ومن هنا بدأت صداقة حسن عابدين بالشيخ الشعراوي والتي امتدت ولم تنقطع إلا برحيله.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
اقرأ أيضا |نجوى إبراهيم أصيبت بالإغماء في التلفزيون.. لم يجدوا طبيبًا لإسعافها
