فكرتي

فى ذكرى ميلاد «محمد نجيب»

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

سألت والدى «مصطفى أمين» فى الثمانينيات: لماذا وقفت مع الرئيس جمال عبد الناصر ضد الرئيس محمد نجيب؟ قال لي: كنت فى ذلك الوقت، أرى أن «عبد الناصر» أصلح لقيادة ثورة 1952 من «محمد نجيب». ورغم ذلك لم تتأثر صداقتى لنجيب، لأنه كان رجلا طيب القلب، لا يحمل حقدا فى قلبه. زارنى بعد الإفراج عنى فى مكتبى بدار أخبار اليوم، و عند المغادرة حرصت على أن أوصله حتى باب سيارته.

ذكر لى أنه عندما تم القبض عليه بعد أزمة مارس بينه وبين مجلس قيادة الثورة عام 1954، أودع فى معسكر فى الصحراء.. فقامت مظاهرات تؤيده، واضطر مجلس الثورة مُرغما إلى إعادته رئيسا للجمهورية. كان يستطيع القبض على أعضاء مجلس الثورة بسهولة، ولكنه أشفق على بلاده من الفتنة. رغم ذلك أقالوه مرة أخري، وحددوا إقامته 14 عاما فى قصر»زينب الوكيل» بالمرج حتى جاء الرئيس السادات إلى الحكم وأطلق سراحه.

مات ابنه وهو معتقل، ولم يُسمح له بتشييع جنازته. كان أكثر ما يؤلمه وهو فى محبسه إن المطابع رفعت اسمه من الكتب، وأصدروا حكم الإعدام على إسمه وهو على قيد الحياة.. حتى إن حفيده سأله يوما: كيف تقول إنك كنت أول رئيس جمهورية فى مصر، بينما كتاب التاريخ الذى أدرسه فى المدرسة، ليس فيه كلمة واحدة عنك!
شكرا للرئيس السادات والريئس مبارك.. ومن بعدهما الرئيس السيسي، على رجوع الحق لأصحابه.