القارئ وأنا

المشاعر

اسلام دياب
اسلام دياب

اسلام دياب

ما أغرب المشاعر! ليس فى تنوعها وتناقضها وتشابكها بل فى القدرة على التعبير عنها.. أحيانا يضيق صدر الإنسان بالمشاعر التى تظل حبيسة داخل وجدانه ولا يقدر على البوح بها وتزاحمها يقضى عليه فى بعض الأحيان ولكن التعبير عنها يمنحك الراحة خاصة لو كانت إيجابية ولها مردود إيجابى أيضا.. ما بين الحب والحنان والشكر والأحزان والصداقة والخذلان والعوض والمناجاة والتلاعب بالقلوب والتشجيع والاحتياج استمعت بكلمات الشاعر الشاب يوسف المهدى فى ديوانه المتميز الذى حمل عنوان «المشاعر» والذى نقلنى بين تلك الأحاسيس بكلمات بسيطة بالعامية غير معقدة بأسلوب رشيق متنوع تنتقل فيه بين الشطور والقصائد وكأنك فى رحلة فنية ممتعة عمقها بالتصوير الداخلى والشخصيات المختفية بين السطور التى نقابلها فى مجتمعنا.


أحداث كثيرة وأقدار مختلفة تدور بنا كل يوم كان أصعبها فقدان حبيب أو مرض صديق أو انتظار المجهول فى شبح كورونا المخيف الذى أطل بوحشية على العالم يفتك بالأرواح.. تتباين المشاعر مابين حزن وخوف وترقب من الدرس الأعظم للبشر وهو الضعف أمام الخالق عز وجل ليعبر بقصيدته التى حملت اسم الفيروس اللعين بقوله فى بدايتها : «راجعين يارب بنعترف.. إن إحنا أضعف من الورق.. وإن الذنوب فوق الكتاف.. وإن أنت سترك قد سبق» وعبرعن مشاعر الانتماء والتشجيع بقصيدة «الأهلى «الكيان»» ليقول : «مع كل درع جديد.. أو نجمة حطوها.. على كل هذا الجمال.. أنا من زمان فتحت».
أما بالنسبة لخداع الفتيات أو الابتزاز الالكترونى واللعب بأقدار الفتيات وبقلوبهن جاءت قصيدة «أقوى بنت فى الدنيا» بقوله: «ما فيهاش عيوب غير إنها.. بتحب بس بقلبها.. علشان كدا بيؤذها فيه.. ويهون عليهم حزنها».


وفى قصيدة «قلب مفتوح» يروى مأساة صاحب المشاعر الجياشة الذى يقدم الخير دائما للجميع ليكون نصيبه الغدر والتى بدأها بـ«ما عرفش ليه أنا قلبى شبه المقبرة.. كل اللى يدخل حى يخرج مرحلة...».. ويعلنها على غلاف الديوان : «بس الإنسان محتاج جدًا حد يحبه وما يهونش عليه.. حد يشيله فى قلبه وفى عنيه».. أحبوا بعضكم وانزعوا الخلافات والفرقة من بين صفوفكم حتى يسعد باتحادكم حبيبكم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.