روسيا ومأزق خدمات الإنترنت والاتصالات بعد الحرب على أوكرانيا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

بدأت شركات التكنولوجيا الغربية مؤخرا ، قطع علاقاتها مع روسيا بعد غزوها لأوكرانيا المجاورة ، وقد عملت الحكومة الروسية منذ فترة طويلة للسيطرة على الإنترنت في البلاد ، مع البحث عن حلول لحصول المواطنين على المعلومات.

وقد أثار هذا قلق الصحفي الاستقصائي الروسي أندريه سولداتوف ، الذي أمضى سنوات في الكتابة عن الرقابة الروسية ، وهو الآن ، يعيش في المنفى ، وقد أعرب عن قلقه من أن الجهود المبذولة لمساعدة أوكرانيا ، في إنها لن تساعد جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسيطرة على الإنترنت في البلاد .

وقال، إن خدمة التواصل الاجتماعي فيسبوك كانت وسيلة للروس للحديث عما يجري في أوكرانيا ، وفيسبوك لم يغادر ، لكن الحكومة الروسية قيدت الوصول إلى الخدمة ، وقد استخدمت قانونا جديدا لتجريم نشر المعلومات التي تشكك في البيانات الحكومية.

هذا وتم حجب وسائل الإعلام الغربية والخدمات الإخبارية المستقلة في روسيا، كما يواجه موقع آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، هو إنستجرام، قيودا على الوصول، ومع ذلك، أظهرت جهود الرقابة الأخيرة كيف يمكن حتى للروسي العادي الالتفاف على هذه الجهود لتقييد الإنترنت.

وعلى سبيل المثال، لم تحقق الحكومة الروسية حتى الآن سوى نجاح محدود في حظر الشبكات الخاصة الافتراضية، أو الشبكات الافتراضية الخاصة ، حيث تسمح هذه الطرق للمستخدمين بالالتفاف حول قيود الإنترنت ، وتقول وكالة أسوشيتد برس إن الجهود المبذولة لتقييد استخدام البرمجيات التي تهزم الرقابة ، لم تكن ناجحة تماما.

وحول دور شركات التكنولوجيا الأجنبية في روسيا ، فإن مقدمو خدمات الإنترنت والخدمات التي تتعاطف مع أوكرانيا لديها خيار صعب. وهم يواجهون ضغوطا لمعاقبة الحكومة الروسية ، كما أنهم يواجهون ضغوطا اقتصادية للحد من خدماتهم لأنه من غير الواضح ما إذا كانوا سيتقاضون رواتبهم ، ومع ذلك، فهم قلقون بشأن وقف التدفق الحر للمعلومات التي يمكن أن توازن بين الجهود الروسية للسيطرة على وسائل الإعلام.

وتواصل Amazon Web Services التي توفر تخزين الإنترنت في ما يسمى السحابة ، العمل في روسيا لكنها لا تأخذ عملاء جددا ، كما لا تزال شركتان أخريان للإنترنت ، وهما Cloudflare و Akamai، تعملان في روسيا ، لكنهمت لا يعمل إن مع الشركات المملوكة للدولة والشركات الخاضعة للعقوبات الدولية.

ولم تذكر مايكروسوفت ما إذا كانت ستوقف خدماتها السحابية في البلاد حتى الآن ، لكنها علقت جميع المبيعات الجديدة لمنتجاتها وخدماتها.

هذا وقطعت شركة "كوجنت" وهي إحدى شركات الإنترنت الكبرى التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها الاتصالات المباشرة داخل روسيا ، لكنها تركت شبكتها متاحة لمزودي الشبكات الروس الشركاء لاستخدامها ، وكذلك فعلت الشركة الأمريكية Lumen Technologies.

وقال ديف شيفر، رئيس شركة كوجنت: "ليس لدينا رغبة في عزل الأفراد الروس ونعتقد أن الإنترنت المفتوح أمر بالغ الأهمية للعالم" ، وقال إن الاتصالات المباشرة بالإنترنت التي توفر خوادم داخل روسيا يمكن استخدامها في الهجمات عبر الإنترنت.

وبموجب قانون "الإنترنت السيادي" لعام 2019 ، من المفترض أن تكون روسيا قادرة على تشغيل الإنترنت بشكل مستقل عن بقية العالم ، لكن القانون جعل روسيا أقرب إلى هذا النوع من المراقبة والسيطرة المكثفة على الإنترنت التي تقوم بها الصين وإيران.

ونجحت وكالة الرقابة على الاتصالات التابعة للحكومة الروسية "روزكومنادزور" ، في اختبار النظام قبل عام عندما قيدت الوصول إلى تويتر ، حيث يستخدم مئات الأجهزة التي يسيطر عليها المسؤولون الحكوميون والتي يمكنها حظر مواقع الويب الفردية وخدماتها و يتم وضع هذه الأجهزة بموجب القانون في جميع مزودي الإنترنت داخل روسيا.

كما يسمح النظام لجهاز الأمن الفيدرالي بالتجسس على المواطنين الروس ، ومع ذلك يقول الخبراء إنه ضعيف عند مقارنته بنظام التحكم في الإنترنت الصيني المعروف باسم جدار الحماية العظيم.

وأندرو سوليفان هو رئيس جمعية الإنترنت غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها ، قال إنه لا يوجد دليل على أن روسيا يمكن أن تفصل نفسها بنجاح عن الإنترنت الأوسع.

وبالنسبة للأشخاص داخل روسيا ، تعتمد القدرة على الوصول إلى مواقع الويب والبرامج الخارجية على الشبكات الافتراضية الخاصة الأجنبية والأساليب المماثلة ، ومع ذلك ، يقول الروس إنهم يواجهون صعوبة في دفع ثمن هذه الخدمات ، خاصة منذ أن قطع مزودو الائتمان مثل فيزا ، و ماستركارد ، في روسيا في وقت سابق من هذا الشهر.